أكد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي&المجتمعون الخميس في الرياض، أنّ هدف عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل، استعادة الشرعية التي توافق عليها الشعب اليمني، ومنع الانزلاق نحو الفتنة والفوضى، وشددوا كذلك على أنّ اي مفاوضات يجب أن تعقد في الرياض وتحت اشراف مجلس التعاون الخليجي.


الرياض: اكدت دول مجلس التعاون الخليجي الخميس ان اي مفاوضات بهدف البحث عن تسوية للنزاع الدائر في اليمن يجب ان تعقد في الرياض وتحت اشراف المجلس، رافضة عمليا دعوات متكررة من طهران باجراء مباحثات خارج المملكة السعودية.

وجاء التعبير عن هذا الموقف في تصريح صدر في ختام اجتماع استمر ثلاث ساعات في العاصمة السعودية لوزراء خارجية دول المجلس الست تمحور حول الوضع في اليمن.

وجاء في تصريح امين عام مجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني ان الوزراء "أكدوا دعمهم للجهود الحثيثة التي تقوم بها الحكومة الشرعية للجمهورية اليمنية لعقد مؤتمر تحت مظلة الامانة العامة لمجلس التعاون في الرياض تحضره جميع الاطراف والمكونات اليمنية المساندة للشرعية وأمن اليمن واستقراره".

وثمن الوزراء صدور قرار مجلس الامن الدولي رقم 2216 "تحت الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة، ودعوا إلى تنفيذه بشكل كامل وشامل يسهم في عودة الأمن والاستقرار لليمن والمنطقة".

ويدعو هذا القرار بتاريخ 14 نيسان/ابريل المتمردين الحوثيين المدعومين من ايران، الى الانسحاب من كافة الاراضي التي سيطروا عليها ووقف المعارك "بلا شروط" مع فرض عقوبات ضمنها حظر اسلحة.

وفي وقت سابق، أكد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي أن عاصفة الحزم في اليمن أملتها المسؤولية التاريخية لدول المجلس كإجراء حاسم لا بد منه، ودعوا كل الأطراف اليمنية إلى الدخول في حوار وطني شامل.

وقال وزير الخارجية القطري خالد العطية -رئيس الدورة الحالية- أثناء افتتاح اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون في الرياض للتحضير للقمة الخليجية التشاورية التي تعقد الأسبوع القادم في العاصمة السعودية، إن عمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل غير موجهتين ضد أحد.

وأضاف أن هدف العمليتين استعادة الشرعية التي توافق عليها الشعب اليمني، ومساعدة الأشقاء اليمنيين من أجل حقن دمائهم، ومنع انزلاق اليمن نحو الفتنة والفوضى، حسب وصفه.

وثمّن العطية باسم نظرائه الخليجيين ما حققته عملية عاصفة الحزم التي بدأت في 26 مارس/آذار الماضي واستمرت 27 يوما. وبعد توقف عملية عاصفة الحزم، أعلن التحالف الذي تقوده السعودية وتشارك فيه كل دول مجلس التعاون بدء عملية إعادة الأمل التي تجمع بين العسكري والدبلوماسي والإغاثي.

ودعا وزير الخارجية القطري كافة الأطراف اليمنية إلى الانخراط في حوار وطني شامل، وتحقيق المصالحة بين كل مكونات الشعب اليمني عبر توافق الجميع، وذلك من خلال التزام الجميع بنبذ العنف واحترام الشرعية.

وأكد العطية توفير كل الدعم للعملية السياسية في اليمن من خلال المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الذي بدأ في مارس/آذار 2013 وانتهى في يناير/كانون الثاني 2014.

وعقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اليوم في مطار القاعدة الجوية في الرياض الاجتماع التحضيري للقاء التشاوري الـ 15& لقادة دول المجلس، المزمع عقده في الرياض في الخامس من مايو المقبل في ضيافة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.

وترأس وفد المملكة العربية السعودية في هذا الاجتماع الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية.

وكثف التحالف العربي غاراته الجوية الخميس في جنوب اليمن حيث تدور معارك عنيفة بين الحوثيين ومقاتلين موالين للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، في حين تتمركز مدمرتان ايرانيتان عند مدخل باب المندب الاستراتيجي بين اليمن وجيبوتي.

