دعا العراق اليوم بان كي مون إلى العمل من أجل تنظيم مؤتمر بشأن إعادة إعمار البنى التحتيّة للمناطق المُحرَّرة استعدادًا لعودة النازحين إلى مناطق سكناهم، وحث المجتمع الدوليَّ على توحيد الجهود ضدَّ "الارهاب" وتجفيف منابعه.

بغداد: جاء ذلك خلال اجتماع عقده في بغداد اليوم وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري مع الأمين العامّ للأمم المتحدة بان كي مون ورئيسي البنك الدوليّ جيم يونغ كيم والإسلاميّ للتنمية أحمد محمد، مطالبا الأمم المتحدة ودول العالم بتقديم المساعدة وعلاج المصابين جراء القصف الكيميائي، الذي طال قرية تازة.. مُشدِّداً على ضرورة توفير المزيد من الدعم والمساعدات إلى النازحين، الذين بلغ عددهم أكثر من ثلاثة ملايين شخص، يعيشون أوضاعاً إنسانيّة صعبة تتطلب وقفة حقيقيّة من الأسرة الدولية. 

واكد الجعفري ان العراق "يمثل خط المُواجَهة الأول في الحرب ضدّ عصابات "داعش الإرهابيّة" دفاعاً عن سيادته وكرامته ونيابة عن دول العالم أجمع ممَّا يجعل بلدان العالم كافة أمام مسؤوليّة الوقوف إلى جانبه وتوفير المستلزمات الضروريّة للقضاء على الإرهاب ومنع انتشاره"، كما نقل عنه بيان صحافي استلمت "إيلاف" نسخة منه". 

ووصف الجعفري زيارة بان كي مون والمسؤولين الاخرين الى بغداد بالمهمة والاستراتيجية، مؤكدا انها ستوفر المساندة في العديد من المجالات خصوصاً الإنسانيّة والماليّة في ظلِّ الظروف الراهنة التي يعيشها العراق، مُثمّناً الجهود المُقدّمة من قبل الأمم المتحدة والمنظمات الدوليّة تجاه قضايا العراق ومواقفها الداعمة في حربه ضدَّ "الإرهاب".

من جانبه أكد الأمين العامّ للأمم المتحدة استمرار الدعم الأمميِّ للعراق في حربه ضدَّ "الإرهاب" ودعم النازحين، مُشيداً بالجهود الكبيرة التي يُحققها العراق في دحر عصابات داعش.

وقد بحث الجعفري مع الوفد الاممي سير العملية السياسيّة في العراق والتقدّم الأمنيّ المتحقق في الحرب ضدَّ عصابات داعش "الإرهابيّة" والأوضاع الإنسانيّة للعوائل النازحة والدعم الأمميّ والأزمة الاقتصاديّة التي يمرّ بها العراق.

وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون وجيم يونغ كيك رئيس البنك الدولي واحمد محمد علي رئيس البنك الاسلامي للتنمية وصلوا اليوم الى بغداد في زيارة رسمية تستغرق ساعات عدة.

بان في بغداد لمتطلبات انهاء "داعش" واحتياجات ما بعده
وفي وقت سابق اليوم ابلغ عماد الخفاجي المتحدث الرسمي باسم رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري "إيلاف" في اتصال هاتفي من بغداد ان بان كي مون ومرافقيه سيتوجهون الى مبنى البرلمان، حيث سيلقون كلمات تستغرق كل منها 10 دقائق، ثم يلقي رئيس البرلمان بدوره كلمة ايضا.. حيث ستتضمن كلمات المسؤولين الدوليين تعهدات دولية بدعم العراق عسكريا وماليا واقتصادية للانتصار في معركته ضد تنظيم داعش، باعتبارها ليست معركته وحده، وانما معركة المنطقة والعالم، الذي يواجه برمته "الارهاب"، الذي يضرب في كل مكان، ما يستدعي تضافرًا دوليًا لمواجهته والتخلص من شروره.

