توقّع القيادي في حزب الدعوة الإسلامية علي الأديب في حوار خاص مع إيلاف أن يستغرق تشكيل الحكومة أكثر من شهرين مقللاً من حظوظ أياد علاوي في تشكيلها، ونفى وجود نية الاندماج بين الائتلاف الوطني وائتلاف دولة القانون.

بغداد: توقّع القيادي الأبرز في حزب الدعوة الإسلامية علي الاديب أن الأيام القادمة ستكون صعبة وطويلة. ونفى في حوار خاص مع إيلاف وجود نية الاندماج بين الائتلاف الوطني وائتلاف دولة القانون قائلاً quot;لا وجود للاندماج لكننا نعمل على التحالف لتكوين اكبر كتلة برلمانيةquot;.

ويعتبر الاديب أبرز قيادي في حزب الدعوة، وأكثرهم خبرة طيلة فترة المعارضة والسنوات التي أعقبت الإطاحة بالنظام السابق. كما يمتلك دورًا بارزًا في الانفتاح على المناطق الغربية، من خلال زياراته للأهالي في محافظات صلاح الدين، ديالى، الانبار. وكان علي الاديب قد حصد اغلبية الأصوات في انتخابات آذار/ مارس 2010 في مسقط رأسه كربلاء.

- أين وصل إعلان التحالف بين دولة القانون والائتلاف الوطني؟ مسؤولون في دولة القانون يتحدثون عن اندماج بين الاثنين؟

الاندماج صعب، لكننا نعمل الآن على تحالف بين ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني لتشكيل الكتلة الاكبر في البرلمان.

- لماذا لا توجد مباحثات جدية لتشكيل الحكومة حتى الان؟

ربما لأنّ الكتل الفائزة انتظرت الاعلان النهائي لنتائج الانتخابات ونتائج الطعون، اضافة إلى موقف الدول المجاورة.

- هل يوجد احتمال تحالف بين دولة القانون والعراقية؟

كل شيء وارد في العملية السياسية، كل شيء ممكن.

- تناقل الإعلام خبر ترشيح دولة القانون لعلي الاديب، حسين الشهرستاني، حيدر العبادي لرئاسة الوزراء؟

لا صحة لذلك، الأمر لا يعدو كونه بالونًا إعلاميًّا.

- هل صحيح أن دولة القانون متمسك بترشيح نوري المالكي لدورة أخرى مقابل رفض الائتلاف الوطني لذلك؟

لم يكن هناك حديث صريح بهذا التوجه مع الائتلاف الوطني، فخلال الاجتماعات الاولية بين ائتلافنا والائتلاف الوطني لم يطرح الموضوع. اضافة الى ان ائتلاف دولة القانون لم يجتمع حتى الان. ولم يتم البت بموضوع التمسك بترشيح نوري المالكي لرئاسة الوزراء من عدمه.

- العراقيون مستاؤون لتوافد عدد من السياسيين على دول الجوار كإيران وقطر وغيرها، اذ يعتبرونه تدخلاً؟

ما يحدث دليل على ان الوضع في العراق ليس قويًّا، جزء من الإرادة العراقية مرهون بأوضاع إقليمية واميركية، والملاحظ ان قرارات تلك الدول تسير باتجاه الرضى الأميركي ويجب ألا ننسى ان الطائرات التي اسقطت النظام السابق انطلقت من اراضٍ عربية مجاورة، تلك الدول ربما تشعر انها جزء من القرار الذي صنع النظام الجديد في العراق. جزء كبير من الجهات السياسية تمت صناعتها في عواصم تلك البلدان خصوصًا، وانها حصلت على الدعم المادي القومي إذ إن جزء من الارادة السياسية العراقية مرهون بالمال السياسي الذي تموّلها به تلك الدول.

- هناك من يقول ان رئيس الحكومة تتم صناعته في ايران؟

لست بصدد الدفاع عن ايران لأنها تستطيع الدفاع عن نفسها وليست هذه مهمتي، لكن من خلال قراءتنا ومن خلال ما سمعناه من وجهات النظر الإيرانية، فإن إيران قلقة من الخطر الاميركي وتحاول ردعه عن بلادها. هناك قضايا عالقة بين ايران واميركا كالملف النووي وغيره، ايضًا هناك قلق ايراني من نظام حكم في العراق يتبع مخطط النظام السابق الذي ادخل العراق والمنطقة في حرب استمرت 8 سنوات خاسرة مع ايران. وعلى الرغم من الثقل الايراني الا ان إيران لم تستطع ان تفرض على الموجودين شخص رئيس الوزراء، والدليل اننا ما زلنا نجتمع ونبحث وندرس وضع آليات اختيار المرشحين لرئاسة الوزراء في الائتلاف الوطني ودولة القانون.

