اكد رجب طيب اردوغان رئيس وزراء تركيا خلال مباحثات له في بغداد، هي الثانية من نوعها خلال 14 شهرا، اهمية قضية كركوك وشدد على ضرورة ان يكون لها وضع خاص، حيث انها تعتبر من القضايا الخلافية بين القوى العراقية التي تتنازع مكوناتها للسيطرة على هذه المدينة الغنية بالنفط. كما بحث اردوغان خلال اجتماع مع نظيره العراقي نوري المالكي توسيع العلاقات بين البلدين والتعاون السياسي والاقتصادي والتجاري، فضلا عن ازمة المياه والاتفاقات في مختلف المجالات في اطار المجلس الاعلى للتعاون الاستراتيجي العراقي التركي.


لندن :وقع العراق وتركيا اليوم على عدة اتفاقات سياسية وامنية وتجارية وزراعية لتعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات وضبط الحدود المشتركة ومواجهة مسلحي حزب العمال التركي الكردستاني وتدريب الجيش التركي للقوات العراقية .

وبحث وفدان عراقي وتركي ترأسهما رئيسا وزراء البلدين نوري المالكي ورجب طيب اردوغان وضما 20 وزيرا من الجانبين في نطاق المجلس الاعلى الاستراتيجي بين البلدين، تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والزراعية والصحية والثقافية وايجاد وسائل لحل مشكلة مياه الفرات التي يتقاسمها العراق وتركيا وسوريا . كما تمت مناقشة تطوير العلاقات التجارية بين البلدين والتي بلغت خلال العام الحالي 5 مليارات دولار وإمكانية زيادتها الى 20 مليار دولار .

وكان وفدان من البلدين برئاسة وزيري خارجية العراق هوشيار زيباري ونظيره التركي احمد داود اوغلو اجريا في التاسع والعشرين من شهر أيلول الماضي محادثات في انقرة للتحضير لزيارة اردوغان والتفاوض حول النصوص التي ستوقع.

وخلال مؤتمر صحافي مع اوغلو في بغداد اليوم اعلن زيباري ان العراق وتركيا قد اتفقا على جميع اوجه التعاون السياسي والخدمي والامني . وقال quot;ان تلك الاتفاقات التي تم التوصل اليها تم التوقيع عليها من رئيسي حكومتي البلدين وتشمل القطاعات الصناعية والصحة والخارجية والداخلية والامن الوطنيquot; . واضاف quot;ان توقيع تلك الاتفاقات يعد خطوة باتجاه تنسيق العلاقات بين البلدين بما فيه مصلحة الشعبين العراقي والتركي و سيكون له الاثر الايجابي على كافة القطاعات والوزارات من البلدينquot;.

من جهته قال اوغلو quot;ان هذه الاتفاقيات تشكل دفعا بعلاقات البلدين الى امام . واضاف quot;انه لاتوجد هناك اي مشاكل بين العراق وتركيا كما ان مسألة المياه هي مسألة مشتركة وتركيا ستعمل باتجاه رفد العراق بما مقداره 550 مترا مكعبا بالثانية وهذا الامر له ايجابيات كبيرة على العراق .

وعقب اجتماع المجلس الاعلى التقى اردوغان نائبي رئيس الجمهورية عادل عبد المهدي وطارق الهاشمي كلا على انفراد حيث تم بحث تطوير علاقات البلدين وخاصة السياسية والامنية و الاقتصادية .

وخلال اجتماع رئيس الوزراء التركي مع رئيس مجلس النواب العراقي اياد السامرائي اكد الاخير ان تأمين حصة كافية من المياه هي من اكبر القضايا التي ستعزز العلاقات الثنائية بين البلدين . من جانبه اعرب اردوغان عن تفهم بلاده لازمة المياه التي يعانيها العراق مضيفا ان معدل تدفق نهر دجلة خلال الشهرين الماضيين قد بلغ نحو 550 م3/ث. واشار الى قضية كركوك واهمية ان يكون لها وضع خاص. حيث أجابه السامرائي بأن quot;أفضل الحلول لقضية كركوك هي تلك التي تتبع من الداخلquot; داعيا الدول الصديقة الى دعم مبدأ الحوار الداخلي . وجرى خلال الاجتماع بحث العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك من بينها ملف الشراكة الاقتصادية وملف المياه كما قال بيان صحافي لمجلس النواب الى quot;ايلافquot;. وتعتبر مدينة كركوك التي يسكنها تركمان وأكراد وعرب من القضايا الخلافية بين القوى العراقية التي تتنازع مكوناتها السيطرة على هذه المدينة الشمالية الغنية بالنفط حيث مازال الخلاف حول الانتخابات فيها يعرقل اقرار قانون الانتخابات الجديد .

