لفت نظري وانا أقرأ بعض المواد عن العلمانية، هذا التعريف لكاتب إسلامي، يحاول الكاتب علي مقبل من خلاله، اظهار الحادية المفهوم. حيث الدنيوية، مرادف للالحاد. هذه التوليفة في فهم العلمانية، هي لابقاء الإسلام أساسا للتربية والأخلاق، وشؤون الدولة والقوانين والدسترة أيضا. هل نتجنى اذا قلنا ان ميزة " نظامنا الإسلامي" تدخلية بشكل صارخ في حياة الدولة والمجتمع. قولبة الحرية إسلاميا. لا يترك هؤلاء الإسلاميين أية رحابة لا اجتماعية ولا فردية، فيالتعاطي مع الآخر، وهذا الآخر الواقع عليه هذا التقييد المنهجي هو المسلم نفسه بالدرجة الأولى، قبل الاخر من اديان اخرى. يقول تعريف" لفظ العلمانية ترجمة خاطئة لكلمة (Secularism) في الإنجليزية أو (Secularite)بالفرنسية. وهي كلمة لا صلة لها بلفظ (العلم) على الإطلاق ولا حتى مشتقاته. والعلم في اللغة الإنجليزية والفرنسية معناه (Science) والمذهب العلمي نطلق عليه كلمة (Scientism) والترجمة الصحيحة لكلمة (Secularism)هي "اللادينية" أو "الدنيوية" وتتضح الترجمة الصحيحة من التعريف الذي تورده المعاجم ودوائر المعارف الأجنبية للكلمة،فدائر المعارف البريطانية تقول وفي مادة (Secularism)هي: "حركة اجتماعية تهدف إلى صرف الناس وتوجيههم من الاهتمام بالآخرة إلى الاهتمام بهذه الدنيا وحدها". يقول معجم إكسفورد "الرأي الذي يقول أنه لا ينبغي أن يكون الدين أساساً للأخلاق والتربية". 
ما يقوله الكاتب عن تعريف العلمانية، انها الدنيوية واللادينية، صحيح تماما. لكنها لا تعني الالحاد مطلقا. لان اللادينية في تسيير أمور الناس، وتربيتهم واخلاقهم، وقوننةحياتهم بالتوافق فيما بينهم، لا تعني الحادا. في كل لغات الأرض، لا يوجد تطابق بين مفهوم الملحد واللاديني. 
الملحد هو الذي لا يؤمن بوجود الله، الله بكل الأديان وليس فقط في الدين الإسلامي . اللاديني باختصار هو الدنيوي. كما كتبت أعلاه. أي هو الذي يؤمن ان سؤون الدنيا للدنيا،وشؤون الآخر للآخرة. لا يجب التلاعب على هذا الفصل عند الدنيوي او الاديني. لهذا اميل الى الاستعاضة عن مفهوم العلمانية بمفهوم الدنيوية. اقله في الحقل المفهومي "العربي- الإسلامي".
اللاديني يمكن ان يكون متدين مع الله ودنيوي تماما مع الحياة والناس، وما تتطلبه سنن الحياة نفسها. اما الملحد فهو ليس مع الله ولا بأي حال، لا فرديا ولا مجتمعيا. لهذا تميل بعض الآراء كي ترى في الالحاد دينا. 
godless، Atheist، هذا الالحاد، وان تقاطع مع Non-religious اللاديني. في تسيير شؤون العامة، إلا أنه لا يتقاطع معه في علاقة اللاديني الفردية مع الله. اللادينيةتستوعب العلاقة الدينية بين الفرد وبين الله. اما الالحاد فلايستغرق ابدا هذه العلاقة الفردية، لانها مرفوضة بالنسبة له وجوديا. هنالك من يساوي بين مفهوم اللاديني وبين مفومالالحاد، ومطابقة مفهومية.