ويأتي الاجتماع الوزاري قبل قمة تشاورية لدول مجلس التعاون الخليجي (السعودية والبحرين وسلطنة عمان والكويت والامارات وقطر) ستعقد الثلاثاء في الرياض، ومن المفترض ان يحضرها ايضا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في مشاركة استثنائية لرئيس دولة اجنبية.

واعلن الاليزيه ان هولاند سيكون ضيف الشرف في هذه القمة التي تعقد في ظل التوترات المتصاعدة مع ايران.

ويستقبل الرئيس الاميركي باراك اوباما قادة دول مجلس التعاون الخليجي الستة يومي 13 ايار/مايو في البيت الابيض و14 منه في كامب ديفيد لطمأنتهم حول اتفاق الاطار الذي توصلت اليه مجموعة 5+1 مع ايران حول برنامجها النووي.

والسعودية القلقة من سياسة حليفتها الولايات المتحدة في الشرق الاوسط، تجاه ايران خاصة، تدخلت عسكريا في اليمن ضد الحوثيين الذين تحدّوها بشكل علني.

وبعد دخولهم الى صنعاء في ايلول/سبتمبر العام 2014 وسيطرتهم عليها بالكامل في كانون الثاني/يناير 2015، نجح الحوثيون في السيطرة على مناطق اخرى حتى انهم تقدموا جنوبا، فاضطر الرئيس هادي الذي اتخذ من عدن ملجأ له الى الفرار الى الرياض.

وبرغم اعلان السعودية في 21 نيسان/ابريل انتهاء الحملة الجوية "عاصفة الحزم" وبدء مرحلة "اعادة الامل"، الا ان التحالف استمر في غاراته اليومية ضد مواقع الحوثيين وحلفائهم.

والخميس، اغارت طائرات التحالف بشدة على مواقع للمتمردين في عدن وتعز ولحج وابين في الجنوب، حيث تدور معارك بين المتمردين وموالين لهادي، وفق مصادر متطابقة.

وقال مسؤول لوكالة فرانس برس ان ثمانية قتلى سقطوا في عدن بينهم ثلاثة مدنيين.

وحقق الحوثيون، وتدعمهم قوات من الجيش اليمني موالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح، تقدما خلال الايام الماضية في عدن، المدينة التي تدافع عنها مجموعات مناهضة لهم يطلق عليها "المقاومة الشعبية".

واسفر النزاع الدائر في اليمن منذ منتصف اذار/مارس عن مقتل أكثر من الف شخص، وفق الامم المتحدة التي عينت مؤخرا مبعوثا جديدا لها الى اليمن هو الموريتاني اسماعيل ولد شيخ احمد.

وتأمل الامم المتحدة في استئناف الحوار بين الاطراف اليمنية للتوصل الى حل بعدما فشلت جهود المبعوث السابق المغربي جمال بنعمر، في الوقت الذي ينقسم فيه طرفا النزاع حتى بشأن مكان لقاء محتمل.

ويريد الطرف الحكومي ان تجرى المفاوضات في الرياض وهو ما يرفضه المتمردون الحوثيون.

والاربعاء اكد وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف انه "يجب ان يشارك الجميع في اليمن في حوار دون شروط مسبقة، ولا اعتقد ان ذلك يمكن ان يجرى في الامارات لان الامارات وللاسف اصبحت طرفا في النزاع".

وفي آخر مؤشر الى زيادة التوترات بين ايران والسعودية، استدعت طهران القائم بالاعمال السعودي لديها للاحتجاج على تدخل الطائرات الحربية السعودية الثلاثاء لمنع طائرة ايرانية محملة بالمساعدات من الوصول الى مطار صنعاء الذي يسيطر عليه الحوثيون.

وهذه المرة الرابعة خلال شهر واحد التي تستدعي خلالها طهران القائم بالاعمال السعودي لديها للاحتجاج على قضايا متنوعة.

والخميس أعلن قائد البحرية الايرانية حبيب الله سياري ان مدمرتين ايرانيتين ارسلتا الى خليج عدن لحماية السفن التجارية وهما متمركزتان حاليا عند مدخل مضيق باب المندب الاستراتيجي بين اليمن وجيبوتي الذي يعبر منه يوميا نحو اربعة ملايين برميل من النفط باتجاه قناة السويس شمالا او خط انابيب سوميد للنفط.

واضاف سياري "نحن في خليج عدن بموجب القوانين الدولية من اجل حماية السفن التجارية لبلادنا من تهديد القراصنة".