إعتصم عدد من الفنانين ومحبي فيروز تضامنًا معها وتأكيدًا على حقِّها في الغناء، دون التَّطرق إلى حقوق ورثة الراحل منصور الرحباني الفكريَّة والماديَّة، وبحضور يمكن وصفه بالخجول، أمام عظمة فيروز وتاريخها الفني، وفي ظل غياب الكثير من كبار الفن اللبناني.

بيروت: على أصداء صوت فيروز الصادح من مكبِّرات الصَّوت الَّتي ردَّدت أغانيها الَّتي دأب اللبنانيون والعرب على سماعها صباح كل يوم مع فنجان القهوة، أو في السيَّارة، ووسط حضور فني وإعلامي وجماهيري أتى من مختلف المناطق اللبنانيَّة ومن سوريا، ومصر،والعراق، بدأ الإعتصام التضامني مع السيِّدة فيروز على خلفيَّة الخلاف القائم مع أبناء وورثة الراحل منصور الرحباني على العائد المالي الذي يحقُّ لهم من خلال أداء وإحياء فيروز لفن الأخوين الرحباني، في حين يرى الفيروزيون ومؤيدوا رمز الفن اللبناني الأصيل، أنَّ فيروز فوق الخلافات الماديَّة الَّتي يجب أن تحل ضمن العائلة الواحدة، علمًا أنَّ عائلة الرحباني تعتبر من أكبر العائلات الفنيَّة في لبنان، والَّتي أغنت المكتبة الفنيَّة اللبنانيًّة والعربيَّة بالعديد من الأعمال المعبِّرة عن هوية وتاريخ وتراث لبنان، مشددين على وجوب عدم خروجها إلى العلن، لأنَّها تصغِّر من قيمة لبنان، ومن قيمة رموزه الفنيَّة.

وشارك عدد من الفنانين والإعلاميين اللبنانيين ومحبي فيروز بالإعتصام الذي دعا إليه تجمع يطلق على نفسه إسم quot;فيروزيونquot; نهار الإثنين الماضي قبالة المتحف في بيروت، تأكيدًا على حقِّهم في سماع فيروز، وحقَّها في الغناء ساعة ووقت ما أرادت ذلك، في حين غاب العديد من مثقفي وفناني لبنان، كما كان الحضور قليلاً نسبةً للمحبة الخاصَّة الَّتي تمتلكها فيروز في قلوب اللبنانيين، ورفض معظم الموجودين التَّعليق على حق أبناء منصور القانون والمادي من إحياء فيروز لأعمال والدهم وعمِّهم عاصي، بإعتبارهم ورثة قانونيين لتلك الأعمال مناصفةً مع فيروز ومع اولادها ريما وزياد - الذي غاب عن الإعتصام وعن التَّصاريح الأخيرة حول هذه القضيَّة - وشدَّد الجميع على القيمة الفنيَّة لفيروز وعلى حقِّها المعنوي في الغناء، على إعتبار أنَّها رمز من رموز لبنان، وتعبِّر عن هويته وتاريخه، وفي ظل غياب الياس الرحباني الشقيق الأصغر لعاصي ومنصور، وكبير العائلة بعد رحيلهم.

ريما الرحباني: لن أقول شيئًا جئت لأسمع صوت فيروز
إلى ذلك، أكَّدت ريما الرحباني إبنة فيروز أنَّ لا علم لها كم سيدوم هذا الإعتصام فهي مدعوة إليه كباقي الموجودين رافضةً الرد على أي سؤال مكتفيةً بالقول إنَها اتت لسماع صوت فيروز وليس للرد على أحد.

جوليا بطرس: لسنا خائفين على فيروز، فلا أحد يستطيع إيقافها
وفي حديث لـquot;إيلافquot; أكَّدت الفنانة جوليا بطرس، أنَّها كلبنانيًّة ليست خائفة على فيروز، وأنَّها quot;تعتصم للتأكيد على أن فيروز هي مثل الماء، والحرية، والحق، والحقيقة، ولا يمكن لأحد أن يوقفها، فهي رمز ولا يمكن وصفهاquot;، رافضةً التعليق على الخلاف القانوني القائم بينها وبين ورثة منصور الرحباني.

إلهام شاهين: على الماديات ألا تتحكم بفيروز، فهي أكبر من ذلك
وإلى ذلك، أشارت الممثلة المصريَّة إلهام شاهين، إلى أنَّ quot;الماديات لا يجب أن تتحكم بالحياة، وأنَّ فن فيروز وقيمتها اكبر من كل الأموال، فهي رمز للفن المحترم والأصيل، ولها قيمة وتاريخquot;، وأضافت: quot;لا يجوز محي كل هذا التاريخ بسب خلاف على الماديات، ونتنمنى أنّْ يحترموا الفن الأصيل، وأخطاء فيروز لا يجب التَّعليق عليها في حال وجدتquot;

نضال الأحمديَّة : لا أفهم ماذا يريد هؤلاء الأولاد
وفي سياق متصل، أكَّدت الإعلاميَّة نضال الأحمديَّة، أنَّ quot;هذا الإعتصام هو انتصار على الكذب، وعلى الإغتصاب الحاصل لحقوق واحدة من أهم النساء في العالمquot; وقالت: quot;لا أفهم ماذا يرد هؤلاء الأولادquot;.

