بغداد: وتمرّ.. قافلة عراقية اخرى ترفرف على سطحها رايات السواد الملتصقة عليها صور المشاهير من اهل الادب والفن والثقافة وهي تودع الحياة فتذهب بعيدا فيما خطوات الرحيل تترك اثارا مميزة لا تمحى.
& شهد العام 2014 رحيل عدد كبير من الأدباء والفنانين الذين كان لهم حضور قوي في المشهدين الثقافي والفني العراقي، فودعتهم مدنهم اولا برثاءات حزينة ومن ثم محبوهم واصدقاؤهم واهل المجال الذين ينتمون اليه، فكانت آيات الاحزان دالة على الخسارة والفقد، مفعمة بالحسرة لا سيما ان اغلب هؤلاء قضوا بسبب المرض وحين لم يستطيعوا تحمل تكاليف العلاج فكانت عذاباتهم مضاعفة، فيما كان للغربة حضن واسع في احتضان العديد من الشخصيات الثقافية والفنية الذين حاولوا ان يجدوا في الغربة ملاذا آمنا او هادئا بعد ان بلغ بهم اليأس حدا مفجعا او اضطروا الى الهجرة، هنا نستذكر هؤلاء الراحلين عسى ان تكون نتاجاتهم مصابيح لن تنطفيء:

فنانون تشكيليون:
&فقد شهد العام 2014 توديع آخر رواد الفن التشكيلي العراقي وهو الفنان المعروف نوري الراوي الذي توفي في أحد مستشفيات العاصمة بغداد عن عمر ناهز الـ90 عاماً، تاركاً إرثاً فنياً كبيراً وبصمات واضحة في مسار الحركة التشكيلية العراقية، واستطاع أن يؤسس لنفسه مساراً خاصاً على الخارطة الفنية عندما بدأ باكتشاف أسرار القيمة اللونية، وأسرار جمالية اللوحة منذ منتصف خمسينيات القرن الماضي حيث الانطلاقة الحقيقية والقوية لمشواره.
&وودّع الفن التشكيلي العراقي الفنان حاتم الجميلي إثر مرض عضال في شقته التي يسكنها بمفرده في منطقة المنصور بالعاصمة بغداد، وهو من الفنانين التشكيليين البارزين في العراق، فضلا عن كونه أستاذا في معهد الفنون الجميلة، قسم الفنون التشكيلية، حيث أسهم في تخريج جمع من الطلبة في معهد الفنون الجميلة.
&كما رحل عن الدنيا الفنان التشكيلي عبد الامير علوان فقد توفي في اميركا بعد موت سريري دام لعدة اشهر في صراع مع المرض. ويعد الراحل احد الفنانين التشكيلين المعروفين في العراق والمنطقة وهو من مواليد 1955، وفاز بجائزة «اكيودي» للاداب والفن والسلام مناصفة مع الفنان المصري رزاق عكاشة.
&وغيّب الموت الفنان التشكيلي والشاعر العراقيّ حمادي الهاشمي في بلجيكا حيث يقيم.بعد أن امضى ثلاثة أيام في مستشفى “كينت”، نتيجة نزيف في الدماغ.ولد الفنان العراقي حمادي الهاشمي في جنوب العراق عام 1964 ويحمل الجنسية البلجيكية حيث يعيش ويعمل.
&ونعت الأوساط الفنية العراقية والعربية فنان الكاريكاتير احمد الربيعي، الذي توفي يوم الأربعاء 11 اذار /مارس 2014 بعد إصابته بالتهاب رئوي شديدي في مدينة أربيل.والراحل احمد الربيعي من مواليد بغداد 1968 نشر أولى رسومه في مجلة (ألف باء) البغدادية،في عام 2005 تعرض لتهديدات من تنظيم القاعدة بسبب رسومه، فغادر إلى القاهرة التي التقى فيها عدد من رسامي الكاريكاتير المصريين، ولكنه عاد ليتعرض الى تهديدات ادت الى مرضه ووفاته. وتوفي النحات أحمد البياتي صاحب نصب (تسواهن) في مدينة العمارة عن عمر ناهز 70 عاما.
وبمزيد من الأسى والحزن جاء خبر وداع الفنان "منير حاكم" الذي وافاه الأجل في مصح مدينة فٓستروس السويدية، بعد معاناة وصراع طويلين لمرض لم يمهله كثيراً ليواصل عطائه الثقافي في المهجر عن ٦٣ عاماً/ وهو خريج أكاديمية الفنون الجميلة- قسم الفنون التشكيلية ١٩٧٢/ أقام العديد من المعارض الشخصية والمشتركة.
وشهد عام 2014 رحيل الرسامة شيرين الراوي التي فارقت الحياة عن عمر 57 عاماً.والراحلة من مواليد بغداد عام 1957، حاصلة على بكالوريوس هندسة معمارية من جامعة بغداد، وعملت مهندسة في الجامعة المستنصرية.وتُعد شيرين أول رسامة كاريكاتير في العراق، نشرت العديد من رسوماتها في الصحافة العراقية منذ نهاية السبعينيات، فضلاً عن مشاركاتها المتواصلة في معارض الكاريكاتير داخل العراق وخارجه، كما شاركت في العديد من المسابقات الدولية.
&كما شهد عام 2014 رحيل الخطاط والشاعر العراقي محمد سعيد الصكّار عن عمر ناهز الثمانين، في باريس، تاركا ارثا من الاعمال الشعرية والفنية التي جعلت منه احد اهم فناني الخط العربي والزخرفة في العصر الحديث.ولد الصكار عام 1934 في ببلدة المقدادية، شرقي بغداد، لكنه نشأ في مدينة البصرة جنوبي العراق، وكان يرى في نفسه بصريا حتى النفس الاخير.اقام الفنان العراقي في فرنسا منذ عام 1978 حيث اختارها لتكون منفاه الاجباري، تفرغ خلالها لعمله الفني في مرسمه.مارس الصكار العمل الصحفي محررا وخطاط ومصمما منذ عام 1955، وحتى مراحل متقدمة من مسيرته المهنية والفنية الطويلة.

