أطلق اسم الشاعر اللبناني سعيد عقل على أحد شوارع الأشرفية، تخليدًا لذكرى شاعر لطالما رأى فيه الجميع ظاهرة استثنائية في الشعر العربي.


بيروت: احتفلت الاشرفية، وهي ضاحية شرقية في مدينة بيروت، بإطلاق اسم الشاعر اللبناني سعيد عقل على احد شوارعها القريب من حديقة السيوفي، ضمن مشروع ثقافي تاريخي أرادته جامعة سيدة اللويزة، التي اختارها عقل لتخليد مكتبته، ورئيس المجلس البلدي لمدينة بيروت المهندس بلال حمد، لفتة تقدير لشاعر لبنان إن حكى، في عيد ميلاده السادس بعد المئة.

قراءة حوارية

في الحفل، كان حضور سعيد هادرًا، بقصائد تحمل عنفوان لبنان وألقه ، لتتساءل: "هل صنع سعيد عقل مجد لبنان، أو مجد لبنان أعطي له؟". كانت البداية مع قصائد تجسدت ألحانًا في الضمير والوجدان، مع الأب منصور لبكي والاخوين رحباني والياس الرحباني، فكانت رجع صدى لصوته الذي ملأ الكون حبًا للبنان، الذي قال فيه ذات يوم: "لو لم يكن لي رب اعبده لكان لبنان ربي".

"من قلب العاصمة بيروت، نقول كلنا للوطن لبنان". هكذا استهل الاعلامي ماجد ابو هدير تقديمه للحفل، ثم أتت قراءة حوارية لمقتطفات من قصائد الشاعر الكبير للينا دوغان وبسام براك.

ثم كانت الكلمة لسهيل مطر، نائب رئيس جامعة سيدة اللويزة للشؤون التربوية، الذي سأل: "اين هو سعيد عقل حتى نحتفل بعيد ميلاده؟ هو معنا في القلب وملء العين وفي ثنايا الذاكرة. مئة وست سنوات وزد.....لماذا نحن هنا؟ لنؤكد أن هذا الرجل ظاهرة استثنائية، فلا يوجد في التاريخ الحديث شاعر فنان، أديب بلغ المئة عام، فشكرًا لله وسنة حلوة يا سعيد. وها هو اسمه في شارع في الاشرفية في بيروت التي تبقى هي ست الدنيا يا بيروت".

قسم من شارع

ثم كانت الكلمة لحمد الذي قال: "نجتمع اليوم احتفاء بقامة شامخة من لبنان، سعيد عقل بنى هيكل الشعر ورصعه بالفكر الجمالي واللاهوتي والفلسفي واطلقه موسيقى تتردد اصداؤها في بحر الوجود، فكان أن كان سعيد عقل هذه الثلاثية التي عرفت سر البقاء: ثلاثية الحب والفكر والجمال".

أضاف حمد: "المجلس البلدي لمدينة بيروت، إيمانًا منه بعطاء سعيد عقل ومساهمته في إعادة الألق إلى الشعر العربي في زمن غاب عنه الجمال، اتخذ قرارًا رقم 641 قضى بتسمية قسم من الشارع 77 من منطقة السيوفي باسم الشاعر سعيد عقل، مقابل حديقة السيوفي".

وتلاه رئيس جامعة سيدة اللويزة الأب وليد موسى، فقال: "عندما نقول بيروت تتنازعنا مشاعر الفرح والحزن والغضب، مشاعر فرح لأن بيروت هي العاصمة، هي الكتاب والجامعة والتظاهرة وكل حلاوات الأرض. أما مشاعر الحزن فلأن بيروت تخسر بعض بريقها ما تتعرض له من انتكاسات أمنية ومظاهر ارهابية. ومشاعر الغضب فلأننا نغني مع فيروز الكرامة غضب، والمحبة غضب، والغضب الأكبر بلدي".

وأضاف: "اليوم، مع سعيد عقل، نحتفل بعيد مولده كما بإطلاق اسمه على شارع من بيروت بمحاذاة حديقة السيوفي. لماذا نحن في جامعة سيدة اللويزة معنيون بهذا الحدث؟ لأن سعيد عقل يمثل لبنان الذي نعلمه في مدارسنا وجامعاتنا، لأنه الرد على أهل التطرف وعلى من يريد أن يحول لبنان بؤرة عنف واحادية عمياء. لأنه قدم لجامعاتنا ولكل هذا الوطن قرابين قلبه وعبقريته، مؤلفاته نثرًا وشعرًا وكل آثاره الفكرية".

عمر لبنان أحلامًا

أما وزير الثقافة روني عريجة، الذي مثل رئيس مجلس الوزراء الرئيس تمام سلام في الحفل، فقال: "سعيد عقل الذي شق للشعر شوارع هو اسمه اليوم على شارع بيروتي، سعيد عقل هو أولًا قامة شعرية نصب قصائده منحوتات تعتبر بقيمها متحفًا، مئة وست سنوات من عمر من الحب والعشق والعبادة للبنان ولا يزال ينضح شعرًا. سعيد عقل عمر لبنان أحلامًا حتى بتنا نزهو بوطنيتنا من خلال جنون شعره. تحية له وشكرًا لبلدية بيروت وجامعة سيدة اللويزة حاملة مشعل الثقافة والمعرفة".

وفي نهاية الحفل، أزيحت الستارة عن لوحة تحمل اسم الشاعر سعيد عقل، الذي حمل لبنان في قلبه، فكان قلب لبنان، وكان قدموس وبنت يفتاح ورندلى ويارا والمجدلية وفخر الدين، قصائد ملأت الكون عبق بخور قدمه شاعر وفيلسوف من لبنان إلى العالم، ليقول ها أنذا سعيد عقل، ولدت من عنفوان الأرز وأرضه المقدسة، وهذا هو لبناني، لبنان إن حكى.