دعا الرئيس العراقي جلال طالباني دول الجوار إلى عدم تمويل وإيواء وتسهيل العمليات الإرهابية التي تضرب بلاده بين الحين والاخر... بينما حمل رئيس الوزراء نوري المالكي حزب البعث وتنظيم القاعدة المسؤولية عن هذه العمليات... فيما شدّد نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي على ضرورة المباشرة بإجراء تحقيق عاجل لمعرفة أسباب الخروقات الأمنية المتكررة quot;لمنطقة محصنة وتخضع لاجراءات أمنية مشددةquot; ودعا نائب الرئيس طارق الهاشمي إلى إعادة النظر في الخطط الأمنية... في وقت يعتقد مراقبون أنّ هذه التفجيرات ستعضد الطلب العراقي بتشكيل محكمة دولية للتحقيق فيها.
لندن: قال الرئيس العراقي جلال طالباني إنّ ما حدث اليوم من تفجيرات أدت حتّىالان الى مصرع 132 عراقيًا واصابة حوالى 500 اخرين quot;جريمة نكراء أخرى ارتكبتها قوى الإرهاب الغاشمة بتفجيرها سيارتين مفخختين قرب وزارة العدل ومجلس محافظة بغداد ما أدى إلى استشهاد وجرح الكثيرين من مواطنينا الأبرياءquot;. واضاف quot;إن مرتكبي هذا العمل الغادر الدنيء لم يعودوا يتسترون على أغراضهم ومراميهم بل إنهم يجاهرون بأنهم يستهدفون الدولة بأركانها الأساسية والمواطن على اختلاف انتماءاته، ويرمون ليس إلى تعطيل العملية السياسية بل وقفها وتخريب ما شيدناه خلال ست سنوات وقدمنا دونه التضحيات الجسامquot;.
وقال quot;ينبغي على الدولة بكل مكوناتها من سلطات تشريعية وتنفيذية وقضائية وجميع الأجهزة الأمنية والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني أن لا تكتفي بالشجب والإدانة، بل لا بد من تضافر كل الجهود لسد كل الثغرات الأمنية، والاهم من ذلك منع الإرهابيين من جعل الخلافات بين القوى السياسية معابر لتقويض الأمنquot;.
ودعا لدول المجاورة والبعيدة الى الامتناع quot;فورًا والى الأبد عن إيواء وتمويل وتسهيل عمليات القوى التي تجاهر بعدائها للدولة العراقية ومؤسساتها. ولم يعد مقبولاً أن توفر أجهزة الإعلام في هذه الدول وغيرها منابر مجانية للتحريض وبث الفتنquot;.
وطالب في بيان رئاسي وصلت نسخة منه إلى quot;إيلافquot; جميع القوى السياسية العراقية إلى الرد على هذه الجريمة البشعة بأفعال فورية تتمثل في تجاوز نقاط الخلاف والمضي نحو إجراء الانتخابات في أجواء الوفاق، محبطين بذلك النوايا الغادرة للمجرمين الهادفين إلى وقف عجلة العملية السياسيةquot;. ودعا quot;دول الجوار كافة والمحافل الدولية جميعًا إلى أن تعلن بصراحة ووضوح أنّ العمل ضد دولة ذات سيادة واستهداف مؤسساتها ومواطنيها هو عمل مناف للقانون الدولي والشرائع السماوية والإنسانية وينبغي أن يجابه بالردع والإدانةquot;.
طالباني وبتراوس بحثا الاوضاع الامنية والسياسية
وعلى الفور، بحث طالباني في مقر اقامته ببغداد ظهر اليوم مع قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال ديفيد بترايوس والوفد المرافق له المؤلف من نائب السفير الأميركي لدى العراق روبرت فورد وعدد آخر من المسؤولين الاميركيين quot;المستجدات على الساحتين السياسية والأمنية في العراق بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين العراق والولايات المتحدة الاميركية واهمية العمل المشترك من اجل تعزيز هذه العلاقاتquot;.