روائيون وقصاصون&
&ورحل القاص والروائي محمود البياتي بعد صراع مرير مع المرض الخبيث، فجر الجمعة 31 / 10 / 2014، والبياتي المولود في بغداد العام 1949 لم يعش فيها الا قليلاً، بل فرّ منها مرتين، الأولى بعد انقلاب 1963 البعثي- القومي الدموي، حيث قتل قريبه الزعيم وصفي طاهر مع اول رئيس للوزراء في العهد الجمهوري، الزعيم عبد الكريم قاسم، حين امضى عاماً في بيروت، وعامين في براغ وبرلين، ثم عاد الى العراق في 1966، وما لبث أن غادر بغداد من جديد في 1974 بعد القبض على اعز اصدقائه وهو جواد هماوندي الذي اعدم في اليوم التالي مع حبيبته ليلى قاسم حسن وخمسة من رفاقه الشيوعيين. ليستقر في براغ عشرين عاماً، ثم لينتقل بعد انهيار الاتحاد السوفياتي الى السويد 1991.فاز بجائزة القصة العربية في بيروت عام 1981، وأصدر أول مجموعة قصص «اختراق حاجز الصوت» عن دار المستقبل العربي في القاهرة عام 1984، وأول رواية «رقص على الماء - أحلام وعرة» عن «المؤسسة العربية للدراسات والنشر» عام 2006. ثم انتقل إلى المملكة المتحدة بعد إصابته بمرض السرطان حيث استقر في مدينة لندن.
كما توفي القاص سعدي عباس العبد اثر مرض عضال لم يمهله طويلا،والاديب الراحل من مواليد 1958 ببغداد وله نتاجات أدبية رائعة واصدارات عديدة.
وتوفي في أربيل الأكاديمي والروائي والقاص والباحث والإعلامي العراقي سعدي المالح عن عمر ناهز ال”63″ عاماً بعد أن تعرض لجلطة قلبية. ويعد المالح مبدعاً عراقياً شاملاً كتب في مختلف الأصناف والأجناس الإبداعية، حيث صدرت له قصص وروايات وترجم كتباً عدة إلى لغات مختلفة، فضلاً عن إصداراته في مجال النقد، كذلك كان أستاذاً في جامعة صلاح الدين.ومن أبرز إصداراته مجموعة قصصية بعنوان” الظل الآخر لإنسان آخر”، ومجموعة “مدائن الشوق والغربة”، ورواية “أبطال قلعة الشقيف”، ومجموعة “حكايات من عنكاوا” ودراسة نقدية بعنوان “الأدب العراقي في المنفى 1976-1986″. وقام المالح بترجمة كتب عدة من الروسية إلى العربية أبرزها رواية “الإخوة والأخوات فيودور إبراموف” و”بحار التايغا يوري كافليايف.

