يبدو أن جهاد مغنية يقترب من جهوزيته ليملأ الفراغ الذي تركه اغتيال والده عماد مغنية في حزب الله، إذ تقول استخبارات الجيش الحر أن الحزب سلمه ملف الجولان، لضرب مشروعية الحر بدس الفتنة بينه وبين القوات الدولية.
بيروت: كشف الأحد مؤيد غزلان، عضو الأمانة العامة في المجلس الوطني السوري المعارض، أن استخبارات الجيش الحر توصلت إلى معلومات تؤكد تعيين حزب الله جهاد مغنية، نجل قائده العسكري الراحل عماد مغنية، مسؤولًا عن ملف الجولان. واضاف غزلان أن الأدلة تشير إلى نية حزب الله توسيع نشاط عملياته في الجولان، محذرًا من أزمة مع القوات الدولية.
خطة في الجولان
قال غزلان في حديث صحافي: "بات جهاد عماد مغنية المسؤول عن ملف الجولان، ونعتقد أن حزب الله ينتهج سياسة تصعيدية في الجولان، وهي قفزة نوعية وجغرافية له، فقد اكتشفنا حجم تدخله الضخم في الجولان، بعد سيطرة الجيش الحر على منطقة تل الحارة الاستراتيجية، وفيها الكثير من المراكز التابعة للحزب، والأدلة التي تربطه بالمخططات المرسومة للجولان".
أضاف: "الأدلة التي تكشفت بعد سيطرة الجيش الحر على تل الحارة قبل أيام، والذي أفقد النظام السوري زمام المبادرة في المناطق الجنوبية، خصوصًا في درعا والقنيطرة، أكدت أن حزب الله رسم لتلك المنطقة مخططًا طويل الأمد، وأن الحديث عن انسحابه من سوريا لذر الرماد بالعيون فقط".
لضرب مشروعية الحرّ
بحسب غزلان، جهاد مغنية مقرب من أمين عام حزب الله حسن نصرالله، ومقرب أيضًا من مصطفى بدرالدين، خليفة والده على رأس الجهاز العسكري للحزب، ومقرب جدًا من الحرس الثوري الإيراني، "وهذا يعني تبييت نية تصعيدية أمنيًا واستراتيجيًا للحزب في سوريا خلال الفترة المقبلة، وأحدث هذا الأمر قلقا لدى استخبارات الجيش الحر بعد ظهور الوثائق في تل الحارة".
وحض غزلان المجتمع الدولي على التنبه لخطر حزب الله، داعيًا لمساواته بتنظيم الدولة الاسلامية (داعش).
وأضاف: "الأراضي السورية بالنسبة إلى حزب الله وسيلة لدس الفتنة بين الجيش الحر والقوات الدولية، وهذا ما نحذر منه بشدة، فالهدف من دور حزب الله في الجولان هو زرع الفتنة مع قوات حفظ السلام، لضرب مشروعية الجيش الحر دوليًا، لكن الجيش الحر لن يكون بهذه السذاجة، وسيتصدى لهذه المحاولات".
خلف سليماني
وجهاد عماد مغنية في مطلع عشريناته، باشر مهامه الأمنية في حزب الله وهو بعد صغير، تمامًا كما والده، الذي اغتيل بسيارة مفخخة في العام 2008 في دمشق.
ومغنية الابن، أثار الاهتمام حين ظهر حليق الرأس في صور عائلية خلف قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني في شهر ايلول (سبتمبر) 2013، أثناء مراسم تقبل التعازي بوفاة والدة سليماني، وكان بين الموجودين حينها كبار الممانعين، كالأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية رمضان عبدالله، والسفير السوري في طهران عدنان حسن محمود وسفير فلسطين لدى طهران صلاح الزواوي.
وكان لافتًا حرص سليماني على تقديم مغنية الابن للوافدين بشكل خاص، حتى ظنه الناس ولده. لكنهم أدركوا أن هذا ابن "الحاج رضوان"، ويعده سليماني كابنه.
وقيل حينها إن مغنية الابن يقضي فترة تدريب متقدم في معسكرات الحرس الثوري بإيران، ليملأ فراغ أبيه في حزب الله.
وتنقل وسائل إعلام لبنانية، مقربة من الحزب، عن مقربين من مغنية الابن تأكيدهم أنه يحتل مكانة خاصة بين مسؤولي الحزب، الذين يطلقون عليه لقب "الأمير"، خصوصًا خاله مصطفى بدر الدين، أحد المطلوبين للمحكمة الدولية بتهمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري، إضافة إلى دعم نصرالله نفسه.
التعليقات