لا أكثر من المنتديات الثقافية في القطيف، حيث المكتبات العامرة وقيم المحبة والتسامح، وحيث النقاش حر، وللنساء مكان في الحياة الفكرية العامة.
&
القطيف: في مدينة القطيف تشعر بعبق تاريخي فريد وذكريات الأجداد وثقافة عصرية وحوارية حاضرة بين أطياف المجتمع، تجد في كل مجلس نقاشًا وأفكارًا مطروحة للنقاش... حيث يفكر الجميع بصوتٍ عالٍ وبمصارحة وشفافية.
&
منتديات وافرة
قد يكون لوفرة المنتديات الثقافية الأسبوعية دورها الكبير في هذا الطرح، فالمنتديات والدواوين الثقافية سمة من سمات هذا المجتمع، كمجلس الشيخ حسن الصفار الأسبوعي، الذي تناقش فيه الأمور الدينية والإجتماعية، واستضاف فيه كثيرًا من المشايخ السلفيين، كسعد البريك وعوض القرني وعيسى الغيث.
&
إضافة إلى منتدى الثلاثاء الشهير، فكرة المهندس جعفر الشايب، الذي قال لـ"إيلاف": "ينعقد هذا المنتدى منذ أكثر من 16 عامًا، استضاف العديد من مثقفي المجتمع من جميع الطبقات، ويهدف إلى كسر الحواجز بين أبناء هذا الوطن بالحديث والنقاش والتحاور مع الجميع، وللأسف هذه الجهود تُقابلها جهود أكبر وأعظم من المحرّضين على الطائفية، الذين تفوح روائح الطائفية من جميع مقابلاتهم ومقالاتهم". وهناك كذلك ديوانية المنتدى الثقافي للأستاذ الكاتب نجيب الخنزي، المقامة منذ عام 2004".&
&
&
اندماج حقيقي
قال الخنزي إن التطرف خطر عظيم نواجهه هذه الفترة، ناتج من الإسلام السياسي، «فبعد حركة الصحوة في ثمانينيات القرن الماضي، والحرب الأفغانية التي انقلبت وبالًا على الوطن، أصبحنا نواجه خطر هؤلاء الإرهابيين، حتى وصلنا الآن إلى داعش، وللأسف بيئتنا من أسباب التطرف من خلال خطاب الغلو التحريضي والتربية الدينية المتشددة».
&
غالبًا ما تجد في هذه المنتديات جميع التيارات والمذاهب في مجلس واحد، من رجال دين وقوميين ويساريين وليبراليين. الاختلاف موجود والجدال قائم، لكن المهم هو وجود الحوار بينهم في اندماج حقيقي، والجميل أن حضور هذه المنتديات ليس حصرًا على الرجال فقط، فللنساء مكان بينهم أيضًا.
&
لا يخلو بيت من بيوت القطيف من مكتبة تحوي آلافًا من الكتب من جميع العلوم والنوادر، أشهرها مكتبة علي الحرز المشهورة، التي تحتوي على أرشيف العديد من الصحف العربية. وفي أثناء معرض الكتاب في الرياض، يخرج الناس في الحافلات من القطيف بشكل دوري لزيارة المعرض.
&
&
قيم الحوار والتسامح
هناك مركز آفاق للدراسات والبحوث، وهو مؤسسة ثقافية بحثية تعنى بشؤون التجديد الثقافي وقيم الحوار والتسامح والوسطية. يهدف هذا المركز إلى تفكيك القواعد الفكرية والأسس الثقافية لظواهر الغلو والتعصب وتعزيز قيم التسامح والحوار والقبول بالآخر وإرساء معالم الاعتدال، وله العديد من الإصدارات إضافة إلى العديد من الدورات، تحت إشراف الكاتب محمد محفوظ، الذي قال لـ «إيلاف»: «إن مجتمعنا في الحقيقة ليس متدينًا، بل محافظ، فتجد سفره وتركه البلاد هربًا من القيود والإرتباطات الإجتماعية».
&
وثمة اهتمام ملحوظ بالفن في جميع مجالاته، من تشكيلي إلى مسرح وسينما... ودورات الرسم والنحت والخط منتشرة خصوصًا عند النساء. وتقام المعارض الفنية والمراسم بشكل دوري.&
&
محبة وسلام
تفتخر القطيف بابنها الفنان عبدالعظيم الضامن، الذي منحته منظمة السلام والصداقة الدولية الدانماركية لقب أفضل ناشط في مجال نشر ثقافة المحبة والسلام على مستوى العالم في عام 2014.&
&
ويتوِّج اللقب جهودًا بدأها الضامن في عامي 2005 و2006، حين أطلق لوحته المسمّاة "المحبة والسلام" من القطيف ليجوب بها المملكة قبل أن يتجه بها إلى دولٍ في قارات عدة. وبعد 9 أعوام من السفر المتواصل لجمع التوقيعات، بلغ طول اللوحة 1200 متر.
&
ولا يمكن نسيان الفيلم السعودي «ليمون أخضر» حائز المركز الأول في مهرجان بعيون سعودية، وهو من كتابة واخراج إبني القطيف الأخوين علي ومجتبى سعيد.
&
وهناك الكثير من الآثار القديمة في المدينة، كمطار جزيرة دارين، الذي تأسس في عهد الملك عبدالعزيز في عام 1929، وقلعة تاروت، لكن هذه الآثار مهملة للأسف، وتحتاج متابعة المسؤولين عن السياحة وعنايتهم.​