إيلاف من لندن: لم يتمكن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، اليوم، من تقديم مرشحيه للوزارات الشاغرة بسبب الخلافات السياسية ورفضه لعدد منهم، ما أدى إلى تأجيل الأمر حتى منتصف الشهر الحالي.
في وقت أكد أن معركة الموصل على الابواب .. فيما دخلت الامم المتحدة بقوة على خط الجهود العراقية لتحقيق المصالحة الوطنية.

ولم يقدم العبادي مرشحيه للوزارات الخمس الشاغرة كما كان مقررًا لذلك، بسبب رفضه لبعض مرشحي الكتل السياسية وقناعته بعدم كفاءة البعض الآخر على ادارة الوزارات المرشحين لها . وجاء هذا التأجيل ليعطل اكمال التشكيلة الوزارية الى ما بعد منتصف الشهر الحالي، حيث عطل البرلمان جلساته لمدة عشرة ايام بسبب احياء العراقيين لمقتل الامام الحسين بن علي بن ابي طالب، حيث حشدت السلطات اكثر من 50 الف عنصر امني لحماية مشاركة ملايين العراقيين والمسلمين من دول أخرى المتوجهين الى كربلاء والمارين عبر المحافظات الاخرى المحاذية لكربلاء.

وخلال جلسة البرلمان اليوم، أعلن وزير الخارجية إبراهيم الجعفري أن اكثر من نصف سفراء العراق هم مزدوجو الجنسية .. وقال في إجابته خلال مساءلته في البرلمان ردًا على سؤال للنائبة حنان الفتلاوي إن &32 سفيرًا عراقيًا من اصل 66 يحملون جنسية مزدوجة. واوضح أن السفراء كافة تم تعيينهم والمصادقة عليهم من قبل مجلس النواب خلال الفترة بين عامي 2004 و2009 . كما شرح موقف العراق وتحرك وزارة الخارجية ازاء التوغل العسكري التركي داخل الاراضي العراقية.

ومن جهتها، قالت الفتلاوي إن قانون مزدوجي الجنسية الذي يعتزم البرلمان التصويت على تشريعه قريبًا&يفرض على مؤسسات الدولة الزام جميع مسؤوليها بالتخلي عن جنسياتهم الأخرى أو تقديم استقالتهم. واضافت أن نص قانون مزدوجي الجنسية الذي سيصوت عليه البرلمان قريبًا يدرج السفراء من ضمن الدرجات الخاصة المشمولة بالمناصب السيادية.

واوضحت أن الحكومة الاميركية ترفض استقبال سفير عراقي يحمل جنسية اميركية وتشترط أن يكون سفيرنا لديها يحمل جنسية عراقية فقط، ما يعني انه يفترض أن تكون الدولة هي الاحرص على اختيار سفراء عراقيين يحملون جنسيات عراقية فقط لتمثيل البلد في الخارج.

واكدت الفتلاوي ان قانون مزدوجي الجنسية يلزم جميع المسؤولين بالتخلي عن الجنسية الأخرى أو تقديم استقالتهم &.. موضحة أنه لا يوجد في ذلك أي استثناء بل يشمل جميع الوزراء والرؤساء والسفراء ووكلاء الوزارات وكل المناصب العليا في الدولة العراقية.

يأتي ذلك فيما كان القيادي بائتلاف دولة القانون جاسم محمد جعفر، قد اكد في وقت سابق اليوم عزم العبادي إرسال السير الذاتية لمرشحي وزارتي الدفاع والصناعة والمعادن إلى البرلمان تمهيداً للتصويت عليهم السبت المقبل مرجحًا تأجيل عرض بقية المرشحين على مجلس النواب حتى الشهر المقبل . &&

وقال جعفر إن "العبادي اختار لحقيبة الصناعة شخصاً من المكون التركماني يعد من أعمدة كليات الهندسة في العراق من دون ذكر اسم المرشح " نيوز"، كما نقلت عنه وكالة "المدى".. منوهًا الى انه اختار المرشح لوزارة الدفاع من بين عشر شخصيات اقترحت له من قبل القوى الوطنية المكونة من مجموعات رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، ورئيس ائتلاف الوطنية إياد علاوي، فضلاً عن اسامة النجيفي رئيس ائتلاف متحدون للإصلاح.