وسلط طالباني الضوء على سير الاحداث والتطورات السياسية وفي مقدمتها طبيعة التجاذبات والتحالفات التي برزت على المشهد العراقي حتى الآن، استعدادًا للدخول في التنافس الانتخابي القادم، مشيرًا الى الجهود المبذولة لتوحيد اراء الكتل السياسية حول ضرورة اقرار قانون الانتخابات في مجلس النواب العراقي والمشاورات التي تجري بهذا الخصوص. واشاد فخامته بالدور الذي لعبه الجنرال بترايوس في مساعدة العراقيين في جهودهم في مجال مكافحة الارهاب وتحقيق الامن والاستقرار في العراق.
وقد اكد الجنرال بترايوس عنquot; تصميم الولايات المتحدة على تقديم الدعم اللازم للشعب العراقي ولتجربته الديمقراطية مؤكدًا ضرورة الاستمرار بالجهود لاقتلاع ما تبقى من قوى الشر وفلول الارهابيين كي يتمتع العراقيون بمستقبل زاهر يليق بمكانة وتضحيات الشعب العراقي الصابرquot; كما قال بيان رسمي عقب الاجتماع.
المالكي يتوعد
ومن جانبه قال المالكي quot;ان الاعتداءات الارهابية الجبانة التي حدثت اليوم يجب ألا تثني عزيمة الشعب العراقي عن مواصلة مسيرته وجهاده ضد بقايا النظام المباد وعصابات البعث المجرم وتنظيم القاعدة الارهابي التي ارتكبت ابشع الجرائم ضد المدنيين وآخرها اعتداءات الاربعاء الدامي في التاسع عشر من شهر آب الماضي وهي ذات الايدي السوداء التي تلطخت بدماء ابناء الشعب العراقيquot;.
جاء ذلك خلال تفقده اليوم لمنطقة الصالحية التي تعرضت لتفجيرات استهدفت المواطنين الابرياء والموظفين في وزارات ومؤسسات الدولة. وتوعد بانزال القصاص العادل باعداء الشعب العراقي الذين يريدون اشاعة الفوضى في البلاد وتعطيل العملية السياسية ومنع اجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها المحدد والتي ستكون اقوى رد وابلغ رسالة لاعداء العملية السياسية المدعومين من الخارجquot;.
عبد المهدي يتساءل عن سبب تكرار التفجيرات بمنطقة محصنة
اما نائب الرئيس العراقي عادل عبد المهدي فقد شدد على ضرورة المباشرة quot;باجراء تحقيق عاجل لمعرفة اسباب حصول الخروقات الامنية المتكررة لمنطقة محصنة وتخضع لاجراءات امنية مشددةquot;. وحدثت الانفجارات اليوم في المنطقة نفسخا تقريبا التي جرت فيها تفجيرات الاربعاء الدامي وسط بغداد وبالقرب من مباني وزارات ومؤسسات رسمية مهمة. واكد quot;ان الحرب مع الارهاب هي هجوم وهجوم مضاد مما يستدعي دائمًا الحذر والحيطة والاستعداد الكامل والتنسيق بين كافة الاجهزة الامنية وقوات الجيش والشرطة والاعتماد على ابناء الشعب في ملاحقة العناصر الارهابية والاجرامية وتفكيك شبكاتهم، وتدمير بناهم التحتية، وكشف العناصر التي تدعمهم بالمال والامكانات والمأوىquot;.
وقال quot;ان هذه الاعتداءات المروعة والتي جاءت بعد اكثر من شهرين من تفجيرات الاربعاء الدامي انما تستهدف ارباك المشهد السياسي والامني في البلد وخلط الاوراق واظهار عجز الاجهزة الامنية عن تحقيق الامن والاستقرار لاسيما مع اقتراب موعد اجراء الانتخابات التشريعية في 16-1-2010quot;. واضاف quot;لذلك ندعو الى اجراء تحقيق سريع وعاجل لمعرفة اسباب حصول الخروقات الامنية المتكررة لمناطق محصنة امنيا وتخضع لاجراءات امنية مشددة وتكثيف الجهود السياسية والدبلوماسية وعلى كافة المستويات، والتحرك اقليميا ودوليا لطرح موضوع الارهاب بجدية وتبني الفكرة التي طرحناها منذ عدة اشهر باعتبار الارهاب في العراق جرائم حرب وجرائم ابادة وفقا للتوصيفات الواردة في المعاهدات الدولية.
