تعرّى مواطن عراقي على طريقة نساء "فيمن" في الغرب، وذلك احتجاجًا على اوضاع بلاده التي تسودها المحسوبية والفساد، ورفض مديرية التربية في محافظة الديوانية& تعيين ابنته الجامعية.


عبد الجبار العتابي من بغداد: أعلن مواطن عراقي من أهالي محافظة الديوانية الجنوبية احتجاجه على مديرية التربية التابعة للمحافظة لرفضها تعيين ابنته التي انهت دراستها الجامعية وظلت عاطلة عن العمل.

وتمثلت طريقة الاحتجاج المبتكرة، التي انتهجها هذا المواطن العراقي، في التعريّ تمامًا إلا من قطعة تستر عورته، فيما غطى جسده بعدد من العبارات مثل (الله اكبر، الفساد الاداري، مجلس المحافظة، تربية الديوانية، الرشوة والاحزاب).

ومعلوم أن التعري هو طريقة لاحتجاج منظمة (فيمن) التي بلغ صداها إلى المنطقة العربية، فتعرت الناشطة المصرية علياء المهدي، وتعرت الشابة أمينة التونسية، احتجاجًا على حكم الاسلاميين.

وحمل المواطن المحتجّ بيده علمًا عراقيًا بحجم كبير ووقف امام بناية مديرية التربية، ولكن دون جدوى، فالرجل كما يقول بعض اهالي مدينة الديوانية، احتج بمختلف الاشكال دون أن ينظر أحد في طلبه البسيط بايجاد عمل لابنته ليحافظ على كرامته وكرامة عائلته.

الصورة أبلغ من أي كلام

قد يحتاج الاحتجاج بهذه الطريقة الى الكثير من الكلام، لكنّ الكثيرين ممن حاولنا استطلاع آرائهم قالوا إن الصورة ابلغ من أي كلام، فالرجل المسن وبهذا الوضع يعبر عن غيظ داخلي، فقد رمى ملابسه بعد أن يئس من احتجاجه بطريقة مناسبة وحضارية، واكد عراقيون أن هذه الصورة يجب أن ترفع على مداخل رئاسة الوزراء لأنها تعبير حي عن الغبن الذي يعانيه المواطن العراقي الفقير.

احتجاج بمختلف الاشكال

يقول أحد اهالي مدينة الديوانية، الذين اتصلت بهم "إيلاف": "هذا الرجل الذي اسمه (ياسين) وهو رجل مسنّ، ابتكر اكثر من وسيلة احتجاجية للفت انظار المسؤولين، ولكن لا فائدة، فمأساته مستمرة وها هو يصرخ بجسده".

يضيف: "اكثر من سبعة ايام متتالية، وهو يحتج بلافتة مكتوب عليها طلبه مع عبارات يؤكد فيها أنه ليس من اصحاب الواسطات أو الاموال والاحزاب ، ويقف امام مديرية تربية الديوانية من اجل تعيين ابنته الوحيدة المتخرجة من (كلية التربية/ قسم التأريخ) لأنها الوحيدة القادرة على العمل في هذه العائلة، ولانه لا يستطيع العمل بسبب كبر سنه واحيانًا تأتي معه زوجته المتقدمة في السن ايضًا، ولكن يبدو ان لا أحد يسمع".

يتابع: "سمعت انه قدم اكثر من طلب الى المسؤولين في المحافظة ومنهم المحافظ ومدير التربية من اجل ايجاد مكان عمل لابنته، ولكن طلبه لم يؤخذ به، فيما الرجل في احتجاج دائم لأنه يرى أن مطالبه دستورية ومن حقه على الدولة أن تعيّن ابنته كونها المعيل الوحيد لهم".

استروا عوراتكم

المواطن عماد المولى، صاحب مهنة حرة، يبدي استغرابه وحزنه لعدم تلبية مطلب هذا الرجل.

يقول: "هذا آخر ما وصلت اليه الأمور بالمواطن العراقي اليوم، في الديوانية أمام مديرية التربية، هذه الشيبة تقول لكم ( من اجل تعيين ابنته الوحيدة للعلم هي خريجة تربية)، وانا أقول كم خريجاً (إبتدائية ) وليس ( تربية) يرفل بحلل النعيم وعالي المناصب وخلفه راية غير راية العراق".

واضاف مخاطبًا من يهمه الامر: "قليلاً من الحياء، واستروا عوراتكم، فالناس سيخرجون (عرايا) في الشوارع!"