طرح رئيس القائمة العراقية اياد علاوي على العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز مبادرة لتحقيق quot;مصالحة وطنية لا تستثني أي طرف عراقيquot; مقابل موافقته على حكومة برئاسة نوري المالكي. واكدت مصادر ايلاف ان المبادرة ،التي تحظى بدعم مصري، من شأنها أن تنقذ الوضع على الساحة العراقية وبالتالي الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية.

اسامة مهدي من لندن سلطان عبدالله من الرياض:علمت quot;إيلافquot; من مصادر دبلوماسية في العاصمة السعودية الرياض أن رئيس القائمة العراقية اياد علاوي بحث مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الأوضاع السياسية الراهنة، كما أطلعه على تفاصيل مبادرة لتحقيق quot;مصالحة وطنية لا تستثني أي طرف عراقيquot; مقابل موافقته على حكومة برئاسة نوري المالكي وبمشاركة القائمة العراقية ومساهمتها quot;بشكل فعالquot; في اتخاذ القرارات.

وكان الملك عبدالله استقبل في الرياض مساء الاحد إياد علاوي والوفد المرافق له في حضور عدد من المسؤولين السعوديين في مقدمهم الأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة وجرى خلال الاستقبال استعراض الأوضاع الراهنة في العراق وفقا لوكالة الأنباء السعودية الرسمية.

وقالت المصادر لـquot;ايلافquot; دون أن تكشف أية تفاصيل أخرى أن المبادرة تحظى بدعم مصري quot; ومن شأنها أن تنقذ الوضع على الساحة العراقية وبالتالي الإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية خاصة وأنها لن تستثن أي طرف عراقي بل تشمل كل المكونات العراقية المشاركة في العملية السياسية وتحمل آليات إيجابية من شأنها قطع الطريق على أي طرف خارجي يسعى للتدخل في الشؤون الداخلية العراقيةquot;.

كما أشارت المصادر إلى أن اتصالات سعودية quot;مكثفةquot; مع كل من القاهرة ودمشق بدأت منذ مساء الاثنين الفائت بهدف مساعدة العراقيين على تشكيل حكومتهم وانتشال العراق من الوضع الذي يعيشه حاليا.

وفي اجتماع لقيادات القائمة العراقية في عمان الثلاثاء، اكد علاوي ان كتلته لن تتنازل عن مفهوم الشراكة في اتخاذ القرار السياسي وانهاء الطائفية السياسية كشرطين أساسين في تشكيل الحكومة المقبلة.

وقد تم خلال الاجتماع استعراض الحوارات التي اجرتها القائمة مع القوى السياسية والاقليمية خلال الفترة السابقة، والخيارات المطروحة امامها لتشكيل الحكومة المقبلة وفق مبدأ الشراكة الوطنية.واضاف علاوي ان كتلته لن تتنازل عن مفهوم الشراكة في اتخاذ القرار السياسي وانهاء الطائفية السياسية كشرطين اساسين في تشكيل الحكومة القادمة، مشيراً الى ان العراقية لاتزال تنتظر الملاحظات التي من المفترض ان يقدمها رئيس الوزراء نوري المالكي الى ممثل الامم المتحدة لدى العراق، والى السفارة الاميركية في بغداد فيما يتعلق بمفهوم الشراكة الوطنية والصلاحيات.

واوضح انه بدون هذه الملاحظات لا يمكن التقدم في المفاوضات مع ائتلاف دولة القانون الذي يقوده المالكي.

وشدد علاوي على ان كتلة العراقية ترفض تهميش دولة القانون، وتؤكد ان الشراكة الحقيقية بمفهومها الاستراتيجي، تشمل القرارات الاساسية في المصالحة الوطنية، واخراج العراق من الطائفية السياسية، وبناء الدولة. مضيفاً انه لابد ان تمتلك كافة الاطياف العراقية القدرة على المشاركة في هذا صنع القرار.

