إحتواء دمشق وتنسيق التعامل مع إدارة أوباما والحوار الفلسطيني
مبارك والملك عبد الله يبحثان في جدة سبل إعادة ترتيب المشهد الإقليمي
ويجري مبرك والعاهل السعودي لقاء قمة يناقش مجمل التطورات الأخيرة في المنطقة، وقالت مصادر دبلوماسية في القاهرة إن محادثات الرئيس المصري والعاهل السعودي تبحث عدداً من الملفات السياسية، تتصدرها مسارات التسوية والحوار الفلسطيني، فضلاً عن التحرك العربي للتعامل مع خطابي الرئيس الأميركي باراك أوباما في جامعة القاهرة، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي ألقاه مؤخراً في جامعة quot;بار إيلانquot; الإسرائيلية مؤخراً. وتواترت لقاءات القمة السعودية ـ المصرية على نحو واضح خلال العامين الأخيرين، إذ وصلت إلى ثماني قمم 5 منها في العام 2008 وثلاث في 2009.
وأشارت المصادر إلى أن القمة السعودية ـ المصرية في جدة تتناول عددا من الملفات السياسية أبرزها تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط ومسارات التسوية والحوار الفلسطيني وطبيعة التحرك العربي للتعامل مع خطاب بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الأخير، بالإضافة إلى سبل تعزيز العلاقات الإستراتيجية بين الرياض والقاهرة. وأوضحت المصادر أن ملف عملية السلام هو العنوان الأبرز على مائدة القمة، لاسيما في مواجهة الخطاب السياسي المتشدد الذي طرحه رئيس الوزراء الإسرائيلي مؤخراً، والتداعيات السياسية الجارية في إيران، ومدى انعكاساتها الإقليمية المحتملة، وغير ذلك من القضايا المطروحة على الساحة الإقليمية.
كما أشارت المصادر إلى أن زيارة الرئيس مبارك ستكون فرصة لتبادل وجهات النظر حيال تعزيز العمل العربي المشترك والتعامل مع الأفكار السياسية التي طرحتها الإدارة الأميركية الجديدة حيال قضايا المنطقة، وأضافت أيضاً أن الجانبين سيؤكدان على ضرورة إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وإقامة الدولة المستقلة وتفعيل مبادرة السلام العربية ووضعها موضع التنفيذ على أرض الواقع السياسي في المنطقة.
تنسيق إقليمي
وظل التنسيق الإقليمي على مستوى القمة بين مصر والسعودية وسورية، سمة من سمات السياسة العربية الإقليمية خلال الآونة الأخيرة، خاصة حيال ما يتعلق بالأوضاع والتطورات ذات الامتدادات الخارجية، باعتبار أن الدول الثلاث أكبر القوى المؤثرة على الساحةrlm;، واستمر الأمر على هذه الوتيرة لسنوات، حتى اعتبر المراقبون أن القرار العربي أصبح قراراً ثلاثيا quot;مصرياً ـ سعودياً ـ سورياًquot;، وفق تقديرات المراقبين للشؤون السياسية الإقليمية.
وفي هذا السياق أيضاً فقد علمت (إيلاف) من مصادر دبلوماسية عربية تقيم بالقاهرة أن مصر تسعى بالتنسيق مع السعودية إلى تخفيف الضغوط الغربية عموماً والأميركية خاصة على سورية، موضحة أن التفاهم بين الرياض والقاهرة في هذا الشأن ليس وليد اللحظة، بل تبلور في ضوء اتصالات ومحادثات منذ مدة، وتصاعدت وتيرتها مع تصاعد الأحداث السياسية في لبنان خلال العامين الماضيين، كما سبق أن أعرب الرئيس المصري مراراً عن مخاوفه حيال احتمالات التدخلات الإيراني على خط القضايا الإقليمية عموماً والعربية خصوصاً، وهو الخيار الذي لن تقف معه قوتان إقليميتان هما أبرز اللاعبين على الساحة مثل مصر والسعودية مكتوفتي الأيديquot;، وفقاً لمصادر (إيلاف) في القاهرة.
غير أن مراقبين يرون أن سورية بارتمائها في أحضان إيران تماماً، وتشجيع الفصائل الفلسطينية الراديكالية ضد السلطة الفلسطينية ورئيسها، وغير ذلك من المواقف التي لم تنسق فيها سورية مع كل من حليفتيها مصر والسعودية، فإنها بذلك تكون قد خرجت من التحالف التقليدي الذي ظل يربط العواصم الثلاث على مدى أعوام مضت، لكن مع ذلك تسعى القيادتان المصرية والسعودية إلى احتواء دمشق عربياً، خاصة في ظل التصعيد الدولي المتنامي ضد سياسات طهران واحتمالات أن تتطور الأمور معها لحد المواجهة العسكرية في حال استمرت الأمور تتجه نحو التصعيد والمواجهة على هذا النحو المطرد مؤخراً
وفي هذا السياق ذاته فقد ذكرت مصادر دبلوماسية في القاهرة أن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل سيجري محادثات منفصلة مع نظيره المصري أحمد أبو الغيط، تتعلق بالتطورات على الساحتين الإقليمية والعربية، وترتيبات التحرك الدبلوماسي على الساحتين الإقليمية والدولية.
نبيل شرف الدين من: وصل الرئيس المصري محمد حسني مبارك الى مدينة جدة اليوم في زيارة رسمية الى المملكة العربية السعودية يلتقي خلالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وكان في مقدمة مستقبلي الرئيس مبارك بمطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة الملك عبد الله بن عبد العزيز والنائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز وعدد من كبار المسؤولين السعوديين اضافة الى السفير المصري لدى المملكة محمود محمد عوف.
التعليقات