من السذاجة عدم اخذ التحذيرات الدولية والمحلية المتكررة التي تطلق حول احتمال انهيار سد الموصل بجدية، فان حدث المتوقع ووقع المكروه حينها لاينفع ندم ولا يمكن لاحد تدارك الوضع، فالتنبيهات مهما كان مصدرها وماذا كان هدفها انما تدل على وجود امر محدق لايمكن انكار خطورته او حجم اضراره الانسانية والمادية المتوقعة وان كان مبالغا فيها في بعض الاحيان.
ان التعامل بمنطق (نظرية المؤامرة) والشكوك غير المبررة مع امر يهدد حياة الملايين من البشر وبمسح مدن وتجمعات جغرافيا والحاق اضرار تقدر بمليارات الدولارات لهو استخفاف بالمواطن العراقي وامنه وسلامته وترك البلاد لمصير لايعلم احد ماسيؤل اليه الا القدير.
فوقوف السلطات العراقية مكتوفة الايدي دون حراك لايخدم الموقف كما لايغني التراشق الاعلامي والانشغال بالرد والردود من جوع ومستقبل مدن بأكملها وملايين من سكانها على المحك. &&
لذلك لايمكن تجاهل التصريحات الصادرة عن جهات دولية معنية ومايقوله المسؤولون الامريكيون وفي مقدمتهم الرئيس باراك اوباما حول السد ومدى سوء حالته بحجة انها اقاويل تهدف إلى "تعطيل عمل الدولة العراقية" وان وراءها "صفقة يشوبها الفساد" او هي محاولة "لفوز شركات معينة بعقد الصيانة" او انها "تهويل يمثل جزءا من استراتيجية لتكريس النفوذ في المنطقة" فحتى لو تضمنت الذرائع من الواقع الكثير ولم تخلو من الحقيقة لايجدر الاستهانة بها ورفضها جملة وتفصيلا بل الاجدر تفحصها والتمعن فيها عسى ان يكون وراءها شيء من الصحة وان اريد بها باطل.
هناك اسئلة وجيهة لابد من الجابة عنهافي هذا الشأن: ماذا لو صدقت التأويلات عن انهيار السد؟ من سيتحمل المسؤولية عن وقوع الكارثة؟ وكيف ستتم مواجهة تبعاتها؟
من البديهي ان الحكومة العراقية هي المعنية بالدرجة الاولى وهي ليس لديها تواجد مؤسساتي او اداري او عسكري في المناطق المحيطة بالسد في محافظة الموصل ثاني اكبر محافظات العراق وصولا الى حدود مدينة الرمادي في محافظة الانبار والتي يسيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) وبالتالي لن تكون في مقدورها فعل شيء لمساعدة سكان تلك المناطق هذا اذا كان باستطاعتها فعل شيء لانقاذ مايمكن انقاذه في محافظات صلاح الدين وبغداد وحتى البصرة في ظل الوضع الاقتصادي المتردي الذي سببه انخفاض اسعار النفط وكذلك التكاليف الباهضة للحرب الدائرة ضد داعش منذ حوالي عامين، كما لا تملك الموارد البشرية المتخصصة والاجهزة المتطورة اللازمة تستعين بها في مثل تلك الظروف. وما اشيع حول الموضوع من ان انهيار السد اذا ما حدث سيكون سريعا يتطلب مواجهته امكانيات هائلة لا تقوى بغداد على تخصيصها بالسرعة المطلوبة والفاعلية المرجوة.
الى ما تقدم فان الوضع يتطلب التفكير بجدية درءا للخطر قبل وقوعه وذلك عن طريق التعاون والتنسيق المستمر مع الجهات الدولية والمتخصصة دون ابداء اي اهتمام بحجم النفقات او الاصرار على التفاوض لتخفيضها طالما توقف الامر على ذلك لان الكارثة اذا وقعت فانها ستكلف العراق اضعافا مضاعفة. & &
ان اهدار الوقت في القيل والقال لايقدم ولا يؤخر فهناك خطر محدق تحتاج مواجهته الى عدم التلكؤ والتحرك سريعا والتصرف بحكمة. فهناك كارثة محتملة على الابواب قد تأتي على الاخضر واليابس ولا تفرق بين ا

صحفي من اقليم كوردستان
&