من جانبه اكد القيادي في العراقية رئيس جبهة الحوار الوطني صالح المطلك ان الاداء الحكومي قاد الى تصدع العلاقات بين العراق ومحيطه، مشيرا الى ان العراق بحاجة الى النهوض من خلال مساعدة اشقائه واصدقائه للنهوض من كبوته بسرعة.

وكانعلاوي اكدفي تصريح خاص نشرته صحيفة quot;عكاظquot; الثلاثاء أهمية الدور الكبير الذي يضطلع به الملك عبدالله في ترسيخ المصالحات العربية والعمل على تحصين الأمة ومصالحها وتكريس الوفاق العربي، وسعيه الدائم لإحلال الاستقرار والأمن والسلام في المنطقة العربية.

وأفاد أن الملك عبدالله بن عبدالعزيز يعتبر زعيما سياسيا محنكا يحظى بالاحترام في الأوساط العربية والعالمية، مضيفاً أن لقاءه مع خادم الحرمين الشريفين الأحد كان إيجابيا للغاية ومثمرا، موضحا أنه تلمس خلال اللقاء حرصه الشديد على إنهاء معاناة الشعب العراقي.

واضاف quot;إن المملكة كانت من أوائل الدول التي ساعدت العراق في جميع الظروف التي مر بها، مؤكدا أن الملك عبدالله صاحب مبادرات، ورسالته هي السلام وخدمة الأمة والدفاع عن مصالحها، ويدعو دائما إلى نبذ الخلاف بين الدول العربية والتوحد لمواجهة أعداء الأمة.

وتابع قائلا quot;إن زيارتي للمملكة تأتي استكمالا لجولة عربية زرت خلالها مصر، بهدف إيجاد حلول للأزمة العراقيةquot;.

وكان علاوي وصل إلى المملكة الاحد، والتقى الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز وأطلعه على تفاصيل مبادرة للمصالحة الوطنية في العراق وعقبات تشكيل الحكومة.

وكان المالكي أكد في السادس من الجاري خلال زيارته لمصر أن التأثير الإقليمي في قضية تشكيل الحكومة المقبلة قلص الدور الوطني بدرجة كبيرة، مضيفاً أن بعض الكتل تستثمر علاقاتها الخارجية لطرح وجودها السياسي.

يشار إلى أن رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي سيتوجه إلى دمشق يوم الأربعاء، في أول زيارة يقوم بها إلى العاصمة السورية بعد أزمة دبلوماسية بين البلدين دامت أكثر عام.

وقال بيان لمكتب المالكي:quot;إن رئيس الوزراء يبدأ غدًا الأربعاء زيارة إلى الجمهورية العربية السورية الشقيقة يلتقي خلالها الرئيس بشار الأسد ورئيس الوزراء محمد ناجي العطريquot;.

كما أوضح البيان أنّ المالكي يعتزم أيضًاquot;القيام بزيارة عدد من الدول الشقيقة والصديقة تلبية لدعوات تلقاهاquot;.

وكان السفير العراقي في سوريا علاء حسين الجوادي استأنف قبل يومين مهامه في دمشق بعد أن تَمّ استدعاؤه إلى بغداد العام الماضي.

واتفق العراق وسوريا في ايلول- سبتمبر الماضي على إنهاء أزمة دبلوماسية بإعادة سفيري البلدين إلى مقر عملهما بعد أكثر من عام على استدعائهما، إثر توتر نجم عن موجة من التفجيرات هزت بغداد.

واندلعت الأزمة أواخر شهر آب- أغسطس 2009 بعد أن طالبت بغداد دمشق بتسليم شخصين تتهمهما بالوقوف وراء سلسلة التفجيرات التي أسفرت عن نحو مائة قتيل وأكثر من 600 جريح، لكن سوريا رفضت هذا الأمر. وتعبيرًا عن استيائها، أعلنت بغداد استدعاء سفيرها في دمشق الذي عينته في شباط- فبراير 2009، ما دفع دمشق إلى اتخاذ خطوة مماثلة.