لا تزال معركة الموصل في العراق تستحوذ على اهتمام الصحف العربية، حيث أبرز بعض الكتّاب البُعد السياسي للمعركة، فيما حذّر آخرون من أن تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية "سيغدو أكثر خطورة" بعد انتهاء المعركة.

أبعاد سياسية

حول الأبعاد السياسية لمعركة الموصل، كتب سميح صعب في صحيفة النهار اللبنانية يقول إن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد من معركة الموصل أن تُحدث تغييراً في موازين القوى لمصلحة روسيا أو إيران.

ويضيف الكاتب: "من هنا كان إصرار واشنطن متلاقياً مع مطالب تركيا والسعودية على عدم إشراك الحشد الشعبي في المعركة باعتبار أن الحشد من القوى التي تدعمها إيران في العراق".

في السياق ذاته، يقول حازم عياد في صحيفة السبيل الأردنية إن "التخطيط لمعركة الموصل لم ينته بعد، ومسار المعارك القائم يشير بوضوح إلى أن عملية التموضع والتخطيط والسيناريوهات المرسومة عملية متواصلة؛ فالجهود التي تبذل في أروقة الدبلوماسية باتت أكثر أهمية من الجهود المبذولة ميدانيا؛ ما يعني أن معركة الموصل الكبرى والحقيقية تدور في ساحة الدبلوماسية، وليس في الساحة العسكرية".

وعن مرحلة ما بعد معركة الموصل، يرى ياسر الزعاترة في صحيفة الدستور الأردنية أنه "من العبث القول بأن الحرب ستضع أوزارها في العراق، وأن تنظيم داعش سوف ينتهي، فهو سيغدو أكثر خطورة، وسيتحول إلى حرب العصابات".

ويضيف الزعاترة: "أما الأهم فهو أن الصراع مع الأكراد سيتفاقم تاليا، هم الذين يعملون على اقتطاع أجزاء من محافظة نينوى، فضلا عن كركوك، وضمها إلى كيانهم الطامح بالانفصال".

في السياق ذاته، يقول عبدالله بن بخيت في صحيفة الرياض السعودية إن "قضيتنا ليست في الموصل وما يجري في الموصل، بل في النتائج التي سوف تتمخض عن تحرير الموصل".

وحول قرار مشاركة الحشد الشعبي في معركة الموصل، يرى صادق ناشر في صحيفة الخليج الإماراتية أن القرار "سيكون ضرره أكثر من نفعه، لأن ذلك يعطي تنظيم داعش الحق في مواصلة القتال تحت اليافطة الطائفية والمذهبية نفسها، وعليه فإن على الجيش العراقي أن يحصن معركته ضد داعش بإبعادها عن البعد الطائفي، الذي أضر ويضر بوحدة البلاد وأمنها واستقرارها".

هدنة حلب

وفي الشأن السوري، حيث أفادت تقارير بتجدد الاشتباكات في مدينة حلب بعد انتهاء هدنة إنسانية دامت ثلاثة أيام، نقلت صحيفة البوصلة الإلكترونية السورية عن محافظ حلب حسين دياب قوله إن "العصابات الإرهابية المسلحة لا تزال تمنع أهالي أحياء حلب الشرقية من الخروج عبر المعابر الإنسانية التي تم تحديدها من قبل الجيش العربي السوري بالتنسيق مع الجانب الروسي لاستخدامهم كدروع بشرية".

في السياق ذاته، يقول أحمد ضوا في صحيفة الثورة السورية "إن استمرار التنظيمات الإرهابية في أحياء حلب الشرقية بحشد أفرادها يؤشر إلى جولة جديدة من استغلال الملف الإنساني واستهداف المدنيين".

ويضيف الكاتب بأنه "بدلاً من أن يكون وقف الأعمال القتالية والهدنة الإنسانية الأخيرة يصبان في خدمة المدنيين، فهما يعطيان الوقت والمجال للتنظيمات الإرهابية لإعادة تجميع قواها وتلقي المزيد من السلاح لجولة جديدة من الإرهاب والتدمير".

من جانبها، ترى ثريا شاهين في المستقبل اللبنانية أن "سقوط حلب يلزمه أشهر، وستبقى حالة سوريا مستمرة، والحل غير متوافر، لأن المصالح الأمريكية والروسية لم تلتق بعد".

وتضيف الكاتبة: "كل هدنة تتلو هدنة، ولو لم تصمد، والهدف هو الانتظار إلى حين تسلّم إدارة جديدة في الولايات المتحدة".

وفي صحيفة الرياض السعودية، يتساءل محمد الطميحي: "لماذا تُترك حلب وغيرها من المدن السورية عرضة للقصف والتدمير بينما يستمر التراشق السياسي العقيم بين موسكو وواشنطن؟"