الا انه في الحقل الاسلامي العربي، يراد له المطابقة، لانهيستغرق تماما مفهوم الدنيوية. المرفوض إسلاميا. " إستناداإلى كتاب ثقافة اللادينية للمؤلفين كابورالي Rocco Caporale و جروميلي Antonio Grumelli التي طبعت في عام 1971 فإن اللاديني هو شخص لايملك إيمانا بوجود الخالق الأعظم و في نفس الوقت لايملك قناعة بعدم وجود الخالق الأعظم بمعنى آخر انها مرحلة وسطية بين الأيمان و الإلحاد وهناك البعض ممن يعرف اللادينية كإلحاد ضعيف"*. واللادينية ضمن هذا الفهم تختلف عن المفهوم التقليدي للإلحاد الذي يتخذ من قضية إنكار وجود الخالق منطلقا وركيزة أساسية، إذ تقدم اللادينية تصورا أكثر شمولا واتساعا للدين، فلا تختزل الدين بمجرد إلهية وإنما تطرح الإلهية باعتبارها جزءا صغيرا من منظومة فكرية واسعة، ومن هذا المنطلق فإن كل ملحد هو لاديني ولكن اللاديني ليس ملحدا بالضرورة بل تحمل اللادينية أطيافا متعددة لفهم الإلهية من الإنكار الكامل لها مرورا باللاأدريةأو عدم الاكتراث أصلا بوجود إله وانتهاء بإيمان خاص بوجود إله وفق فهم محدود لعلاقته بالانسان. 
* موقع المعرفة.
***
وفقا لهذه المقدمة المختصرة، يمكننا القول ان " العلمانية" او الدنيوية، ليست اتجاه سياسي. في نشاتها الغربية. بل هي حاضن معرفي وفلسفي لكل التيارات الأيديولوجية والسياسية الموجودة في مجتمع معين، هنا وبالذات. انه مجتمع الثورة الصناعية وما تبعها من ثورات اجتماعية وإنسانية . هذه الحاضنة تتعلق بتسيير أمور الناس في هذه المجتمعات المعينة. اتهامها بالكفر والالحاد إسلاميا، هو عبارة عن دفاع سلفي اصولي لا يقيم وزنا للحياة ومقتضياتها تجاه نصه، وعقائده. حيث هذا النص مفتاح لكل شيء. الإسلامي يردد عبارة" هذه سنة الحياة" عندما يتحدث عن الموت، بشكل أساسي. هنا الطامة الكبرى، انه لا يرى من سنن الحياة إلا سنة الموت. لكن ليس من سنن الحياة ان تكون المرأة حرة وسيدة نفسها في كل شيء. كما الرجل تماما. رغم ان سنن البشرية الآن تقول ذلك، سنة الحياة نفسها تقول ذلك في كل صبح وليل.
صبح حيث تستيقظ المرأة للعلم والعمل، تماما كما يستيقظ الرجل. على بساطة سنن الحياة نفسها. ليس من سنن الحياة ان ترى وتشارك البشر في كتابة قوانين من وحي حياتها، ومن وحي المعاش هنا وفي هذه اللحظة في تطلعها نحو المستقبل. من تفاصيل اجتماعها في مجتمعات ودول. حتى في تجمعات دولية. لكن ليس كل مسلم لا يؤمن بالدنيوية في تسيير شؤون حياته، اذا كان الداعية الإسلامي لا يؤمن بذلك. هذا السجال المفهومي مع الداعية الإسلامي، هو نتاج وضع راهن سلطوي، هو نتاج سياسي لان السياسة هي الحاكم الفعلي للعلماني والإسلامي في البلدان الإسلامية. هنالك مفهوم خلف ذلك للسياسة، خلف هذا السجال الذي في جانب مهم منه، يبتعد عن حقيقة ما يجري في دولنا هذه. إنها السلطة ياسادة وللحديث بقية عن العلمانية السورية. انها سياسة الحكم الفردي وما فوقها من نسق دولي حام لها.