اعتبر رئيس حكومة اقليم كردستان العراق الاحد معركة تحرير مدينة الموصل من قبضة تنظيم داعش سياسية اكثر منها عسكرية، داعيًا إلى اتفاقية سياسية مسبقة بين مكونات محافظة نينوى لمرحلة ما بعد تحرير عاصمتها الموصل، ومنوهًا إلى أنّ استعادة المدينة ستكون لها انعكاسات ايجابية على إقتصاد الاقليم.
إيلاف من لندن: شدد رئيس حكومة إقليم كردستان نيجرفان بارزاني في كلمة له خلال مؤتمر تنمية القطاع الخاص في أربيل اليوم، أن معركة تحرير الموصل سياسية أكثر مما هي عسكرية.. واكد على ضرورة وجود إتفاق بين مكونات محافظة نينوى لمرحلة ما بعد تحرير عاصمتها الموصل من قبضة تنظيم داعش الذي يسيطر عليها منذ العاشر من يونيو عام 2014. وقال إن تحرير الموصل مسألة سياسية ولن تنحل جميع المشاكل بمجرد اخراج داعش منها فمن الضروري وجود اتفاقية سياسية مسبقة بين مكونات محافظة نينوى لمرحلة ما بعد التحرير.
تأثير ايجابي على إقتصاد الاقليم
وأشار بارزاني في كلمته التي بثتها وكالات انباء كردية محلية، وتابعتها "إيلاف"، إلى أنّه سيكون لتحرير الموصل تأثير ايجابي كبير على اقتصاد اقليم كردستان.&
وأوضح انه بعد زيارة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني إلى بغداد مؤخرًا، ومباحثاته مع كبار المسؤولين، يتقدمهم رئيس الوزراء حيدر العبادي، فإن الامل قد انتعش بوجود فرصة لحل جميع المشاكل العالقة بين بغداد وأربيل.. منوهًا بالقول "يجب أن يعلم الأخوة في بغداد أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر ويجب مواصلة الحوار بين الجانبين"، في إشارة إلى تلك المشاكل والمتعلقة بشكل خاص بقضايا تصدير نفط الاقليم ومصير مردوداته.
وأضاف رئيس حكومة إقليم كردستان ان حجم الإستثمارات المحلية والأجنبية حاليا في الإقليم تقدر بحوالي 47 مليار دولار.. موضحًا ان الاقليم شهد مؤخرًا أزمة مالية بسبب قطع الموازنة وإنخفاض أسعار النفط والحرب ضد داعش ووجود عدد كبير من النازحين. وقال "لا ننكر وجود اخطاء لكن هذه الازمة الاقتصادية فرصة جيدة لاجراء الاصلاحات، ونؤكد أننا سنتجاوز هذه الأزمة وأن هناك مستقبلاً زاهراً في انتظار اقليم كردستان".
وأشار بارزاني إلى أنّه بإمكان القطاع الخاص أداء دور مهم في التنمية الإقتصادية بإقليم كردستان.. مشيرًا إلى &إستعداد حكومة الإقليم لتقديم التسهيلات اللازمة للقطاع الخاص لأداء دوره. ودعا القطاع الخاص إلى التوجه لمجالات الزراعة والصناعة والسياحة.
واليوم توقعت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية انطلاق معركة تحرير مدينة الموصل الاسبوع المقبل وأشارت في تقرير لها إلى أنّه من المتوقع بدء المعركة التي طال انتظارها الأسبوع المقبل.. منوهة إلى أنّ الرئيس الأميركي باراك أوباما يريد أن يوجه ضربة حاسمة لداعش قبل أن يترك منصبه في يناير المقبل.
وأشارت إلى مخاوف بشأن ما اسمتها "كارثة إنسانية" مرتقبة حيث يقوم مسلحو التنظيم بحفر خنادق وتجهيز حقول ألغام وسكب النفط في قنوات مائية لإشعال النيران حول المدينة التي يوجد فيها مليون شخص. وشددت على أن خسارة الموصل ستمثل ضربة لتنظيم داعش لكنها لن تكون نهايته حيث لا يزال لديه معقل في مدينة الرقة السورية.
تسهيلات للاستثمارات الاجنبية
واوضح بارزاني أن حكومة الاقليم مستعدة لتقديم تسهيلات كبيرة للاستثمارات الاجنبية الخاصة في الاقليم لتوفير المزيد من فرص العمل. واعتبر ان اقليم كردستان نموذج حي للدور الذي يلعبه القطاع الخاص في الاقتصاد مع الظروف الاقتصادية الحالية. وأشار إلى أنّ الاقليم شهد منذ عام 2004 وإلى حصول الازمة الاقتصادية مؤخرًا، ازدهاراً كبيراً، حيث انخفضت نسبة البطالة من 10.4% إلى 5.2%".. فيما بلغت الايرادات المتحصلة من قطاعات الصناعة والسياحة والاسكان 47 مليار دولار.
واعلن المسؤول الكردي عن تقديم تسهيلات كبيرة للاستثمارات الاجنبية في الاقليم لتوفير المزيد من فرص العمل.
وسيناقش المؤتمر خلال يومين عدة محاور أبرزها الشراكة بين القطاعين العام والخاص في التنمية الإقتصادية وكيفية إدارة الأزمات الإقتصادية وبيئة العمل والإستثمار في اقليم كردستان ودور التدريب والتأهيل المهني في تنمية القطاع الخاص والتنمية الإقتصادية لمرحلة ما بعد النفط وتنمية القطاع الخاص في التعليم العالي، حيث من المنتظر ان يعلن المؤتمر عن عدة توصيات ومقترحات لحكومة الإقليم بهدف تنمية القطاع الخاص.
ويشهد اقليم كردستان ازمة اقتصادية خانقة دفعت بموظفي وتدريسيي الاقليم إلى الخروج بتظاهرات غاضبة بين الحين والاخر للمطالبة بالمرتبات المتوقفة منذ عدة أشهر.
التعليقات