حذرت الولايات المتحدة مجددًا من أن سد الموصل في شمال العراق يواجه خطرًا "لا سابق له" من حدوث "انهيار كارثي" يطلق موجة من الماء يمكن ان تسوّي مدناً كاملة مع الأرض وتقتل مئات الآلاف في غضون ساعات.&


لندن: يشير التحذير الشديد بدرجة غير معهودة الى الأهوال التي تواجه العراق، إذا انهار سد الموصل، وتحدث التحذير الأميركي عن "موجهة اشبه بالسونامي" تطمر تحتها ثلث العراق تقريبًا.

وقالت الولايات المتحدة إن شبكة الكهرباء الوطنية يمكن ان تُعطل بالكامل، وأن اجزاء من المدن الكبيرة ستبقى اسابيع مغمورة تحت الماء كما حدث في مدينة نيو اورلينز الاميركية بعد اعصار كاترينا.

وستكون الحكومة العراقية عاجزة عن اجلاء المواطنين المهددين لأن تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" ما زال يسيطر على مناطق واسعة قرب السد وبالتالي سيتعين على العراقيين ان يستعدوا لإجلاء انفسهم بأنفسهم، كما قالت الولايات المتحدة.

وحاولت الحكومة العراقية اقناع شركات اجنبية بالتعاقد معها لصيانة سد الموصل الذي بُني عام 1984 فيما يستمر القتال مع داعش على مقربة من السد.

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن السفارة الاميركية في بغداد أن تردي وضع السد على امتداد فترة طويلة يعني ان الخطر الآن بلغ مستوى "لا سابق له".

وقالت الولايات المتحدة ان على الحكومة العراقية ان تبدأ باستحداث منظومة إخطار طارئة لتحذير نحو 1.5 مليون عراقي يعيشون في طريق الفيضان الذي سيطلقه انهيار السد، ولكن لا توجد معلومات محددة تشير الى متى يمكن ان يحدث الانهيار.

وأعلنت الولايات المتحدة "ان سد الموصل يواجه خطرًا لا سابق له من حدوث انهيار كارثي بلا مهلة تُذكر للانذار"، محذرة من ان هذا الانهيار سيؤدي الى "خسائر فادحة في الأرواح وتهجير سكاني جماعي وتدمير غالبية البنية التحتية في طريق الموجة الفيضانية المتوقعة".&

ويمكن ان تُغمر مناطق من مدينة الموصل التي يسيطر عليها داعش تحت 45 قدمًا من الماء في غضون ساعات من انهيار السد دون ان تكون لدى السكان مهلة كافية للفرار ، بحسب تقديرات الولايات المتحدة.

وستجتاح الموجة التسونامية كل ما في طريقها حتى مدينة سامراء شمال العراق متسببة في موت اشخاص وتدمير ابنية واتلاف مزارع وتطويح محطات كهربائية.

ومن الجائز ان تصل مياه الفيضان الى بغداد في غضون ثلاثة ايام لتشيع الفوضى في العاصمة العراقية مع ما يقترن بذلك من زيادة المخاطر الصحية وتحديد امكانية الحركة أو تعذرها وتدمير بيوت ومبانٍ وتعطيل خدمات.&

ولاحظت الولايات المتحدة ان كثيرًا من المناطق المهددة بانهيار السد مناطق متنازع عليها أو تحت سيطرة داعش، مشيرة الى ان عمليات اجلاء السكان بتوجيهات من السلطة الرسمية مستبعدة فيها، وان البعض قد لا تكون لديهم حرية حركة كافية للهروب.

وقالت الولايات المتحدة إن غياب عمليات الاجلاء بتوجيه من السلطات سيؤدي على الأرجح الى ترك مجموعات ضعيفة مثل المرضى والمعاقين والمسنين دون اجلائهم.