ستجد مدينة البندقية الإيطالية نفسها وسط نقاش محتدم بشأن مكانة الإسلام هذا الأسبوع، فبدءًا من اليوم الجمعة وكجزء من معرض للعمارة، ستفتح كنيسة كاثوليكية أبوابها لتصبح مسجداً أمام الراغبين في الصلاة في داخلها خاصة وأن المسلمين يشتكون من غياب المساجد في هذه المدينة.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: على الرغم من الأثر العميق الذي تركته الثقافة الإسلامية على الطابعين الفني والمعماري لمدينة البندقية على مدار قرون، إلا أنها لا تزال واحدة من بضع مدن أوروبية بارزة لا توجد فيها مساجد بالقرب من مركزها التاريخي، ليضطر السكان المسلمون الذين يعملون هناك إلى الصلاة في مخازن ومحلات تجارية وسط زحام السياح.

ومع هذا، فإنه وعلى مدار الشهور السبعة المقبلة، ستجد البندقية نفسها وسط نقاش محتدم بشأن مكانة الإسلام في أوروبا. فبدءًا من يوم الجمعة وكجزء من معرض بينالي البندقية للعمارة، ستفتح كنيسة كاثوليكية في حي كاناريغيو أبوابها& في سابقة، لتصبح مسجداً أمام الراغبين في الصلاة في داخلها من جانب المسلمين، حيث تم تزيين جدرانها بحروف عربية وتمت تغطية أرضيتها بسجاد تم ضبطه في اتجاه الكعبة.

وأشرف على جهود تحويل تلك الكنيسة إلى مسجد، الفنان السويسري الأيسلندي، كريستوف بوشيل، الذي بات معروفاً بقضاياه الاستفزازية الشائكة من الناحية السياسية.

لكن المسجد، الذي سيكون الجناح الوطني لأيسلندا أثناء إقامة معرض بينالي، عبارة عن رمز ثقافي ونوع من أنواع النحت الجاهز الذي وُضِع تصوره بمشاركة نشطة من جانب قادة السكان المسلمين في المنطقة الذين يتزايدون على مدار سنوات.

وفي تزايد الخوف من الإسلام في ايطاليا وتنامي المخاوف من الأعمال الإرهابية التي ترتكب باسم الإسلام، أشار قادة المجتمع الإسلامي في البندقية إلى أنهم ينظرون إلى مقترح إقامة مسجد في معرض كبير مثل بينالي على أنه طريقة مثالية لنقل رغبتهم المتعلقة بالمشاركة بشكل متكامل وأكبر في حياة مدينتهم.

ونقلت بهذا الصدد صحيفة نيويورك تايمز الأميركية عن محمد الأهدب، رئيس رابطة المجتمع الإسلامي في البندقية التي تمثل مسلمين ينتمون لحوالى 30 جنسية ويعيشون في البندقية الكبرى، قوله: "تشعر بالحاجة أحيانا لإظهار نفسك، لإظهار أنك مسالم، كما أنك ترغب في أن يتعرف الناس على ثقافتك وإرثك المرتبط بهذا الشأن".

وأضاف الأهدب وهو مهندس سوري المولد ويعيش في البندقية منذ العام 1984:" هناك العديد من المسلمين الذين يذهبون يومياً إلى أعمالهم ولا يوجد لهم مكان جيد للصلاة. وهناك عشرات الآلاف من السياح المسلمين الذين يأتون إلى هنا كل شهر، ويتساءلون عن السر وراء عدم وجود مسجد، في مدينة تنضح بالتاريخ الإسلامي".

وتابعت الصحيفة بلفتها إلى أنه ورغم ارتباط البندقية بالشرق وتسامحها النسبي تجاه المهاجرين، إلا أن المواطنين الحاليين هناك يحاذرون من تنامي بروز ووجود الإسلام.

وأشار بوشيل، 48 عاماً، إلى أن الفكرة جالت بخاطره لرغبته في خلق طبقات من الثقافات بشكل جوهري في مدينة البندقية. وبعد مجهود ومحاولات مضنية، استقر الرأي&على تلك الكنيسة (وهي كنيسة سانتا ماريا ديلا ميزيريكورديا )، وأخبره قادة الشرطة ومسؤولو المعرض بأنه لن يُسمَح له بإجراء تغييرات مؤقتة على الكنيسة من الخارج.