فيما تؤكد المعلومات قرب انطلاق معركة تحرير مدينة الموصل العراقية الشمالية من قبضة داعش، فقد أصدرت وزارة الدفاع العراقية اليوم تعليمات إلى سكانها المتبقين فيها، والبالغ عددهم حوالى المليون مواطن، تدعوهم إلى البقاء في منازلهم وعدم النزوح والابتعاد عن مواقع التنظيم وعدم تصديق الشائعات والتعاون مع القوات الأمنية الآتية لتحريرهم. &
إيلاف من بغداد: دعت الوزارة في تعليماتها التي إطلعت عليها "إيلاف" الأحد، مواطني الموصل إلى "التبليغ عن الأعمال الإرهابية والأعمال المشبوهة ومواقع تواجد القادة والشبكات الإرهابية في مدينة الموصل على الخط الساخن المجاني 454 الخاص بجهاز مكافحة الإرهاب. وأكدت أنها ستتعامل مع المعلومة بكل سرية وحرفية ومهنية. وخاطبتهم بالقول: "ونعدكم بالنصر القريب وتطهير كل شبر من أرض العراق الطاهرة".
تقضي التعليمات التي وزعتها قيادة عمليات نينوى في وزارة الدفاع، والموجّهة إلى أهالي الموصل، قبيل انطلاق معركة تحريرها، اتباع إرشادات وتعليمات السلامة، وتجنب تجمعات ومواقع داعش، وعدم النزوح والتزام المساكن وعدم تصديق شائعات يطلقها داعش والامتناع عن ترويجها، العمل على مساندة قوات التحرير أثناء تقدمها.
دعوة شباب الموصل إلى انتفاضة
وطالبت الشباب بانتفاضة في وجه عناصر داعش والإدلاء بأي معلومات مفيدة عن جيوب التنظيم وحماية الممتلكات العامة والخاصة ومسك الأرض والمناطق المحررة.. والاستعداد منذ الآن لمرحلة ما بعد داعش. كما دعت مواطني الموصل إلى وضع الأشرطة اللاصقة على النوافذ على شكل حرف (X)، ثم علامة زائد (+ )… ثم إسدال الستائر.. وفصل أنبوبة الغاز تمامًا، ويفضل إخراجها خارج المنزل إلى المرأب أو الحديقة أو "المنور".. والاحتفاظ بإنارة احتياطية، وبقطع قماش مبللة ونظيفة.
وشددت على عدم التجمهر والتجمع أثناء أو بعد القصف الجوي لمدة نصف ساعة على الأقل. وقالت إنه يفضل عدم قيادة المركبات إلا للضرورة القصوى.. ودعتهم إلى إغلاق صنابير المياه (الحنفيات) الموجودة داخل المنزل بصورة محكمة وجمع الأوراق والمجوهرات والأشياء الثمينة في مكان آمن وسري.&
وأوضحت أنه يفضل وجود راديو يعمل بالبطارية لمتابعة التعليمات والتوجيهات التي ستبثها إذاعة القيادة، كما يفضل النزول إلى أكثر الطبقات انخفاضًا في البناية، والبقاء قرب الجدران، لا في منتصف الغرفة وعدم استخدام المصاعد الكهربائية مطلقًا.
إحدى ساحات الموصل العامة في وسط المدينة |
وأكدت القيادة على مواطني الموصل عدم الوقوف على أسطح المباني، وإنما الحفاظ على الهدوء وإقناع الأطفال أن الأمر مجرد لعبة أو صوت رعد قبل هطول الأمطار، والابتعاد عن النوافذ الأمامية المواجهة للشارع قدر الإمكان، والاحتفاظ بضمادات ومواد تعقيم ومواد إسعافات أولية في غرفة ثانية (منها مطهرات الجروح، مثل السبيرتو والكحول الطبي، لأنها مواد سريعة الاشتعال).
وأبلغت السكان بأنه عند وصول القوات العسكرية "لا تحاولوا الاقتراب منها بسرعة لأي سبب إلا بعد استحصال الإذن من الرامي الموجود على قمة العجلة العسكرية، وبعد استحصال الموافقة، ولا تقتربوا منهم أكثر من مسافة 25 مترًا، "أي مسافة تقارب طول عشر سيارات صغيرة".. ولا تقوموا بأي حركة سريعة أو مفاجئة.. منوهة بأن أفضل طريقة لإخماد النار المشتعلة في شخص هي لفهُ ببطانية أو قطعة قماش كبيرة وبسرعة.
البقاء في المنزل
ووجّهت القيادة أهل الموصل أيضًا بالقول: "إذا كان أحد الموجودين حولك يعاني من الصدمة، حاول ضمهُ، والطلب منه أن يتنفس داخل كيس ورقي أو كيس نايلون صغير إن أمكن. ودعت "أخواتنا من النساء إلى عدم الصراخ قدر الإمكان حفاظًا على نفسيات الأطفال والتوكل على الله سبحانه، والتيقن بأن القصف لن يستهدف المدنيين بصورة متعمدة مطلقًا".
وشددت على "ضرورة عدم استخدام الهواتف النقالة إلا للضرورة القصوى أو للتبليغ عن وجود جيوب إرهابية في مناطقكم، حيث سيتم نشر أرقام هواتف ساخنة مخصصة لهذا الأمر قريبًا، والاحتفاظ بكمية من مياه الشرب (حوالى 10 ليترات لكل فرد بالغ، و4 ليترات لكل طفل دون الثانية عشرة.. والبقاء داخل المنازل قدر الإمكان".
كما أوصت قيادة عمليات نينوى في وزارة الدفاع العراقية أهل الموصل قائلة: "كونوا حذرين بشأن الأخبار والشائعات التي سيحاول التنظيم المعادي نشرها للتأثير على معنوياتكم ومحاولة التلاعب بمشاعركم… لاتصدقوا كل ما تسمعون… القسم الأكبر من الأخبار السلبية التي ستسمعونها سيكون مجرد شائعة موجّهة، ومحاولة يائسة من هذا التنظيم الذي بات يلفظ أنفاسه الأخيرة".
يشار إلى أن الموصل هي ثاني أكبر مدن العراق بعد العاصمة بغداد، وأكبر مدينة تقع حاليًا في قبضة تنظيم داعش في العراق، وكانت أولى المدن التي سيطر عليها التنظيم في صيف عام 2014 قبل أن يجتاح شمال البلاد وغربها. وبدأت الحكومة العراقية في مايو الماضي الدفع بحشود عسكرية قرب الموصل ضمن خطط لإستعادة السيطرة عليها من التنظيم، مؤكدة أنها ستستعيد المدينة من التنظيم قبل حلول نهاية العام الحالي.
&
التعليقات