الرباط: خلق قرار إعفاء محمد حصاد وزير التربية الوطنية و التكوين المهني والتعليم العالي و البحث العلمي للمدير الإقليمي للقطاع بمدينة تنغير (جنوب المغرب) جدلا قويا داخل أوساط المواقع الإجتماعية. 

وكان الوزير حصاد قد أعفى خالد فتاح المدير الإقليمي لمدينة تنغير من مهامه، الخميس 24 أغسطس، عقب انتشار فيديو على مواقع التواصل الإجتماعي يظهر مدرسة فرعية بقرية النتكقة لم تتم صباغتها. 

وكان فتاح قد عين منذ سنتين تقريبا في هذا المنصب، وخلق قرار إعفائه جدلا في أوساط رجال ونساء التعليم، الذين عبروا عن استنكارهم لهذا القرار، علما أن العديد من المدارس بربوع المملكة لم تتم صباغتها كذلك، دون أن يتخذ أي إجراء في حق المسؤولين عنها في مختلف المناطق. 

وجاء قرار الإعفاء كذلك بعد أيام من الزيارة التي قام بها الوزير حصاد لمديرية إقليم زاكورة التابعة لجهة درعة تافيلالت، والتي قرر على إثرها إعفاء مديري مؤسستين تعليميتين بسبب وضعهما الذي أغضب الوزير.

ونشر نشطاء عشرات المؤسسات التعليمية بمختلف الأكاديميات التي لم تخضع للصباغة، متساءلين عن أسباب عدم اتخاذ إجراءات مماثلة في حق مدرائها. 

وفي اتصال بالمدير الإقليمي المعفى من مهامه، أكد هذا الأخير لـ "إيلاف المغرب" أن قرار إعفائه جاء بسبب عدم صباغة إحدى المدارس الفرعية بإحدى القرى، لكنه رفض الإدلاء بأي تصريح حول قرار الإعفاء. 

من جهته، قال أحمد عصيد الكاتب و الناشط الحقوقي لـ "إيلاف المغرب" في تعليقه على قرار الإعفاء" إن هذا الأسلوب لا يستجيب للإصلاحات و المعايير التي وضعتها الوزارة الوصية من أجل تحسين صورة المؤسسات التعليمية ببلادنا"، مشيرا إلى أن الطريقة التي اعتمدها الوزير حصاد في إعفائه لمدير إقليمي تظهر هؤلاء المعفيين كما لو كانوا أكباش فداء وحسب. 

و تأسف عصيد لكون برنامج تأهيل المدارس للموسم الدراسي المقبل، وهو البرنامج الذي تم تسويقه من قبل الوزارة تم تحريفه، حيث ليس المطلوب هو صباغة المدارس و تحسين مظهرها من الخارج، و إنما ينبغي تأهيلها بالمعدات الضرورية للتحصيل الدراسي الجيد و تأهيل أطرها التعليمية. 

وأضاف عصيد أنه ليس المطلوب هو معاقبة هذا أو ذاك، بل تأهيل لجان مختصة تقوم بزيارت ميدانية و تنجز تقارير مدققة من أجل الوقوف على المشاكل الحقيقة و الإختلالات التي يعاني منها سلك التعليم.