وكشف النائب عن عدم اقتناع العبادي بالمرشحين الثلاثة الذين قدمتهم كتلة بدر لوزارة الداخلية، وهم كل من قاسم الاعرجي ووكيل وزير حقوق الإنسان السابق حسين الزهيري وحسين الطحان الذي قدمته كمستقل فضلاً عن رفضه ثمانية مرشحين آخرين اقترحهم رئيس ائتلاف الوطنية إياد علاوي لشغل وزارة التجارة لعدم توفر الكفاءة أو القدرة على إدارتها .

وكان العبادي أعلن في الثلاثين من سبتمبر الماضي سعيه تقديم مرشحين لشغل الوزارات الشاغرة عاداً أنه "ليس سوبرماناً" لإدارة الوزارات الشاغرة كلها بالوكالة.

وكانت كتل سياسية حذرت العبادي من مغبة مواجهة "الإقالة"، إذا ما أخفق في تحقيق الاصلاح أو قدم تشكيلة وزارية "غير مقنعة"، وذلك بعد أن أعادت المحكمة الاتحادية الأمور إلى ما قبل ابريل الماضي&تاريخ إطلاق حزمة الإصلاحات الثانية. وسبق للعبادي أن وافق في 19 يوليو الماضي على قبول استقالة سبعة وزراء وسط مطالبات بتقديم مرشحين جدد لشغلها.

العبادي:&معركة الموصل على الابواب

اكد العبادي أن معركة الموصل على الابواب، وقال إن المجتمع الدولي ينظر للعراق بأنه سائر بالطريق الصحيح واقوى من السابق، مبينًا ان البعض كان يريد قبل ثلاث سنوات اخراج الجيش من بعض المحافظات والآن الجميع يحتمي به، وهو صمام الامان.

&وقال خلال ترؤسه في بغداد اليوم الاجتماع الثالث عشر للدورة الثانية للهيئة العليا للتنسيق بين المحافظات "إن تحرير مدينة الموصل على الابواب ولدينا تحرير الانسان من الارهاب الداعشي هو هدف أسمى.. مشيرًا الى أن الارهاب يريد ان يحقق مكسبًا اعلاميًا من خلال التفجيرات في بغداد ولدينا اجراءات بهذا الشأن"، كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف".

واكد عدم وجود مقاتلين اجانب يقاتلون مع القوات العراقية منوهاً الى أن مهام قوات التحالف الدولي لمواجهة داعش هي التدريب والاستشارة والتسليح والدعم اللوجستي والغطاء الجوي. وشدد على&

رفض تواجد القوات التركية، مبينًا أن هناك تصريحات متناقضة من الجانب التركي ولايوجد أي طلب من الحكومة لدخولهم .. مثمنًا دور مجلس النواب في مساندته الحكومة بموقفها الموحد، وهو أمر مهم جدًا .

واشار الى أن التحدي المالي مستمر بسبب انخفاض اسعار النفط، "ولدينا تخطيط للسنوات المقبلة وليس لسنة واحدة أو فترة انتخابية وانما عمل لمصلحة البلد والمواطن".. مشيراً الى "اننا خفضنا الانفاق الحكومي بنسبة 50 بالمائة، وهي نسبة جيدة على الرغم من الحرب التي نخوضها". ودعا الهيئات الاستثمارية في المحافظات للتعاون مع المستثمرين واعطاء تطمينات وتوفير بيئة صالحة لهم من اجل توفير فرص العمل وتنمية البلد والتقليل من الاعتماد على النفط.

وشدد العبادي على اهمية بسط سلطة القانون مع عصابات الجريمة المنظمة وغيرها، وهناك افواج مخصصة لبسط الامن في المحافظات التي تتعرض لتهديد بأمنها، وهناك طلبات من بعض المحافظات واستجبنا لهم.

ودعا رئيس الوزراء المحافظين واعضاء مجالس المحافظات الى التعاون والتكامل في نقل الصلاحيات بشكل سليم ومدروس لإنجاح هذه التجربة، والتي نؤكد على الاستمرار بها من اجل خدمة المواطن. واكد ان هدف الحكومة خدمة المواطن وأن الحكومات المحلية لها دور مهم في هذا الامر، مشيرًا الى اهمية تحريك الامكانيات الذاتية في الوزارات والمحافظات لتذليل الصعاب وتقديم الخدمات.