واشار الخفاجي الى ان بان كي مون ومصاحبيه سيتحدثون في البرلمان عن اخر التطورات التي تواجه العراق ومنطقة الشرق الاوسط.. واوضح ان خطاب بان سيتناول دور الامم المتحدة وخططها في منطقة الشرق الاوسط ودعوة دولها إلى مساعدة العراق ماليا وعسكريا لتمكينه من مواجهة تنظيم داعش والقضاء عليه، ثم دعمه في تحقيق المصالحة المجتمعية وتنفيذ الاصلاحات الحالية الجاري العمل فيها.

وحول طبيعة المباحثات التي يجريها الجبوري مع بان كي مون قال الخفاجي انها ستتناول اخر التطورات السياسية والعسكرية والاقتصادية في العراق وحاجة البلاد إلى عون دولي لانجاح الاصلاح والمساعدة من خلال خبراتها في تحقيق الاصلاحات في المجالات القانونية والتشريعية والقضائية اضافة الى تحقيق المصالحة المجتمعية.

واضاف ان رئيس البرلمان العراقي يعتقد ان هذه المصالحة يمكن ان تحقق ارضية لا تسمح بانبثاق منظمات "ارهابية" جديدة على غرار داعش، اضافة الى انصاف المهمشين والكيانات، التي يمكن ان تكون طعما لتلك المنظمات التي تستغل ظروفها الصعبة التي تواجهها.

وتوقع ان تسفر مباحثات الوفد الاممي عن الدعوة إلى مؤتمر دولي لدعم العراق لتجاوز مرحلة داعش من ناحية اعادة الاعمار والبنى التحتية.. منوها بأن العراق بأمسّ الحاجة الى مشروع مارشال جديد شبيه بذلك الذي أعاد إعمار اوروبا عقب الحرب العالمية من خلال جهد دولي اوسع يتجاوز تداعيات مرحلة داعش بكل جوانبها. 

مهمات البنكين الدولي والاسلامي في العراق
وعن دور البنك الدولي في مساعدة العراق، اشار الخفاجي الى ان هذا البنك يمكن ان يحث على مساعدة دول المنطقة والاخرى في العالم للعراق ماليا لتجاوز ازمته الاقتصادية الحالية الناتجة من انخفاض اسعار النفط ونفقات الحرب الباهظة ضد "الارهاب".. وكذلك مساعدة خبراء البنك للعراق في تنفيذ الاصلاحات الاقتصادية.

واشار الى ان البنك يمكن ان يساعد العراق ايضًا من خلال القروض المالية التي يقدمها، اضافة الى المساعدة في تنفيذ الاصلاح الاداري ومكافحة الفساد وايقاف هدر المال العام.

اما في ما يخص البنك الاسلامي فقد اوضح الخفاجي ان الحرب ضد "الارهاب" قد كبدت العراق خسائر كبيرة في مجال البنى التحتية والمدن التي تدمرت وهو ما يحتاج جهدا اسلاميا وعربيا داعما للعراق في مجال اعادة اعمار ما تهدم من بنى تحتية ومنشآت ودور المواطنين من خلال حث الشركات على المساهمة في مشاريع البناء هذه. 

وشدد على ضرورة ان ياخذ الجهد العربي والاسلامي دوره في عمليات الاغاثة ومساعدة النازحين الذين تجاوز عددهم الثلاثة ملايين نسمة.. لافتا الى ان هذا الجهد سيصبح اكثر الحاحا في الظروف الحالية التي تشهد معركة تحرير مدينة الموصل التي يقطنها اكثثر من مليوني نسمة من ناحية اغاثة النازحين منها وتهيئة المخيمات لاقامتهم اضافة الى اعادة اعمار البنى التحتية لهذه المدينة التي تعتبر ثالث اكبر مدن العراق بعد العاصمة بغداد والبصرة الجنوبية.