جلال طالباني يجتمع مع الملك عبد الله بن عبد العزيز

تأتي زيارة الرئيس العراقي جلال طالباني للرياض ضمن حراك الكتل العراقية نحو الأطراف العربية للبحث عن توازن داخل المشهد السياسي الداخلي العراقي، والخروج من عباءة الوجود الأميركي والإيراني المؤثر في الساحتين الداخلية والخارجية.

بدر الربيعان الرياض: على خلفية الحراك الذي أفرزته الانتخابات السياسية في بلاد الرافدين، أتت زيارة الرئيس العراقي جلال طالباني للرياض التي استمرت لأربعٍ وعشرين ساعة، التقى خلالها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبحث على طاولة اللقاء عدد من القضايا الشائكة في المشهد العراقي من أبرزها المعادلة المقبولة عربيًّا لتشكيل الحكومة الجديدة. هذه الزيارة التي كان من المقرر لها أن تمتد ليومين، تأتي بعد زيارات قام بها عدد من الساسة العراقيين من أبرزهم إياد علاوي رئيس ائتلاف القائمة العراقية الفائز في الانتخابات البرلمانية، ووفد من التيار الصدري، إستقبلته العاصمة السعودية خلال الأسابيع الماضيه.

حراك الكتل العراقية، نحو الأطراف العربية يأتي نتيجة للبحث عن توازن داخل المشهد السياسي الداخلي للعراق، والخروج من عباءة الوجود الايراني والأميركي المؤثر في الساحتين الداخلية والخارجية.السعودية بثقلها السياسي، تتجه وفقًا لوزير خارجيتها الأمير سعود الفيصل في حديث سابق quot; إلى الوقوف مع كل عراقي ومع وحدة العراق واستقلاله وسيادته، كما تقف على مسافة واحدة من جميع السياسيينquot;.

الأمير سعود الفيصل قال أيضًا في حديثه عن الشأن العراقي خلال زيارة وفد التيار الصدري :quot;أن الاخوان في العراق مرحب بهم في المملكة بطبيعة الحال، بكل طوائفهم وبكل أعراقهم، التيار الصدري معروف في العراق، وحصلت لقاءات مثمرة معهم، وستكون هناك زيارات متلاحقة لشخصيات عراقية إلى المملكةrdquo;.

رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى السعودي، الدكتور صدقه فاضل قال لـquot;ايلافquot; أن العراق يمر بمرحلة إنتقالية يتوجب على الدول العربية أن تضع لها بصمة في إعادة تشكيلها وبلورة رؤيتها بالمشاركة مع الساسة العراقيين الذين يسعون لعراق عربي فاعل.ولم يُخف الدكتور فاضل بحث السعودية عن إبعاد النفوذ الايراني أو كما أسماه quot;الفارسيquot; والأميركي في العراق، خاصة أن هذا النفوذ وفقاً لقوله أحال العراق إلى حالة سياسية وأمنية معقدة أورثته لكيانات تسعى لتحقيق أجندتها الخاصة بعيدًا من المصلحة العراقية.

مطالبات السّاسة العرب بالتواجد في العراق لضمان عودته وحصر النفوذ غير العربي، ليست بجديدة كما يقول رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى السعودي، فالسعودية من أبرز المطالبين بهذا التغيير.الدعوات العربية للتباحث مع الكتل العراقية شهدت في هذه الانتخابات حراكاً فاعلاً ، تسعى مراكز الثقل العربي من خلاله إلى إعادة العراق إلى المنظومة السياسية العربية وإغلاق الأبواب على الأطراف الخارجية، وتبقى الملفات السياسية في الايام القادمة حبلى بحجم التأثير.