تكشف مصادر مطلعة لـ"إيلاف" أن روسيا نسّقت للهدنة في سوريا مع الولايات المتحدة ودول عربية، مستثنية حليفيها إيران وحزب الله. وتلفت المصادر إلى أن الجانب الروسي خاب أمله من عدم قدرة إيران وحزب الله على الحسم العسكري في جبهات عدة، على الرغم من الغطاء الجوي الروسي.
القدس: تكشف مصادر خاصة لـ«إيلاف» الأسباب الحقيقية التي أدت إلى الانسحاب الروسي من سوريا، وأبرزها إخفاق حليفيها إيران وحزب الله في تحقيق أي تقدم أو حسم عسكري في ساحات القتال، على الرغم من الغطاء الجوي الذي وفّرته روسيا لحليفيها. توضح المصادر أن روسيا وفرت الدعم الجوي اللازم، والقصف المتواصل لأهداف متعددة، إن في المعارضة السورية أو تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).&
وتؤكد المصادر عمق الخلافات بين روسيا وحلفائها في الداخل السوري، ما استدعى إعلان الجانب الروسي انسحابه بشكل مفاجئ. وتوضح أن «الخلافات على ما يبدو بين روسيا وكل من إيران وحزب الله كانت أقوى من التحالف في سوريا، مما دفع الجانب الروسي إلى الإعلان المفاجئ عن الانسحاب».&
تضيف المصادر: «زد على ذلك، التنسيق الروسي مع كل من الولايات المتحدة ودول عربية بشأن الهدنة في سوريا واستمرار العملية التفاوضية بين النظام والمعارضة». وتوضح المصادر أن «حلفاء روسيا في سوريا تفاجأوا بالتنسيق الذي حصل من غير علمهم».&
محاور الخلاف
تحلل المصادر لـ «إيلاف» ثلاثة محاور أساسية ارتكزت عليها الخلافات بين روسيا وحلفائها في سوريا. أولها يتمثل في أن إيران ترى في الرئيس السوري بشار الأسد مدافعًا عن الطائفة الشيعية في سوريا، ومستعدًا استعدادًا تامًا لتسهيل نقل الأسلحة الإيرانية المتطورة إلى حزب الله في لبنان.&
وأشارت المصادر إلى أن إيران تعتبر كذلك الأسد المدافع الأول عن مصالحها في المنطقة، واضعًا بلاده تحت الوصاية الإيرانية، وتحويلها إلى قوة إقليمية تحشد ضد دول الخليج. في المقابل، فإن روسيا مستعدة للتخلي عن الأسد في إطار اتفاقيات مستقبلية.&
استقلال الأكراد
أما ركيزة الخلاف الثانية، فهي في تباين وجهات النظر بين إيران وروسيا تجاه الأكراد. وفي الوقت الذي ترى إيران في استقلال الأكراد تهديدًا مباشرًا لاستقرارها الداخلي، حيث يعيش حوالى ثمانية ملايين كردي في إيران، فإن روسيا تنظر إلى الموضوع من زاوية أخرى، وتؤيد حق الأكراد في الاستقلال، لأنهم المقاتلون الأكثر فعالية في وجه داعش، ويمكن الاعتماد عليهم.&
تباطؤ متعمد
السبب الثالث الذي عزز الخلاف، إخفاق حليفي روسيا، إيران وحزب الله، في تحقيق أي إنجاز عسكري يذكر، وفشلهم التام في توسيع رقعة القتال إلى تدمر والرقة، إضافة إلى التضارب في المصالح إزاء إبعاد داعش شرقًا إلى الحدود العراقية.&
وتوضح المصادر أن «إيران وحزب الله يبدو أنهما لم يريا أي فائدة من إبعاد داعش شرقًا إلى الحدود العراقية، لأنه إذا تم قد ينتج مواجهات مع داعش على الحدود الإيرانية العراقية، وهذا ما تخشاه إيران، وتريد الابتعاد عنه قدر الإمكان، وإبعاد الحرب عنه».&
من جهة أخرى، تلفت المصادر إلى «خيبة أمل روسية من سير الأمور ببطء خلافًا للتوقعات»، موضحة أن روسيا حصلت على وعود من حلفائها بأن يحققوا إنجازات بشكل أسرع، بحسب التقديرات، التي سبقت التدخل الروسي.&
تضيف: «على الرغم من نحو 1500 قتيل و5000 جريح من عناصر إيران وحزب الله، إلا أن التقدم الميداني اتسم بالبطء، بما يخالف التقديرات التي قدمت إلى روسيا بأن الدعم الجوي سيسهل عمل القوات على الأرض». وترجع المصادر أسباب الإخفاق العسكري وعدم تحقيق الإنجازات الميدانية في ساحات القتال إلى «الخلافات العميقة وعدم التعاون بين القيادات العسكرية لحلفاء روسيا في سوريا».
أزمة المهاجرين
في سياق متصل، تؤكد مصادر أوروبية لـ «إيلاف» أن استمرار الحرب السورية يؤدي إلى استمرار تدفق اللاجئين إلى أوروبا، وأيضًا استمرار استهداف داعش والحركات الإسلامية المتطرفة لأهداف أوروبية.&
وتوضح المصادر أن "الاستخبارات الأوروبية بدأت ترصد أخيرًا محاولات إيرانية للتقرب من تركيا، ومحاولة التنسيق بشأن الأزمة السورية، وخاصة أن البلدين يخشيان من استقلال الأكراد أو منحهم دولة في سوريا، الأمر الذي لا تعارضه روسيا، بل تحبذه".
وتختم بالإشارة إلى أن روسيا تسعى إلى حل الأزمة السورية، لكنها أخطأت في اختيار حلفائها، «فكلما أخفق هؤلاء الحلفاء، تعزز الشعور الروسي بخيبة الأمل، وتعمقت الأزمة السورية، وأصبح الحل بعيد المنال».&
التعليقات