اعتبر قادة عراقيون شيعة قتل إسرائيل لمجموعة من قياديي حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني دليلًا على إفلاسها وبداية لزوالها، وقالوا إن "استشهادهم" سيولد المئات من أمثالهم، بعدما سطروا ملحمة تلهم الشباب، وترسم أفقًا منيرًا، وتهدي الجميع إليه.


أسامة مهدي: قال نوري المالكي نائب رئيس الجمهورية الأمين العام لحزب الدعوة الإسلامية في رسالة إلى الأمين العام لحزب الله اللبناني إنه يتقدم إلى اللبنانيين و"جماهير المقاومة الإسلامية الوطنية المباركة بخالص تعازينا ‏القلبية الصادقة باستشهاد كوكبة من رجال المقاومة الإسلامية في لبنان". وقتلت غارة إسرائيلية أمس الأحد عددًا من قادة حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني في منطقة القنيطرة السورية المحاذية للحدود مع سوريا.

أضاف المالكي في بيان صحافي تلقت "إيلاف" نسخة منه الاثنين "إن استشهاد هذه النخبة من رجال المقاومة الإسلامية في سبيل الله يعدّ فوزًا عظيمًا وعاقبة سعيدة بالنسبة إليهم وفخرًا، وعزاء للشعب اللبناني الذي قدّم مثل هؤلاء الرجال العظماء إلى ساحات محاربة الظلم وعرين الأحرار، وهي خسارة أليمة لكل الشرفاء، لكن حياة وشهادة مثل هؤلاء الرجال هي ملحمة تلهم الشباب وترسم أفقًا منيرًا وتهدي الجميع إليه".

ستولد المئات
وأكد المالكي على أنه "يجب أن يدرك الصهاينة الجناة ومصاصي الدماء أن الدماء الطاهرة للشهداء مثل "جهاد عماد مغنية" ستولد المئات من أمثاله وستضاعف المقاومة أمام الظلم والفساد والطغيان حتى إعادة الحقوق التي اغتصبتها". وأشار إلى "أن رجال مثل هولاء قد ضحوا بحياتهم وراحتهم في سبيل الدفاع عن المظلومين ومقارعة الظلم والاستكبار وتحرير الأرض والإنسان، حيث يعتبر هذا الفداء قيمة عالية تعظمها کل الضمائر البشرية، وتحني لها الرأس، فرضوان الله عليهم وعلى جميع المجاهدين في سبيل الحق. وقال "أقدّم التهنئة والعزاء بهذا الاستشهاد العظيم، لكم ولعوائل الشهداء ولشباب حزب الله الشامخين ولكل الشعب اللبناني".

من جانبه قال رجل الدين الشيعي زعيم التيار الصدري مقتدى الصدري إن مصرع هؤلاء الشهداء "سيضيء لأصحابه درب الجهاد ضد العدو الإسرائيلي".. وقال إن هذه الدماء عسى أن تكون بداية لزوال دولة "الشر المطلق". وأضاف "تلقينا نبأ استشهاد شبل المقاومة الإسلامية في لبنان الشهيد البطل جهاد نجل فخر المقاومة الحاج رضوان بفائق الحزن والاعتزاز والفخر".. مشيرًا إلى أنه "سيضيء لأصحابه درب الجهاد ضد العدو الإسرائيلي البغيض كما كان أبوه مشعلًا لكل المقاومين".

وأضاف في بيان اليوم "عسى الله أن يجعل من هذه الدماء الطاهرة بداية لزوال دولة الشر المطلق أعني إسرائيل البغيضة وجيوشها الظالمة، وفي الوقت نفسه، أسأل الله العلي القدير أن يمنّ على لبنان بالأمن والأمان، وأن لا تكون هذه الشرارة الأولى المتعمدة لصب جام غضب إسرائيل على الشعب اللبناني المظلوم".

إنعكاس للإفلاس
أما زعيم حركة عصائب أهل الحق الشيخ قيس الخزعلي فقد اعتبر مقتل القياديين في حزب الله والحرس الثوري الإيراني اللبناني انعكاسًا لإفلاس إسرائيل. وأضاف إن "طريق المقاومة الإسلامية الحرة عبّد مرارًا وتكرارًا بالدماء الطاهرة التي أثمرت خلال السنوات الماضية عن تغيير موازين القوى في المنطقة وتراجع هالة دولة الوهم الإسرائيلية التي ذاقت من نيران المقاومة الويلات".&&

وقال إن استشهاد قادة حزب الله يثبت سلامة نهج المقاومة وبقاءها على خط التضحية والجهاد الذي كان ولا يزال صامدًا في محور المواجهة مع العدو. وأضاف إن الاحتلال الإسرائيلي لم يستطع إخفاء حالة الهلع والرعب من حال الصعود العسكري المتنامي الذي يشهده خط الممانعة في المنطقة.

وأشار الخزعلي إلى أن حزب الله نجح في إفشال مخططات أميركا وأعوانها في الشرق الأوسط، ولاسيما في لبنان وسوريا والعراق واليمن "لذا لجأت إسرائيل إلى الإسراع بتوجيه هذه الضربة التي تعكس إفلاسها، بعدما أثبتت تقاريرها الاستخبارية أنها ستخسر الكثير في أقرب مواجهة مع حزب الله".

واليوم شارك الآلاف من الأشخاص في تشييع جهاد مغنية، الذي قتل الأحد في الغارة الإسرائيلية على منطقة القنيطرة في جنوب سوريا، وسط تساؤلات عن إمكانية قيام الحزب بالرد على هذه الضربة. وقتل في الغارة نفسها خمسة عناصر آخرون من حزب الله، إضافة إلى قيادي في الحرس الثوري الإيراني، بحسب ما ذكر مصدر رسمي، بينما أوضحت مصادر أخرى أن عدد القتلى الإيرانيين هو ستة أيضًا.

تضارب في عدد قتلى إيران
&وجهاد هو نجل عماد مغنية قائد العمليات العسكرية في حزب الله الذي قتل في عام 2008 بعملية تفجير في دمشق اتهم حزب الله بها إسرائيل. وتعد الغارة من أكبر الضربات الإسرائيلية التي تستهدف حزب الله وحليفه الإيراني الداعمين الأساسيين للنظام السوري منذ بدء النزاع في سوريا في منتصف آذار (مارس) عام 2011.

وأكدت طهران مقتل الضابط في الحرس الثوري الجنرال محمد علي الله دادي، موضحة أنه كان برفقة "عدد من مقاتلي وقوات المقاومة الإسلامية" بعدما كان مصدر قريب من حزب الله أفاد عن مقتل ستة عسكريين إيرانيين، بينهم القيادي في الغارة.

وكان الحزب أشار إلى أن عناصره الستة قتلوا بينما كانوا يقومون "بتفقد ميداني لبلدة مزرعة الأمل في القنيطرة السورية" الواقعة على مقربة من الخط الفاصل بين الجزءين السوري والمحتل من إسرائيل في هضبة الجولان عندما تعرّضوا لقصف صاروخي من مروحيات العدو الصهيوني".

وساد التوتر المنطقة الجنوبية الحدودية مع إسرائيل بعد غارة الأحد خشية حصول تطورات على الأرض، وباشر الجيش اللبناني وقوات الطوارئ الدولية دوريات على طول الحدود، إلا أن خبراء رأوا أنه سيكون من الصعب على حزب الله المجازفة في خوض حرب مع إسرائيل في وقت يخوض حربًا على جبهات عدة في سوريا ضد فصائل المعارضة السورية.&&