دفن الأكراد رفات أكثر من مئة طفل مجهول راحوا ضحية الجوع والمرض خلال الحملة التي شنها صدام على أكراد العراق في عام 1988.

جمجمال (العراق): دفن رفات أكثر من مئة طفل مجهول راحوا ضحية الجوع والمرض خلال الحملة التي شنتها قوات صدام حسين على أكراد العراق يوم الثلاثاء في بلدة جمجمال الكردية. واحتجز الاطفال مع أسرهم في عام 1988 في البلدة التي تبعد 65 كيلومترًا جنوبي السليمانية التي تبعد 260 كيلومترًا شمال شرقي بغداد خلال حملة اعتقالات نفذها نظام الحكم السابق في ابريل نيسان 1988.

وفي احتفال مهيب حمل مقاتلو البشمركة بزيهم العسكري الكامل أكثر من مئة نعش صغير ملفوف بأعلام كردية وسجوها في مقبرة أقيمت خصيصًا لضحايا القمع الصغار. كما دفنت جثتا امرأتين. وحضر المناسبة نحو 4000 شخص وعزفت فرقة نحاسية موسيقى مهيبة خلال المناسبة.

وكانت الاعتقالات ضمن حملة الانفال التي استهدفت قمع الاكراد الذين نظر اليهم نظام صدام بشيء من الريبة. وأرسل المحتجزون الى سجن في بلدة دبس الى الشمال الشرقي من كركوك في شمال العراق. وتوفي كثير من الاطفال من الجوع والمرض ودفنوا في وقت لاحق في مقابر جماعية. واستخرجت جثامينهم بعد سقوط صدام عام 2003.

وحضر الحدث يوم الثلاثاء برهم صالح نائب رئيس الوزراء في حكومة كردستان وغيره من كبار المسؤولين الاكراد والدبلوماسيين الاجانب والالاف من أفراد أسر ضحايا حملة الانفال. وقال وزير الصحة الكردي طاهر هورامي لرويترز ان الحكومة الكردية تفتقر للمعدات اللازمة لاجراءات اختبارات الحامض النووي على الاطفال لتحديد هوياتهم. ولم يتم التعرف على أي من الاطفال. وقال quot;من الصعب جدًّا التعرف على الضحايا في الوقت الراهن.. سنأخذ عينات من الجثامين وسنجري اختبارات الحامض النوويquot; عند توفر الامكانات اللازمة لذلك.

وقالت زينات فتاح (59 عامًا) انها كانت محتجزة في دبس مع اثنين من أبنائها كان عمراهما ثمانية أعوام وأربعة أعوام. وتوفي الاثنان جوعًا في عام 1988. وقتل زوجها خلال الحملة. وقالت وهي تنتحب بسبب عدم التعرف على رفات ابنيها quot;من هما ابناي.... تركنا لنتضور جوعًا بلا طعام لنحو عشرة أيام.. توفي كثير من الاطفال. وأنا أرملة بلا أولاد. سأبكيهم حتى نهاية عمري.quot;