استعادت بيغي نونان، كاتبة خطابات رونالد ريغان، خطابًا لروزفلت في الحرب العالمية الثانية لتبني عليه رأيها في المرشحين لرئاسة بلادها، فقالت إن القادة في الولايات المتحدة ضحلون لا يتكبدون مشقة التفكير في ثمن الحرب الباهظ.
عودة ابو ردينة:&كتبت بيغي نونان، كاتبة خطابات الرئيس الأميركي الراحل رونالد ريغان الأولى ومحافظة من التيار العام، أن دونالد ترامب وهيلاري كلنتون يوحيان بأنهما لا يعرفان أن "الحرب فظيعة". ولاحظت في مقالتها بصحيفة وول ستريت جورنال أن الحرب فظيعة تعتدي على الأبرياء وتسلب حياتهم، وتهدر الموارد بكل اصنافها، وتقتل أجيالًا وثقافات كاملة، "ويبدو لي من الجنون أن مرشحَينا لمنصب القائد العام لأقوى جيش في العالم لا يتجشمان صعوبة حتى التفكير في ذلك، وقد عدتُ إلى خطاب الرئيس فرانكلين ديلانو روزفلت في 14 اغسطس 1936، أي قبل 80 عامًا، حين اعترف بأنه ينظر إلى الحوادث العالمية باغتمام أكثر من الحوادث الداخلية، وكان ذلك في غمرة الكساد العظيم".
بيغي نونان والرئيس رونالد ريغان |
&
حسن الجوار
تقول نونان: "ربما يكون لما يحدث في العالم تأثيره في الولايات المتحدة، لكننا نستطيع أن نخدم قضية السلام بتقديم مثال يُقتدى واتباع سياسة حسن الجوار، أي سياسة الجار الذي يحترم نفسه قطعًا، ولأنه يحترمها فهو يحترم حقوق الآخرين. وبسبب هذه الممارسة، يعرف العالم أجمع الآن أن الولايات المتحدة لا تضمر طموحات عدائية، فنحن اقوياء لكن الدول الأقل قوة منا تعرف أن لا داعي لخوفها من قوتنا".
ولاحظ روزفلت، بحسب نونان، "ان أنبل نصب للسلام في العالم ليس نصبًا تذكاريًا، بل الحدود بين الولايات المتحدة وكندا التي تمتد 3000 ميل من الصداقة". لكن ما دامت الحرب موجودة فهناك خطر "انجرارنا اليها". وكان هذا يحزنه لأنه كما قال: "رأيتُ الحرب. رأيتُ الحرب على الأرض وفي البحر.... رأيتُ مدنًا تُدمر... أنا أكره الحرب".
تضيف نونان في مقالتها: "إنه خطاب مؤثر، وعرض عميق ومقنع لأفكار في شأن أهم المواضيع الانسانية والحكومية، لكن ما فاجأني حقًا حين أعدتُ قراءته هو أنني لا أعتقد أن مرشحًا جمهوريًا أو ديمقراطيًا سيشعر بأنه حر لقول مثل هذا الكلام بعد الآن. فهو سيخشى تسميته مرشحًا رخوًا. وهذا ليس امرًا جيدًا ولا حتى عمليًا. ففرانكلين ديلانو روزفلت كان يجيد خوض الحرب، وهي لم تفعل سوى انها جعلته أقوى، وجعلت قراراته أكثر إقناعًا، وأرسى القاعدة القائلة إنه لم يردها قط وانه في الحقيقة يكرهها".
لا إحساس مستنيرًا
تتابع: "إذا لم يفتني شيء، فلا يبدو أن عند أي من المرشحَين احساسًا مستنيرًا أو عميقًا بهول الحرب. وكانت هيلاري كلنتون تعرضت في الانتخابات التمهيدية لانتقادات لاذعة من اليسار الذي اتهمها أنها عدوانية بشراسة، وانها اخطأت بالمضي في حرب العراق حتى النهاية، وأخطأت بدعم تغيير النظام في ليبيا، واخطأت بالتدخل المزاجي في المنطقة. وعندما قُتل معمر القذافي في الميدان بعد سقوط حكمه غادرت مع صحافي قائلة "جئنا، ورأينا، وهو مات".
أما دونالد ترامب فعادة ما يكون عدوانيًا بالقدر نفسه حين الحديث عن امكان العمل العسكري، على الرغم من أنه يكره الحرب من أجل نفسه، فهو لم يخدم في الحرب الفيتنامية.
وتصف نونان قادة الولايات المتحدة بأنهم &ضحلون في موضوع الحرب، "بل اسوأ من ضحلين، بل هم صامتون، وهذا واحد من الأسباب في انهم على الأرجح لن يكونوا موضع ثقة كاملة إذا اتخذوا القرارات الصعبة في شأن سوريا أو ايران أو غيرهما".
وتختم نونان: "الحرب فظيعة، وهذا ما يجب أن يُقال بلا كلل، ليس لأنه موقف يجب أن تتخذه في الطريق إلى الرئاسة، بل لأنك انسان والعقل زينة الانسان".
التعليقات