أوجلان يرى حلا للقضية الكردية بناءا على خطوات تركيا

ومن المقرر ان يقوم وفد برلماني عراقي رفيع المستوى برئاسة السامرائي بزيارة رسمية الى تركيا اواخر الشهر الحالي وذلك تلبية لدعوة من رئيس البرلمان التركي.

من جهته قال وزير الطاقة التركي تانر يلدز إن العراق سيضخ ثمانية مليارات متر مكعب من الغاز الطبيعي إلى تركيا في المرحلة الأولى من مشروع تصدير. ولم يتضح الموعد المقرر لبدء الصادرات خلال عمليات نقل الغاز الطبيعي العراقي إلى أوروبا عبر تركيا.

واضاف أن تركيا تسعى إلى اشراك شركات تركية في بناء محطة كهرباء تعمل بالغاز قدرة 15 ألف ميجاوات يريد العراق إنشاءها. واشار الى انه من المتوقع أن يطرح العراق في الشهر القادم مناقصات لمشاريع محطات كهرباء تعمل بالغاز قيمتها نحو 500 إلى 600 مليون دولار.

وكان اردوغان وصل الى بغداد اليوم في زيارة هي الثانية من نوعها خلال 14 شهرا بهدف تفعيل عمل المجلس الاعلى الاستراتيجي بين البلدين وتوقيع اتفاقات لتطوير التعاون السياسي والامني والاقتصادي .

وتأتي الزيارة بعد يوم واحد من ختام اجتماعات لخبراء ومختصين يمثلون 9 وزارات عراقية ومثيلاتها التركية في بغداد حيث قاموا بأعداد اكثر من 40 اتفاقية ومذكرة تفاهم تتعلق بتطوير التعاون الثنائي في المجالات السياسية والامنية والاقتصادية والثقافية سيوقعها رئيسا وزراء البلدين . ويرافق اردوغان في زيارته وزراء الخارجية والداخلية والتجارة والموارد المائية والطاقة.

وقال مستشار الرئاسة التركية أرشاد هورموزلو ان زيارة اردوغان تهدف الى تحقيق تكامل سياسي واقتصادي مع العراق وتوقيع اتفاقات جديدة لتفعيل التعاون المشترك في جميع المجالات والبدء بتنفيذ الاتفاق الاستراتيجي الموقع بين البلدين اضافة الى بحث مشكلة توزيع مياه نهر الفرات على البلدان الثلاثة المتشاطئة عليه وتفعيل التعاون الثنائي لمواجهة ارهاب حزب العمال التركي الكردستاني .

واضاف هورموزلو مستشار الرئيس التركي عبد الله غول لشؤون الشرق الاوسط في حديث مع quot;ايلافquot; الاثنين الماضي ان اردوغان سيجري مباحثات شاملة مع المالكي لتفعيل اليات الاتفاقات التي وقعها البلدان في اسطنبول في الثامن عشر من الشهر الماضي وتناولت المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية .

وكانت قوى برلمانية وسياسية وشعبية عراقية عديدة دعت للضغط على تركيا وتضمين الاتفاقية الإستراتيجية معها بندا يتعلق بالمياه وضرورة توقيع اتفاقية منصفة وملزمة معها على وفق القوانين الدولية التي تحدد تقاسم المياه بين الدول المتشاطئة ضمانا لإطلاقها الكميات التي يحتاجها العراق لمواجهة الشحة الكبيرة التي يعاني منها بعد أن عمدت إلى تقليل حصة العراق المائية في حين قامت إيران بتحوير مسار الأنهار التي تنبع من أراضيها تجاه العراق ما تسبب بموجة جفاف غير مسبوقة لاسيما في مناطق وسط العراق وجنوبه.