واشنطن: حذر مسؤولون في الأمم المتحدة من أن معركة الموصل في شمال العراق يمكن أن تؤدي إلى نزوح مليون شخص من بيوتهم. ولكن منظمات انسانية قالت إنها حتى قبل أن تبدأ العمليات العسكرية تلاقي صعوبة في إيواء عائلات هجرتها الحرب مع "داعش".&

واعترفت الأمم المتحدة بأنها ليست مستعدة على الاطلاق للتعامل مع تداعيات معركة الموصل التي يمكن ان تبدأ في غضون اقل من شهر. فان مخيمات النازحين في شمال العراق تغص بالعائلات.&

وعلى سبيل المثال ان مخيم ديباجة الذي يبعد 64 كلم جنوب شرق الموصل أُنشئ قبل عام لايواء 700 عائلة وهو يؤوي الآن عشرة اضعاف هذا العدد غالبيتهم نزحوا بسبب العمليات العسكرية لاستعادة السيطرة على قرى وبلدات جنوبي الموصل.&

ويشكو النازحون من عدم توفر البطانيات أو الدواء والحليب لأطفالهم. وكثير منهم بلا خيام فيما تنتظر 1100 عائلة ايجاء مكان لايوائها. فهم ينامون الآن في صفوف المدارس وفي المساجد، وكثيرون في العراء حيث يلتصقون بالجدران رافعين قطعاً من القماش المشمع عسى ان تحميهم من حرارة الشمس أو المطر.&

وضع مهين

قالت نهلة محمد (23 عاما) التي هربت من اطراف الموصل مع زوجها واطفالها الثلاثة بسبب القصف "انه وضع مهين" مشيرة إلى&انها لم تتمكن من ايجاد حليب لابنتها الصغيرة. وأكدت نهلة "اننا لا نريد ان نكون هنا بل أُجبرنا على المجيء".&

ويتوقع خبراء أن تكون المعونات حتى أقل حين تبدأ العمليات العسكرية نظراً لعدم توفر الموارد المالية. ونزح زهاء 3.3 ملايين شخص في العراق خلال العامين ونصف العام الماضيين.&

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن منسقة الأمم المتحدة للاغاثة الانسانية في العراق ليزا غراند قولها "ان كل نصر تقريباً يقترن بأزمة انسانية في آن واحد. وهذا كثير بل انه احياناً أكثر مما يُطاق".&

وقال بيتر هوكنز ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونسيف" في العراق ان من المتوقع ان تُقام خلال شهر اكتوبر اربعة مخيمات تتسع لنحو 70 الف شخص. ولكن إذا بلغ عدد النازحين الرقم المتوقع فان الأمم المتحدة لن تتمكن إلا من ايواء نسبة صغيرة.&

وكان نحو مليوني شخص يعيشون في الموصل قبل ان يسيطر عليها داعش ولكن من الصعب ان يُعرف عدد الباقين الآن. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة فان ما بين 1.2 و1.5 مليون شخص ما زالوا في المدينة. ويقول بعض المسؤولين العراقيين ان العدد أكبر بسبب النازحين الذين انتقلوا إلى المدينة هرباً من العمليات الأخيرة في المناطق الواقعة جنوبها.&
&
وقالت غراند "ان الحملة العسكرية ستبدأ قريباً وعلى الجانب الانساني نحن لسنا جاهزين بعد".&

البقاء في بيوتهم

وألقت الحكومة العراقية منشورات فوق الموصل تطلب من السكان البقاء في بيوتهم خلال الهجوم. وكانت مدينتا الفلوجة والرمادي أُخليتا من السكان في معارك استعادة السيطرة عليهما من داعش.&

وقال قائد قوات مكافحة الارهاب الفريق عبد الغني الأسدي لصحيفة واشنطن بوست "ان هدفنا الرئيس هو الحفاظ على الأرواح وفي الوقت نفسه إبقاء السكان في بيوتهم". واضاف ان هذا تحقق إلى حد ما في سبتمبر خلال معركة القيارة "ولكن الموصل أكبر وبالتالي فان المهمة أشد تعقيداً بكثير".&

ورغم المنشورات التي تحث السكان على البقاء في الموصل فان مدنيين يخاطرون بحياتهم لمغادرتها.&

أُم عباس (40 عاماً) هربت من بيتها على اطراف الموصل في اغسطس باتجاه مواقع القوات الكردية ولكن ابن اخيها البالغ من العمر 12 سنة قُتل في هجوم انتحاري بسيارة مفخخة قبل وصولها مع افراد عائلتها إلى الخطوط الكردية.&

وقالت أُم عباس "نحن هنا منذ شهر ونصف الشهر بلا خيمة بل نعيش هنا في الباحة" مشيرة إلى مدرسة مكتظة بالنازحين في ديباجة.&

ولدى الوصول إلى مخيم النازحين يُعزل الرجال عن النساء والأطفال ويُنقلون إلى أبنية في منطقة مسيجة حيث تتأكد الأجهزة الأمنية من عدم ارتباطهم بداعش. ولكن حتى بعد التأكد من ذلك لا يُطلق سراحهم لعدم وجود مكان يذهبون اليه.&
&
عبد الله أحمد (52 عاماً) قال إن ساقه ستُبتر قبل ان يغادر لأنه مصاب بمرض السكري ولم يتمكن من الحصول على الانسولين. واحتج رجال آخرون قائلين انهم محتجزون منذ اسابيع دون ان يقابلهم أحد. واثار هذا مخاوف بشأن قدرة السلطات على التعامل مع عملية التحقق من سيرة الرجال حين تتدفق موجات من النازحين القادمين من الموصل.&

وقال مدير مخيم ديباجة رزكار عبيد "نحن نعمل كل ما بوسعنا لتوفير ضروريات الحياة اليومية ولكننا نعاني من ضيق المكان وعدم توفر الحليب والحفاظات للأطفال".&

ما أحلى العودة!

المسؤولة الأممية ليزا غراند وصفت العملية الانسانية في العراق بأنها "من أعقد العمليات" مشيرة إلى ان الأمم المتحدة، بسبب تشظي الدولة العراقية، تنسق جهود الاغاثة مع زهاء 15 جهة حكومية وعسكرية. ولكن آخرين انتقدوا المنظمات الدولية بسبب بطئها وعدم مرونتها. وقال رزكار عبيد متهكماً "انهم إذا أرادوا اعطاء قنينة ماء يحتاجون إلى موافقة من جنيف".&

بعض النازحين أخذوا يعودون إلى بيوتهم. وغادرت 470 عائلة مخيم ديباجة إلى قرية حاج علي مؤخرا بشاحنات نقلتهم مع متعلقاتهم. وهتفت فتاة جالسة في مؤخرة شاحنة محملة بحاويات الماء والأفرشة قائلة "ما أحلى العودة إلى البيت".&
&
وفي مدينة الحويجة في محافظة كركوك حيث تستعد القوات العراقية لاستعادتها يمنع داعش المدنيين من المغادرة. وتحدث مدنيون استطاعوا الفرار من المدينة إلى مخيم ديباجة عن عمليات صلب وذبح وجوع.&

وقال عبيد "ان الأوضاع ستكون أسوأ بكثير قبل ان تتحسن".

أعدت إيلاف التقرير نقلا عن صحيفة واشنطن بوست على الرابط أدناه:

https://www.washingtonpost.com/world/battle-for-islamic-state-stronghold-could-trigger-a-new-crisis-a-million-displaced-iraqis/2016/10/03/91840e08-8408-11e6-92c2-14b64f3d453f_story.html
&


&