شعراء&
&ورحل عن الدنيا الشاعر حسين عبد اللطيف عن 69 عاماً، وذلك نتيجة إصابته بسكتة قلبية ألمت به خلال رقوده في أحد المستشفيات العامة في المحافظة لتلقي العلاج.ويعد الراحل من أبرز الشعراء العراقيين المعاصرين، وله عدة مجموعات شعرية هي (نار القطرب) و(لم يعد يجد النظر) و(على الطرقات أرقب المارة) و(قصائد الهايكو).
وتوفي الشاعر العراقي الكبير شاكر السماوي في احد مستشفيات السويد، بعد تعرضه الى جلطة دماغية عن عمر 78 عاما، والشاعر من مجددي القصيدة الشعبية فضلا عن كونه من كتاب المسرح المميزين.
ونعى الاتحاد العام للادباء الشعبيين في العراق عن وفاة الشاعر العراقي نزار جواد في بغداد بعد معاناة طويلة مع المرض.ويعتبر نزار جواد من ابرز شعراء السبعينيات والثمانينيات، وله مؤلفات عديدة فضلا عن كتابة عشرات الاغاني لنجوم المطربين العراقيين والعرب، وتمثيله للعراق في اكثر من مهرجان نال عل اثرها جوائز عديدة.
وشيعت الأوساط الثقافية والأدبية في مدينة النجف الشاعر العراقي حمود السلامي، والراحل شاعر وسياسي ستيني حديث له مجموعتان شعريتان مطبوعتان نائب، رئيس اتحاد أدباء النجف الأشرف بدأ حياته الأدبية شاعرا شعبيا، وهو عضو مؤسس في بيت الشعر في النجف الأشرف.
وتوفي الشاعر والإعلامي محمود النمر بعد عملية جراحية في الظهر في أحد مستشفيات بغداد. وكان محمود النمر قد تعرض إلى كسور عدة في أماكن مختلفة من جسده قبل حوالي الشهرين إثر سقوطه من أحد السلالم وتمت معالجته، إلا أنه عانى آلاماً في الظهر، ما جعل الأطباء يقررون خضوعه إلى عملية جراحية، إلا أنه فارق الحياة،وسبق للنمر أن أصدر أكثر من مجموعة شعرية منها "بيوت بلا قبعات"، في حين جاءت آخر مجموعة له تحت عنوان "وصيفات سيدوري"، التي صدرت عن دار المدى قبل عامين.

مؤرخ كبير&
&وفجع الوسط الثقافي العراقي، برحيل شيخ المؤرخين سالم الالوسي الذي يعد من رموزه البارزة خلال القرن العشرين، عن عمر يناهز الـ89 سنة. والراحل من مواليد منطقة سوق حمادة في جانب الكرخ، وسط بغداد سنة 1925 لأسرة دينية معروفة، تنحدر من السلالة الالوسية الحسينية العلوية تلقى تعليمه في بداية حياته عن طريق (الكتاتيب) على يد الملا عواد الجبوري.وعمل الراحل في وظائف عديدة أبرزها أمين عام المركز الوطني للوثائق ومدير المتحف العراقي، كما عمل بصفة معاون مدير عام للإذاعة والتلفزيون، ومدير الإذاعة وكالة، ومدير التأليف والترجمة والنشر بوزارة الثقافة والإعلام، ومدير السياحة العام، وعميد معهد الوثائقيين العرب وكالة.

اساتذة اكاديميون&
&وودعت الجماهير الادبية والثقافية في العراق وفي محافظة بابل الاديب والكاتب والمفهرس صباح نوري المرزوك الذي توفي بعد يومين من تعرضه لحادث سير في طريق حلة – بغداد.ويعد من الكاتب والمفهرسين وله عشرات، اهمها تاريخ الحلة وتاريخ الصحافة الحلية وكتاب تاريخ الادب في النجف وعشرات الكتب الادبية.
&ورحل عن الدنيا الكاتب العراقي والمترجم الدكتور جليل كمال الدين، استاذ الادب الروسي في كلية اللغات بجامعة بغداد عن عمر ناهز الـ 84 عاما بسبب امراض الشيخوخة التي اقعدته في البيت. يعد الراحل الدكتور جليل كمال الدين من ابرز الذين ترجموا الادب الروسي وله فيه الكثير من المؤلفات والمقالات مثلما له الكثير من المقالات في مواضيع ادبية مختلفة وقد قضى ردحا كبيرا من سنوات عمره في البحث والتأليف والترجمة،لا سيما في التعريف بالادباء الروس الذين ذاع صيتهم.
&ونعت الاوساط العلمية والاكاديمية العراقية عالم الاجتماع الاستاذ الدكتور كامل جاسم المراياتي اثر نوبة مفاجئة بعد عودته من المغرب لحضور مؤتمر علمي،والراحل اسس وترأس قسم الانثربولوجيا في الجامعة المستنصرية، وانتخب استاذ اولاَ فيها، وعمل في الكثير من الجامعات العراقية والعربية، واصدر العديد من الكتب المؤلفة والمترجمة، وترأس قسم الدراسات الاجتماعية في بيت الحكمة وتحرير مجلة دراسات اجتماعية الصادرة عن بيت الحكمة، كما عمل خبيرا في البيت، وهيئات العديد من المجلات العلمية، ويعرف المرحوم المراياتي في دراسته بالواقعية والدفاع عن المعايير العلمية الصحيحة، والدأب على التجديد، والصدق والصراحة، والقول الصحيح.

صحافي كاتب
ورحل الكاتب والصحافي أحمد المهنا بسبب المرض،الذي تمتد تجربته الصحفية لأكثر من ثلاثة عقود. تخرج في قسم اللغة العربية، الجامعة المستنصرية ببغداد عام 1978. غادر العراق عام 1979 لأسباب سياسية.عمل في عدد من وسائل الإعلام العربية في أثناء إقامته بالمنفى. عاد إلى العراق ثانية عام 2004 وعمل في عدد الصحف العراقية وكان له عمود يومي معروف بعنوان "أحاديث شفوية" في صحيفة "المدى". أصدر المهنا كتابين وهما "الإنسان والفكرة" و"الأمر رقم واحد".
&