واليوم الخميس، طالب العراق مجلس الامن الدولي بعقد جلسة طارئة لمناقشة التجاوز التركي على الأراضي العراقية والتدخل في شؤونه الداخلية ودعوته لتحمل مسؤولياته تجاه العراق واتخاذ قرار من شأنه وضع حد لخرق القوات التركية للسيادة العراقية. وقالت وزارة الخارجية العراقية الخميس إنها طلبت رسمياً من مجلس الأمن الدولي عقد جلسة طارئة لمناقشة التجاوز التركي على الأراضي العراقية والتدخل في شؤونه الداخلية ودعوته لتحمل مسؤولياته تجاه العراق واتخاذ قرار من شأنه وضع حد لخرق القوات التركية للسيادة العراقية.&

الامم المتحدة على خط جهود المصالحة والسلم الاهلي في العراق

دخلت الامم المتحدة بقوة على خط الجهود العراقية لتحقيق المصالحة الوطنية، حيث شارك ممثل الامين العام للامم المتحدة مع قيادة التحالف الشيعي في إعداد&وثيقة السلم الاهلي، كما بحث مع الرئيس معصوم جهود تحقيق المصالحة الوطنية.

وناقشت الهيئة السياسية للتحالف العراقي الشيعي بمشاركة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة واللجنة المسؤولة عن إعداد وثيقة السلم الأهلي، التي يعدها التحالف كوثيقة عهد لبناء جسور الثقة بين مكونات الشعب العراقي جميعاً واجراءات تفعيلها وتنفيذها.

وشارك قادة القوى المنضوية تحت مظلة التحالف الشيعي بمناقشة هذه الوثيقة، وتعديل بعض ما جاء فيها من مفردات وترشيد رؤيتها للتسوية السياسية والمجتمعية على أسس العدل والاحترام المشترك والانتماء على مبادئ الدستور دون انتقائية. وقررت الهيئة أن تبادر كتل التحالف إلى دراسة الورقة وإعطائها شكلها النهائي خلال الأيام القليلة المقبلة.

كما ناقش أعضاء الهيئة تصريحات الساسة في تركيا حول الشأن العراقي واعتبروا ذلك تدخلاً سافراً في الشأن العراقي الداخلي وعبوراً على طبيعة العلاقات بين البلدين الجارين ومخالفة للاتفاقات الدولية، داعين الحكومة إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لردع هذا التدخل الذي لا مبرر له والانسحاب الفوري للقوات التركية من الأراضي العراقية، كما قال بيان صحافي للتحالف تسلمته "إيلاف" اليوم.

ومن جهته، دعا الرئيس العراقي فؤاد معصوم المجتمع الدولي إلى مضاعفة المساعدات لاستقبال وحماية المدنيين المحتمل نزوحهم من الموصل خلال عملية تحريرها من سيطرة عصابات داعش الإرهابية، كما أكد ضرورة وضع خطط فعّالة وواقعية واستثنائية لبدء وإنجاح مصالحة مجتمعية تاريخية في الموصل على أن تتطور لتشمل كل البلاد، مثمنًا مساعدات يونامي في المجالات كافة.

وأضاف معصوم خلال اجتماعه مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيتش أن العراق عازم على الانطلاق حال تحرير الموصل في عملية إعمار واسعة وإستراتيجية وعلى جميع الأصعدة، معربًا عن ثقته بقدرة القوى السياسية على التوصل إلى مواقف موحدة تضمن حل كافة المشاكل الطارئة والخلافات بما يحمي المصالح العليا للبلاد بكافة مكوناتها ويعزز النظام الديمقراطي الاتحادي &مشيرًا إلى بدء العراق بتجاوز مرحلة الأزمة الاقتصادية باتجاه البناء وإعادة الإعمار وتعزيز الوحدة الوطنية والاستعداد لإجراء الانتخابات التشريعية المقبلة، كما نقل عنه بيان رئاسي اطلعت عليه "إيلاف".

وبحث معصوم نشاطات برامج بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق "يونامي" في الفترة الأخيرة مع كوبيش، الذي استعرض نتائج زيارته للأمم المتحدة في نيويورك ومباحثاته مع الأطراف العراقية والدولية، مؤكدًا استعداد الأمم المتحدة لدعم خطط العراق على صعيد حماية النازحين والقضاء على الإرهاب والمصالحة الوطنية.&