محمد حسين

كم كانت مؤلمة و«كابوسية»، مشاهد دماء وأشلاء الضحايا، فى حادثتى تفجير الكنيستين بطنطا والاسكندرية، وكم كانت ـ ومازالت ـ صعبة ومريرة مشاعر حزن وغضب المصريين، ولكن ما يمنح العزاء والصبر، هو تلك الحقائق الراسخة التى تقاوم الموت وارادات الشر.

الحقائق كثيرة، وتأتى فى المقدمة والاهمية حقيقة «خالدة»، من صناعة التاريخ الطويل والجغرافيا الثابتة، وهى تعبر بصدق عن جوهر مصر،، هذه الحقيقة تقول أن الخطر يوحد المصريين، ويكشف عن صلابة عميقة، وقدرة فائقة على التحدى والمواجهة، وشجاعة اصيلة تهزم الخوف والخطر، على قلب وطن واحد ومصير واحد.

هذه الحقيقة «الحافظة» حصنت مصر ضد امراض قاتلة، وضمنت لها البقاء، لذلك لا يمكن بأى حال من الأحوال، أن تنجح المكاره وحوادث الغدر والإرهاب، فى كسر مصر، وفى هتك نسيجها الإنسانى العريق.

لكن هناك واجب الوقت، الذى علينا أن نقوم به، فالحقائق لا تغنى عن ضرورة الانتباه والحذر، ولا عن أهمية الحساب والمساءلة، لمن يقصرون فى اداء واجبهم، حتى لا يجد الارهاب فرصة فى تحقيق اهدافه.

حمى الله مصر والمصريين

> فى الختام.. تقول زوجة أحد ضحايا كنيسة الإسكندرية:«إنا مش زعلانة من القاتل وربنا يسامحه».