إيلاف من لندن: أمضت حكومة تيريزا ماي الخميس في اتصالات ومحادثات مع قادة أكبر اقتصادين في العالم، بأمل أن يساعدوا في نمو الاقتصاد البريطاني بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. فتحدثت ماي مع الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب معربة عن رغبتها في توسيع التجارة والاستثمار بين البلدين، كما افاد مكتبها.

ورقة بيدها

ربما تجد ماي أن ترامب أكثر تفهمًا من الرئيس السابق باراك اوباما الذي أوضح انه يفضل الاتفاقيات التجارية مع كتل اقليمية على عقد اتفاقية ثنائية مع بريطانيا. وإذا كان ترامب مستعدًا للتعامل الثنائي فانه يمكن أن يضع بيد ماي ورقة في مفاوضاتها مع الاتحاد الاوروبي.

وقبل الاتصال بالرئيس الاميركي المنتخب، اجتمعت ماي ووزير ماليتها فيليب هاموند مع القادة الصينيين، وأعلن الجانبان اتفاقهما على "خطة استراتيجية" لتعميق العلاقات المالية بين البلدين. وعلى الرغم من بريكسيت، تريد مصارف صينية أن تفتح فروعًا في بريطانيا فيما قالت الحكومتان إن بورصة لندن وبورصة شنغهاي اتفقتا على تطوير عمليات مشتركة.

وبمباحثات بريطانيا مع الولايات المتحدة والصين، انهت ماي بروح من التفاؤل اسبوعًا بدأته بزيارة الهند حيث كشفت انتقادات رئيس الوزراء ناريندرا مودي للقيود البريطانية على تأشيرة الدخول عن المصاعب التي تعتري اقامة علاقات تجارية مع البلدان الأخرى بعد بريكسيت. 

نيويورك أقوى

يرى محللون أن ادارة ترامب يمكن أن تعزز جاذبية نيويورك للمصارف التي تريد مغادرة بريطانيا بعد بريكسيت، بدلا من تخويف المصرفيين بخطابها الشعبوي. وأثارت الأفضليات التي تتمتع بها نيويورك تكهنات بأنها ربما تكون الرابح في نهاية المطاف وليس فرانكفورت أو باريس إذا غادرت المصارف لندن ما بعد بريكسيت بحثًا عن مراكز مالية بديلة.

في هذه الأثناء، أعلن طاقم ترامب الانتقالي انه يعمل على الاستعاضة عن الضوابط الحالية على وول ستريت بسياسات "تشجع النمو الاقتصادي وتوفّر فرص عمل".

لكن ما تريد الحكومات الاوروبية استدراجه إلى مدنها من لندن ليس المصارف وحدها بل أجهزة الرقابة على الصناعة الصيدلانية ايضًا. فالعاصمة البريطانية مقر وكالة الأدوية الاوروبية التي يعمل فيها نحو 900 شخص لمراقبة سلامة العقاقير التي تباع في الاتحاد الاوروبي الذي يشكل سوقًا من 500 مليون مستهلك. ويريد الاتحاد الاوروبي نقل الوكالة إلى إحدى مدنه بعد خروج بريطانيا. والى جانب السمعة، هناك مكاسب اقتصادية من استضافة هذه الوكالة التي يدفع الاتحاد الاوروبي رواتب موظفيها، بينما تجني المدينة المضيفة فوائد اقتصادية من إيجار المقر وانتعاش اقتصادها المحلي مثل شركات تنظيم المؤتمرات والخدمات الفندقية. وتحاول بريطانيا بطبيعة الحال إبقاء مقر وكالة الأدوية الاوروبية في لندن.

الأسواق

انضمت شركة كي بي أم جي العملاقة لخدمات التدقيق والمحاسبة القانونية إلى الشركات القائلة إن ضعف الجنيه الاسترليني بعد بريكسيت ربما يحقق مكاسب لشركات التصدير. لكن هناك شركات عديدة أخرى تتضرر من هبوط الاسترليني، ولا سيما الشركات التي تحقق نسبة كبيرة من ايراداتها تصل احيانًا إلى 70 في المئة من الخارج.

ولاحظت صحيفة فايننشيال تايمز أن مكاتب الرهان البريطانية تكبدت خسائر بلغت ملايين الجنيهات الاسترلينية من الزلازل السياسية التي شهدها هذا العام.، وأن شركات رهان كبيرة مثل وليام هيل خسرت 6 ملايين جنيه استرليني من فوز ترامب غير المتوقع، كما حدث مع نتيجة الاستفتاء على بريكسيت. 

أعدت "ايلاف" هذه المادة بتصرف عن موقع بلومبرغ على الرابط أدناه
http://www.bloomberg.com/news/articles/2016-11-11/brexit-bulletin-looking-east-looking-west