فيما وضعت قيادة عمليات نينوى العراقية قواتها بحالة الانذار القصوى عشية بدء معركة تحرير عاصمتها الموصل فقد اكد العبادي ان تخليصها من سيطرة داعش اصبح ملك اليد .. بينما قالت تركيا انها ستشارك في المعركة من خلال طيرانها ضمن التحالف الدولي.

إيلاف من بغداد: أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ان جميع العراقيين على موعد مع مرحلة جديدة بعد تحرير كامل الاراضي العراقية هذا العام مشيرا الى ان الانتصار وتحرير كامل المدن بات ملك اليد.

 واشار خلال لقائه بعدد من الاعلاميين والمحللين السياسيين في بغداد مساء الاحد ان النصر حصة جميع العراقيين ونحن نعمل على اعادة الاستقرار والخدمات للمدن المحررة مبينا ان هذه الانتصارات تتحقق في ظل الضائقة الاقتصادية. 

وتابع قائلا "قبل عامين كنا نقاتل داعش على مشارف بغداد واليوم نحن على مشارف الموصل لتحريرها وهزمنا داعش وكسرنا ارادتها ودعايتها بالانتصارات الحقيقية على الارض".. واضاف "رفعنا شعار سيكون عام 2016 عام التحرير وقد تحقق ورفعنا شعار لامكان لداعش في العراق وها هو يتحقق". 

واوضح "نجحنا في انهاء داعش في العراق بتعاون المواطنين مع قوات الجيش حيث ان اهم انجاز حققته هذه الحكومة هو تحرير الاراضي والمدن العراقية" كما نقل بيان صحافي لمكتبه الاعلامي اطلعت على نصه "إيلاف". 

واكد العبادي "اننا اعطينا للمعركة ضد داعش الاولوية وكانت رؤيتنا واضحة منذ البداية ونحن الان قريبون من تحرير الموصل وسنفاجئ العدو وستعود الموصل الى حضن الوطن" وبين "اننا نخوض هذه الايام معارك فاصلة ومتعددة في ان واحد على عدة جبهات من كركوك الى الرمادي الى الموصل".

واشار الى ان ابناء المناطق المغتصبة يستنجدون بالقوات العراقية وهذا تطور في التعاون بين المواطنين والاجهزة الامنية داعيا "الدول الشقيقة" الى الوقوف مع العراق حين تنتهك سيادته الوطنية.

وشدد العبادي على ان القوات العراقية فقط هي الموجودة على الارض وهي التي تحرر المدن ولاتوجد اية قوة عسكرية اجنبية على ارض العراق وتحدينا الجانب التركي ان يثبت اننا طلبنا ارسال قوة عسكرية". وقال "وجهنا الاجهزة الامنية باخذ المزيد من الحيطة والحذر في حماية المدنيين".. مبينا ان مشاركة اي قوة عراقية من الجيش والشرطة والحشد الشعبي يحدده القائد العام للقوات المسلحة ومتطلبات المعركة . واشاد بالموقف الوطني الموحد من السياسيين والناشطين في مواقع التواصل والاعلاميين وهو موقف يستحق التقدير .. وحذر من ان داعش ستلجأ لبث الشائعات ويجب تفنيدها على الفور. 

ومن جهته اكد نقيب الصحافيين العراقيين مؤيد اللامي خلال اللقاء جاهزية وسائل الاعلام بمختلف مسمياتها لتأخذ دورها الريادي في معارك الحسم والتحرير وحشد الطاقات داخليا وخارجيا من اجل مؤازرة كل جهد باتجاه تحقيق النصر .

واشار اللامي الى انه على تواصل مع النقابات والاتحادات الصحفية العربية لمؤازرة العراق وحشد امكانياتها المهنية لمناصرة المقاتل العراقي في حربه ضد الارهاب وتحقيق النصر .

حالة الانذار القصوى

ومن جهتها أعلنت قيادة عمليات نينوى عن ادخال قطعاتها حالة الطوارئ القصوى تمهيدا واستعدادا لبدء معركة تحرير مدينة الموصل .

وقال قائد العمليات اللواء نجم الجبوري ان "قيادة عمليات نينوى ادخلت قطعاتها بحالة الطوارئ القصوى او ما يعرف بالمصطلح العسكري الانذار المشدد (ج) تمهيدا لمعركة الموصل التي من المتوقع ان تنطلق قريبا جدا". واوضح الجبوري في تصريح للوكالة الوطنية العراقية لللانباء ان عمليات نينوى "ابلغت قطعات الشرطة والجيش من المشاركين في العمليات عند تخوم الموصل بالانذار المشدد وايقاف الاجازات للمقاتلين كما ابلغت قبل ذلك بالتحاق الضباط والمقاتلين المجازين تحضيرا للمعركة المرتقبة".

وطالب الجبوري أهالي مدينة الموصل بالانتفاض على داعش مع اقتراب القوات الأمنية من أجل تسهيل المهمة والحفاظ على الأرواح والبنية التحيتة.

وأكد الجبوري "انه تم الانتهاء من الاستعدادت اللازمة كافة ونحن ننتظر تعليمات القائد العام للقوات المسلحة للبدء بالمعركة وتطهير محافظة نينوى من العصابات الإجرامية". واشار إلى" ان التحالف الدولي سيشارك بكل ثقله في المعركة والطائرات موجودة في المطارات القريبة وستشارك طائرات B52 و F22 و F18 و A10، فضلاً عن صواريخ أرض أرض مداها أكثر من 60 كيلومترا وهناك أيضاً المدفعية الفرنسية والمدفعية الأمريكية الذكية وغيرها".

