دعا نوري المالكي الكتلة العراقية الى الكف عن انتقاداتها للفترة السابقة والدخول في مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة في وقت اشارت تقارير صحافية الى ان ممثلين عن الائتلافين يجرون مفاوضات بشأن صفقة لتقاسم السلطة بينهما قد تخرج البلاد من الأزمة وتفضي إلى تشكيل حكومة شاملة ظلت الولايات المتحدة تسعى إلى قيامها.

دعا رئيس الوزراء العراقي المرشح لولاية ثانية نوري المالكي الكتلة العراقية بزعامة رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي الى الكف عن انتقاداتها للفترة السابقة والدخول في مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة على اساس مشاركة جميع مكونات الشعب العراقي مشيرا الى العمل على تحويل التحالف الشيعي الى مؤسسة تشكل الحكومة وتراقب عملها .. فيما اشارت تقارير اميركية الى ان ممثلين عن ائتلافي القياديين العراقيين يجرون مفاوضات بشأن صفقة لتقاسم السلطة بينهما قد تخرج البلاد من مأزقها السياسي الذي امتد قرابة سبعة أشهر.

وقال المالكي في تصريحات عقب اجتماعه في بغداد ليلة الثلاثاء مع قادة حزب الفضيلة الاسلامي الذي قاطع جلسة ترشيح الائتلاف الوطني الشيعي له لولاية ثانية في محاولة لكسب تأييد الحزب لهذا الترشيح .. قال إن على العراقية الجلوس على طاولة المفاوضات وتقديم ملاحظاتها عن المرحلة السابقة خلال ذلك والكف عن معارضة الدستور الذي ينص على تكليف الكتلة الاكبر وهو التحالف الوطني بتشكيل الحكومة على حد قوله.

واشار المالكي الى ان ائتلافي دولة القانون والوطني قد تمكنا من تشكيل التحالف الوطني باعتباره الكتلة الاكبر دستوريا وعلى العراقية التفاوض على هذا الأساس والاعتراف به . وقال انه يمكن للعراقية ان تطرح جميع ملاحظاتها عن الفترة السابقة لحكومته خلال المفاوضات.

واضاف ان التحالف الوطني يجري مباحثات حاليا مع مختلف الكتل السياسية للاتفاق على نقاط مشتركة من اجل تشكيل حكومة تمثل المكونات العراقية. ودعا العراقية الى عدم الاستمرار بما اسماه الحديث عن كلام يتعارض مع الدستور والمحكمة الاتحادية وتقديم ملاحظاتها عن المرحلة السابقة خلال المفاوضات.

وشدد المالكي على ضرورة عمل جميع الكتل السياسية من اجل الاسراع بتشكيل حكومة شراكة وطنية. وأكد التمسك بآليات التحالف الوطني ودوره في تشكيل الحكومة كمرجعية سياسية لها دورها في انجاز هذه المهمة ومراقبة عمل الحكومة . وقال انه يراد للتحالف ان يتحول الى مؤسسة تراقب وتحمي الحكومة مستقبلا.

اما الأمين العام لحزب الفضيلة هاشم الهاشمي فقد اكد ان الحزب يدعو إلى تشكيل حكومة شراكة وطنية quot; ليست حكومة سنة وشيعة وأكرادquot;. واضاف انه تم خلال الاجتماع مع المالكي طرح وجهات النظر حول الاوضاع السياسية الراهنة quot;وكانت متقاربة في بعضهاquot;.

وشدد على ضرورة الاسراع بتشكيل الحكومة من قبل جميع القوى الفائزة في الانتخابات ومن دون إقصاء لأي أحد . وقال إن حزب الفضيلة متمسك بما اسماه الحق الدستوري للتحالف الوطني في تشكيل الحكومة من قبل مرشحه. لكن الهاشمي لم يشر في ما اذا كان الحزب سيدعم او يؤيد او يشارك في حكومة يشكلها المالكي وكان الحزب قال اخيرا إنه لا خطوط حمراء لديه على اي من المرشحين لرئاسة الحكومة المقبلة.

وكانت القائمة العراقية قد اكدت لدى إعلان التحالف الوطني عن ترشيح المالكي يوم الجمعة الماضي انها لن تشارك في اي حكومة يرأسها ولن تعترف بالتحالف الوطني. وتأتي دعوة المالكي لعلاوي في وقت كشفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن تفاوض ممثلين للمالكي وعلاوي بشأن صفقة لتقاسم السلطة بينهما قد تخرج البلاد من مأزقها السياسي الذي امتد قرابة سبعة أشهر وتفضي إلى تشكيل حكومة شاملة ظلت الولايات المتحدة تسعى إلى قيامها.

وتوقعت الصحيفة أن تضع الصفقة المحتملة حدًّا لفترة من التوتر جعلت البلاد في حالة استقطاب طائفي وعرقي مع تبادل الكتل السياسية الاتهامات، وظل العنف سيد الموقف. وفي حال اتفاق المالكي وعلاوي على تقاسم السلطة فإن العرب السنة والشيعة سوف يكونون ممثلين في الحكومة الجديدة.

وقد سعت الولايات المتحدة التي كانت تخشى من أن تقوض الأزمة السياسية الإنجازات الأمنية التي تحققت في العامين الماضيين إلى صيغة توفيقية بين المالكي وقائمة العراقية من شأنها أن تجعل الأول رئيسا للوزراء وتمنح علاوي دورا مؤثرا هو الآخر في الحكومة الجديدة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في إدارة الرئيس باراك أوباما أن نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن أجرى في الآونة الأخيرة اتصالات مع الفصائل الرئيسة في العراق حيث أكد لها مجددا دعم بلاده quot;لعملية سياسية وليس لمرشح بعينه أو نتيجة بذاتهاquot; تقود إلى تشكيل quot;حكومة شاملةquot;.