اسطنبول:
نفذت أجهزة الأمن التركية حملة دهم جديدة في خمس مقاطعات تركيا إعتقلت خلالها 20 شخصا بينهم 10 ضباط في الجيش وذلك في إطار التحقيق في (تنظيم الدولة السرية) الذي نفذ جرائم كبرى وكان يخطط للقيام بانقلاب ضد حكومة العدالة والتنمية واغتيال رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان. ونقلت صحيفة (حرييت) اليومية في موقعها على شبكة الانترنت الدولية عن مصادر في مديرية الأمن التركية أن الشرطة التركية اعتقلت أمس 10 ضباط جيش في الخدمة في مستشفى عسكري بأنقرة وقامت شرطة مكافحة quot;الارهاب بتفتيش منازل بعضهم.

واشارت الى انه تم القبض أيضا على مدنيين عاملين بمنشأة عسكرية. وأوضحت الصحيفة أن حملة الاعتقالات التي تعتبر الأحدث ضمن تحقيق بشأن جماعة (أرغينكون) القومية المتطرفة تمت في خمس مقاطعات تركية وجاءت بعد اكتشاف مخبأ للأسلحة خارج اسطنبول في أبريل الماضي.

وكانت السلطات التركية قامت بمتابعة وبتوجيهات من رئيس الوزراء برصد تحركات واتصالات تنظيم الدولة السرية الذي يضم ضباطا كبارا سابقين في الجيش ومحامين وصحافيين ورجال أعمال ينتمون جميعهم الى الفكر العلماني. وتبين ضلوع هذا التنظيم في عدد من الجرائم الكبرى وشبكة المافيا والتخطيط لعدد آخر من الجرائم والتورط في اغتيال الصحافي التركي من أصل أرميني هرانت دينك والتخطيط لاغتيال الأديب أورهان باموك الفائز بجائزة نوبل للآداب.

يذكر أنه بعد جريمة اغتيال الكاتب دينك اعترف اردوغان بوجود دولة ضمن الدولة التركية أطلق عليها اسم (الدولة الخفية) أو (الدولة الظل) أو (الدولة العميقة المتغلغلة) وحملها المسؤولة عن الكثير من جرائم الاغتيال السياسي التي جرت في تركيا مضيفا ان مكافحتها تستلزم جهدا كبيرا وزمنا طويلا.

وتعتبر (الدولة الخفية) في تركيا شبكة معقدة من الشخصيات والمؤسسات والجمعيات القومية والعصابات التي تنشط على شكل مافيات سياسية وعسكرية واعلامية سرية مرتبطة ارتباطا وثيقا بأعلى هرم المؤسسة العسكرية وبمراكز ودوائر الحرب الخاصة في هيئة الأركان العامة. ويتركز عملها في استهداف من يود المس بذهنية وتركيبة وهوية الدولة التركية من شخصيات وأحزاب ومؤسسات عبر عمليات الاغتيال أو الخطف أو التهديد أو الترهيب أو التشهير على اعتبار أن المستهدفين هم أعداء تركيا والقومية التركية.