واشار الجبوري الى ان "هناك أعداد كبيرة من الاهالي في المدينة وهذا يتطلب منا أن نكون حذرين للغاية في سبيل الحفاظ على أرواح المدنيين وهذا هو الأمر الذي يتحكم بالموقف قليلاً ولولا وجود المدنيين لما استغرقت المعركة أكثر من يوم أو يومين".

ونوه قائد عمليات نينوى الى"ان الأساليب التي يستخدمها داعش كان بالإمكان أن تجدي نفعاً في الستينات والسبعينات، أما مع التكنولوجيا التي تتمتع بها الطائرات الحديثة فلن تجدي هذا الأساليب نفعاً".

وطالب أهالي الموصل بأن يقتدوا بأهل القيارة والشرقاط ويكونوا عوناً وسنداً للقوات الأمنية وأن يحافظوا على أنفسهم ولا يلتفتوا للإشاعات التي تصدر عن داعش أو أعوانه أو من الجهلة.. مناشداً اياهم بالانتفاض على داعش بمجرد اقتراب القوات الأمنية في سبيل اختصار المهمة والحفاظ على السكان والبنية التحتية.

ولفت الى "ان كل قوة مشاركة في المعركة ستتولى مهمة معينة والبيشمركة حُددت مهمتها من قبل رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني بالتنسيق مع القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي كما أن للجيش مهمة وكذلك للعمليات الخاصة والشرطة الاتحادية وغيرها، وهذه المهام ليست حديث الإعلام وهناك تنسيق عال بين مختلف القوى، والغاية الأخيرة هي تحرير الموصل".

ومن جهتها قامت طائرات القوات الجوية العراقية اليوم بإلقاء عشرات آلاف المنشورات على سكان مدينة الموصل وهي تتضمن تعليمات سلامة قبيل بدء المعركة الكبرى التي ستطلقها القوات العراقية بمساعدة قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية لتحرير المدينة من قبضة تنظيم داعش الذي يسطر عليها منذ يونيو عام 2014.

وقالت قيادة العمليات العراقية المشتركة أن "طائرات القوة الجوية العراقية ألقت عشرات آلاف من الصحف والمجلات على مركز مدينة الموصل وهي تحمل أخبارا مهمة وإحاطتهم بالمستجدات والحقائق والانتصارات".

وبالترافق مع ذلك فقد عمد تنظيم داعش إلى سحب الأطباق اللاقطة وأجهزة الاتصالات من السكان وحدد نقاطا إعلامية تبث فقط ما يرغب بنشره كمصدر وحيد للمعلومات .. كما منع التنظيم استخدام اجهزة الهاتف المحمول وأوقف الخدمة في الأبراج الواقعة داخل المدينة.

ومن جملة تعليمات السلامة التي تضمنتها المنشورات فقد دعي سكان الموصل الى وضع اشرطة لاصقة على زجاج النوافذ لمنع تحطمها اثناء القصف وتجنب مواقع الضربات الجوية لمدة ساعة فضلا عن الامتناع عن القيادة اذا امكن.

ويتوقع بدء عملية تحرير الموصل قريبا جدا في معركة يرجح أن تكون الأكثر صعوبة وتعقيدا في الحرب ضد تنظيم داعش حيث يتوقع ان تسبب أزمة أنسانية مع تحذير الأمم المتحدة من أنها قد تؤدي إلى تشريد نحو مليون شخص مع اقتراب فصل الشتاء.

تركيا تشارك

ومن جانبها اعلنت تركيا ان طيرانها سيشارك التحالف الدولي بمعركة الموصل المترقبة وقال وزير الخارجية التركي جاويش أوغلو في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإماراتي مساء الأحد "نخشى من اندلاع ما لا يحمد عقباه بين الشيعة والسنة في الموصل كما سبق وحصل في الفلوجة".

واكد اوغلو أن بلاده تشارك مع قوات التحالف في المعركة بواسطة طائراتها .. مشيرا إلى أن حكومته تواصل الاتصالات من أجل المشاركة في العملية الوشيكة. وقال إن العملية المزمعة لطرد داعش من الموصل يجب أن تبدأ بالجيش العراقي والقوات المحلية لا بالفصائل الشيعية في اشارة الى الحشد الشعبي.

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في حديث الأربعاء الماضي إن بلاده لن تسمح بأن تتسبب عملية تحرير الموصل من داعش بـ "دماء ونار" في المنطقة لما سيترتب عليها من صراع طائفي حسب تعبيره.

وبرغم اعتراضات بغداد ترغب أنقرة في أن تبقي قواتها متمركزة في معسكر بعشيقة في شمال العراق إلى أن يتم إخراج داعش من الموصل.

 والموصل هي ثاني أكبر مدن العراق بعد العاصمة بغداد وأكبر مدينة تقع حاليا في قبضة تنظيم داعش في العراق وكانت أولى المدن التي سيطر عليها التنظيم في صيف عام 2014 قبل أن يجتاح شمالي وغربي البلاد. وبدأت الحكومة العراقية في مايو الماضي في الدفع بحشود عسكرية قرب الموصل ضمن خطط لاستعادة السيطرة عليها من التنظيم مؤكدة إنها ستستعيد المدينة من التنظيم قبل حلول نهاية العام الحالي.