وحول حقوق ورثة الراحل منصور الماديَّة، أشارت إلى أنَّ quot;حقوقهم يأخذونها من الساسيم، ولكن إذا أرداوا إختراع قانون جديد، وفتح دكان جديد فوق القانون فهذا موضوع آخرquot;، وعن وجود غدي الرحباني ضمن أعضاء الساسيم، وعلى الرغم من ذلك لم يحصلوا على حقوقهم الفكريَّة والماديَّة، ردَّت: quot;كلَّهم أعضاء في الساسيم، فليستقيلوا ليحصولوا على حقوقهمquot;.

كلوديا مرشيليان: فيروز أكبر من المشاكل
أمَّا الكاتبة والممثلة كلوديا مرشيليان، فتقول: quot;فيروز فوق الكل ويحق لها أن تغني ساعةتشاء، ووقتما ارادت ذلك، أمَّا الشؤون القانونيَّة والماليَّة فلا تعنيني وأنا كمواطنة أريد فيروز أن تغني، بغض النظر عن المشاكل الَّتي هي أكبر منها.

رولا حمادة : انا معنية بذاكرتي وتاريخي ولا دخل لي بالحقوق الماديَّة
أمَّا الممثلة رولا حمادة فقالت: quot; لا دخل لي بالعائد المالي وحقوق الورثة، نحنا نريد سماع فن فيروز وصوتها، فأنا معنية بذاكرتي، وتاريخي، وفني، واحساسي، أنا أقف مع الفن ومع فيروز الَّتي أوصلتنا للعالميَّةquot;.

زياد برجي : لو كان الأستاذ منصور على قيد الحياة ما كان ليحصل كل هذا
أمَّا الفنان زياد برجي فقال: quot;أتيت مباشرة من تونس للمشاركة في الإعتصام وأنا أسمع أصداء كلمة quot;يا عيب الشوم عليكن يا لبنانييquot;، وأضاف: quot;مهما كان موضوع الخلاف والسبب وراءه، إلاَّ أنَّ فيروز غير خاضعة له، لأنَّها رمزنا، وعرضنا، وشرفنا الوطني، ولو كانت على خطأ لا يجوز أنّْ نحقِّرها وأن نسيء إليها.

وردًا على سؤال حول حقوق ورثة منصور وأنَّ الراحل هو أيضًا من رموز لبنان وعلى حقوقه أنّْ لا تهدر، قال: quot; الأمر سيان وفي حال تمَّت الإساءة إلى منصور أو إلى أي رمز من رموز لبنان كنَّا سنرد بنفس الطريقة، نحن مستعدون لأنّْ ندفع ضريبة عن فيروز وعن الفنانين الكبارquot;، مضيفًا: quot; لو كان الأستاذ منصور مازال على قيد الحياة، ما كان ليحصل كل هذاquot;.

رولا سعد : اتركوا لنا فيروز وحلُّوا مشاكلكم مع بعضكم
إلى ذلك، أكَّدت الفنانة رولا سعد أنَّ فيروز رمز للبنان مثل وديع الصافي واللشحرورة، مطالبةً بتركها لجمهورها ومحبيها وداعيةً إلى حل المشاكل في ما بينهم.

كارول عبود: لا يمكن لأحد أن يُسكت فيروز
أما الممثلة كارول عبود فقالت: quot;يجب أن نفهم أنَّ هناك عملية تزوير للتاريخ الفني، وكتابة تاريخ فني جديد ويجب وضع حد لذلك، فأنا لست هنا لعدم إسكات فيروز، فيروز لا يمكن لأحد أن يسكتهاquot;

باميلا الكك: كلمة عيب تختصر كل الموقف
أمَّا الممثلة الشابة باميلا الكك، أكَّدت أنَّ: quot;كلمة عيب قليلة على الوضع المتواجدين فيه، نحن نحب فيروز ونحن خلفها والعالم كله معها، كلمة عيب أصبحت صغيرة ففيروز رمز وهوية لبنان الَّتي نتشرَّف فيهاquot;.

جو رعد: فيروز تستحق أكثر من هكذا تكريم
إلى ذلك، أكَّد المصمم جو رعد أنَّ السيِّدة فيروز هي رمز وصباح ومساء وجمال لبنان، فيروز للكل وكلنا معك يا فيروز ونحن لك، أنت لبناننا ولا تستحقين ما يحدث لك، فانت تستحقين كل التكريم عن فنك وتاريخك.

أمَّا الفيروزيون فيقولون أنَّهم مستعدون للبقاء حتَّى عودة فيروز إلى الغناء وحقوقهم الماديَّة فليحلوها بين بعضهم، نحن نريد من فيروز أن تغني وأن نسمع صوتها، وقالوا نحن مستعدون للبقاء لأنَّ اعتصامنا لديه قضيَّة ويجمع اللبنانيين من جميع الطوائف.

وعن اتهامهم بالهوس لفيروز ولو أنَّها على خطأ، فأشاروا إلى أنَّ فيروز لا تمس وهي فوق القانون، والحقوق الماديَّة تأخذ بالتفاهم والحوار بين بعضهم، وقالوا نحن نريد صوت فيروز، نحن نريد تراثنا، وروحنا، وتاريخنا، وحضارتنا، وهويتنا.