ومن جانبه اعلن وزير الامن الوطني شيروان الوائلي استنفار القوى الامنية والصحية وفرق الانقاذ وفرق كشف المتفجرات للعمل على انقاذ ارواح المصابين والبحث عن كل الادلة التي تؤدي الى كشف الفاعلين. وقال ان هذه التفجيرات نوعية ومخطط لها وتهدف الى ضرب معنويات الشعب العراقي قبل الانتخابات. واشار الى وجود خروقات للاجهزة الامنية استطاعت تنفيذ هذه العمليات التفجيرية في مناطق مهمة من العاصمة.
الهاشمي يدعو للتدقيق في الخطط الامنية
وقال نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي انه quot;بات ثابتًا لدى العراقيين أن القوى الخبيثة التي لا تريد لهذا الوطن أن ينهض من محنته ولا تريد لهذا الشعب الصابر أن يضمد جراحه يغيضها ويسوؤها أن أبناء الرافدين يقطعون شوطاً جديداً في بناء بلدهم سياسياً ومؤسساتياً من خلال التهيئة والاستعداد للوفاء باستحقاق الانتخابات العامة لسنة 2010, فعمدت تلك الأيادي المجرمة مرة أخرى إلى استهداف آخر للدولة العراقية من خلال مهاجمة مؤسساتها الحيوية وذلك بالاعتداء على وزارة العدل ومجلس محافظة بغداد في هجمة إجرامية جديدة تستهدف تقويض البناء المؤسسي للدولة والحد من كل أشكال التقدم في هذا البلد وفي مشهد إجرامي يذكرنا بتفجيرات يوم الأربعاء الدامي مما أدى إلى استشهاد وجرح العشرات من الأبرياءquot;.
واضاف quot;إن أبلغ رد على هذه الاعتداءات الإرهابية هو التلاحم والتماسك الوطني بين أبناء الشعب العراقي وزيادة الوعي الأمني والسياسي من خلال التمحيص والتدقيق في خططنا الامنية من جهة وخياراتنا السياسية والعزم على المشاركة الفاعلة والواسعة في الاستحقاق المقبل وحسن اختيار من يمثل العراقيين ويدافع عن مصالح العراق كله بدون تفرقة أو تمييز من جهة اخرىquot;.
التفجيرات تعضد طلب العراق بالمحكمة الدولية
يعتقد مراقبون سياسيون للمشهد العراقي تحدثوا مع quot;ايلافquot; ان التفجيرات الحالية التي تستهدف تعكير الاجواء الامنية والسياسية في العراق 80 يومًا من الانتخابات العامة المقررة في السادس عشر من كانون الثاني (يناير) المقبل. واضافوا ان هذه التفجيرات الجديدة ستقوى من الموقف العراقي الذي يطالب الامم المتحدة ومجلس الامن فيها بتشكيل محكمة دولية للتحقيق في العمليات الارهابية وكذلك التسريع في ارسال المبعوث الدولي الذي يجري البحث حاليًا في المجلس لارساله الى العراق حول هذه القضية ايضا. واتهم العراق سوريا بالوقوف وراء التفجيرات وقال المالكي في تصريحات بواشنطن الاربعاء الماضي ان كل مايحدث في العراق من عنف وفوضى منذ عام 2003 تقف وراءه سوريا التي تنفي بشدة هذه الاتهامات وتؤكد انها حريصة على حياة العراقيين وتؤي حوالى مليونين منهم هربوا من بلادهم خوفًا على حياتهم نتيجة الاضطرابات الامنية التي يشهدها.
وهز انفجاران قويان مباني في منطقة الصالحة بالقرب من شبكة الاعلام العراقي واستهدف مبنيي وزارة العدل ومحافظة بغداد. وقالت مصادر في الشرطة العراقية ان امين عام تجمع العدالة والتنمية ياسين محمد اصيب في الهجوم الانتحاري ولقي مرافقه احمد مصرعه في الحادث ايضا وذلك لدى مرورهما بالقرب من مكان الانفجار لدى وقوعه.
التعليقات