3

غزا الجيش التركي عفرين . افراد وضباط الجيش التركي كانوا يسيرون وهم جالسون في مركباتهم العسكرية .

الجيش الحر اي جيش المعارضة السورية الاخوانية كانوا يسيرون مشيا على الاقدام بجانب تلك الآليات يخدمون و يحرسون اسيادهم ويقدمون لهم القهوة والشاي وينظفون الآليات من الداخل وهم بكامل لباس وعتاد المعركة .

اول معركة دخلتها جحافل الجيش الحر كانت قنن الدواجن او بيوت الدجاج والطيور المنزلية حسب بعض اللهجات .

نقلت الشاشات وبالبث المباشر كيف ان مفارز جنود الجيش الحر كانوا يهرولون خلف الدواجن وينقضون عليها بكل وحشية يكادون ان يلتهمونها وهي نيئة بين صياح الديكة وهلع الدجاج وهي تحاول ان تطير هربا في مشاهد تقطع القلوب .

قد يظن البعض ان وصفي لتلك المشاهد هو من باب التشفي او الشماتة واحب ان اؤكد لكم ان ماورد اعلاه اقل بكثير لما شاهدناه لان امكاناتي محدودة جدا من ناحية اللغة الادبية . 

حسب المعلومات التي تسربت بعد المعارك تبين ان الجيش الحر ذبح الدواجن بالسكين اي الذبح الحلال كما تقتضيه الشريعة وليس بالسيف وامام الملأ على الطريقة الداعشية بالصوت والصورة .

وقد تقاسم المؤمنون غنائم حرب الدجاج بالعدل فيما بينهم وقاموا بشوي الدواجن على الحطب وليس الحرق داخل الاقفاص كما فعلت داعش مع الطيار الاردني الشهيد .

بعد انتهاء معارك الغزو التركي ووصوله الى البلدات والمدن تفرغ الجيش الحر الى الاستمرار في النضال حيث بدأ بالتعفيش وسرقة الدراجات والموتوسيلات والجرارات والسيارات و ايضاعلى الشاشات او بالنقل عبر الهواتف النقالة موثقة و بكل التفاصيل كما شاهدها الجميع .

لاحقا وبعد استتباب الامور بيد المحتل التركي ووقوف المعارك تم طرد معظم القرويين من المدنيين العزل من منازلهم على دفعات ليسكنها الهاربون من معارك الغوطة الشرقية الذين انتقلوا بالباصات المكيفة من دمشق الى عفرين بعد ان سلم الجيش الحر هناك الغوطة الى القوات الروسية والمواطنين السوريين الجدد اي الايرانيين . 

وماذا عن فصائل الشرطة الدينية من الجيش الحر ؟

شهدنا على الشاشات جىند الجهاد الاخواني وهم يحققون مع المدنيين العزل ومعظمهم من العجزة والمرضى الذين لم يكن في امكانهم الهروب .

الشرطة الدينية بدأت بامتحان السكان في تعاليم الديانة الاسلامية للتأكد من انهم يقيمون الصلاة وانهم مسلمون .

ربما كانوا يبحثون عن الايزديين والمسيحيين كما فعل اخوتهم في العقيدة من الداعشيين في العراق . 

سأل مناضلوا الجيش الحر هؤلاء المساكين الاميين والعجزة عن عدد الركعات في صلاة الفجر او الظهر او العصر وووو .....ولكن معظمهم لم يعرفوا الجواب اما بسبب جهلهم باللغة العربية او لعدم معرفتهم بحيثيات الواجبات الدينية او انهم لم يكونوا ممن يقيمون الصلاة كما هو الحال لدى الملايين من المسلمين في بقية ارجاء العالم الذين يؤمنون بان الله غفور رحيم .

ليس من الغريب ان نجد الاميين و العجزة الكرد يصلون خمس ركعات او اكثر ثلاث او سبع مرات في اليوم بمنطق كلما زادت الركعات كثر الثواب .

سألوا ايضا عن النص المتعلق بشهادة لا اله الا الله ... والبعض منهم لم يتمكنوا من نطقها بالشكل الصحيح وبذلك اعتبرهم الجيش الحر انهم من المشركين وقد تعرضوا الى العنف والاهانة و الاذلال.

كل ما ورد اعلاه شاهدناها جميعا على الشاشات .

الغالبية العظمى من السكان سقطوا في تلك الامتحانات الدينية التي قام بها الجيش الحر وتم اعتبارهم كفارا ولذلك اصبح يحق لجيش الفاتحين ان يستولوا على بيوتهم واموالهم باعتبارها غنائم حرب .

ولكن وفي الواقع هذا هو حال المسلمين الذين لايجيدون اللغة العربية في انحاء عديدة من العالم ولكنهم مسلمون و مؤمنون عملا بعقيدة انما الاعمال بالنيات طبعا .

استيقظ التحالف ومعه كل العالم مذهولا امام افعال الجيش الحر في عفرين لاسيما في مجال تبديل الديمغرافية السكانية بكل همجية بالاضافة الى التطرف في الدين والعقيدة واستهتارهم بكل القيم الانسانية في تعاملهم مع السكان المدنيين لا سيما العجزة والنساء والاطفال .

هنا تبدل كل شيء وبدأت عقارب الساعة تتجه الى الوراء وهذا ما سنراه في الحديث القادم .

بنكي حاجو 

كاتب كردي