- ما هو تعليقك على زيارة وفد من ائتلاف العراقية الى إيران؟

طبعًا هناك تأثير للدول المجاورة والإقليمية ويبدو انه من الصعب تشكيل حكومة بدون التعاون الإقليمي وبدأت الكتل السياسية تدرك ذلك، وبدلاً من انتظار مبادرة الدول الإقليمية المعبرة عن قلقلها او ترحيبها بما يحدث في العراق فإن الكتل السياسية شرعت بإرسال وفود لتطمئن هذه الدولة او تلك.

-ما هي حظوظ آياد علاوي بتشكيل الحكومة؟

لا اعتقد ان حظوظه قوية، حتى لو افترضنا ان العراقية هي الكتلة الاكبر الا انها مع ذلك لن تتمكن من تشكيل الحكومة.

- لماذا؟

التجمع في العراقية يثير الريبة إذ إنّ هناك أشخاصًا يثيرون الريبة، فمثلا قد يميل الأكراد الى التعاون مع دولة القانون والائتلاف الوطني أكثر من ميلهم الى ائتلاف العراقية،لأنهم ربما يشعرون بطمأنينة أكثر من حيث الإيفاء بالتعهدات والوعود في زمن العسر واليسر.

- من هم الأشخاص الذين يثيرون الريبة؟ اسامة النجيفي مثلا؟

ليس اسامة النجيفي فقط، لكن هناك في تجمع العراقية ينتهجون نوعًا معينًا في التفكير. أشخاص معروفون بانتمائهم للنظام وأجهزة النظام السابق، يمتلكون العقلية والنهج نفسهما. والسؤال الأكبر هو نمط تجمع العراقية موال لمن؟ وفي أي عاصمة تشكلوا؟ هل يمكن بناء العراق بالعقلية القديمة؟ برجال يعتبرون امتدادًا للنظام القديم؟ كيف يمكن ذلك والعراق جرب الديمقراطية والنهج التعددي؟ صحيح ان التجربة لم تؤت اكلها بعد، لكني لا اظن ان العراقيين يقبلون بالعودة الى نهج النظام السابق.

- هناك كلام عن نفور الائتلاف الوطني من استيلاء حزب الدعوة على رئاسة الوزراء واحتكاره القرار الشيعي؟

على العكس هناك كلام عن سيطرة ووجود لأشخاص من حزب البعث في مكتب رئاسة الوزراء، هناك لوم وعتب. المرحلة السابقة شهدت سيطرة لأشخاص وليس لأحزاب، فاحيانًا يحجب الأشخاص الإرادة او القرار الحزبي. وأحيانًا يحتل الأشخاص وقعًا اكبر من الحزب. في العموم لم يكن لحزب الدعوة سيطرة في القرار السياسي في المرحلة السابقة.

- هناك كلام عن مرشح تسوية لرئاسة الوزراء ويتداول الإعلام أسماء مثل عادل عبد المهدي وباقر الزبيدي؟

أحيانًا نسمع مثل هذا الكلام- الأسماء المرشحة نوري المالكي وعادل عبد المهدي أحيانا يتم طرح اسم باقر الزبيدي- التيار الصدري أجرى استفتاءً وطرح مرشحًا، لكن الحقيقة ان هذا الأمر لم يتم تباحثه حتى الآن. ما نفعله في الائتلاف الوطني وائتلاف دولة القانون هو وضع آلية لترشيح رئيس الوزراء ووضع ضوابط لالتزام المرشح بتلك الضوابط، وليس هناك مرشحًا رسميًا حتى الآن.

- هناك قلق من ان تشكيل الحكومة سيكون صعبًا ويستغرق وقتًا طويلاً؟

نعم بالفعل المرحلة صعبة وستكون طويلة.

- كم سيستغرق تشكيل الحكومة؟

شهران أو أكثر.

- هناك من يتحدث عن تشكيل الحكومة من الأكراد والائتلافين من دون ائتلاف العراقية؟

لا يمكن ذلك، المكون السني هو العصب الأساسي في ائتلاف العراقية ولا يمكن تشكيل الحكومة من دونهم.

- لماذا لا تمنح الكتلة الفائزة بالمركز الأول فرصة لتشكيل الحكومة؟

الموضوع ليس بيد احد، انه بيد المحكمة الاتحادية التي تعتمد على الدستور في إصدار القرارات فلا شيء عندنا الان سوى الدستور ويجب الاعتماد عليه. وحسب الدستور والمحكمة الاتحادية فإن الكتلة الاكبر برلمانيًّا هي من تشكل الحكومة.