تفتتح قمة دول مجلس التعاون الخليجياليوم في أبوظبي في خضم جدل تسريبات موقع ويكيليكس.
ابوظبي، وكالات: تتجه أنظار مواطني الخليج إلى العاصمة الإماراتية أبو ظبي حيث تنطلق اليوم القمة 31 للمجلس الأعلى لدول مجلس التعاون الخليجي وتستمر حتى غد الثلاثاء برئاسة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان الرئيس الإماراتي، وذلك بالتزامن مع ظروف عالمية وإقليمية ودولية محورية، وفي طياتها ملفات حافلة وقضايا ساخنة سياسية واقتصادية تطلب تكاملاً في المواقف والإتجاهات ومن أهمها ملف الأمن القومي الخليجي.
ومن المتوقع أن تعتمد القمة قرارات تعزز الجانب الدفاعي المشترك، لا سيما فيما يتعلق بتزايد نشاط القاعدة في اليمن، والقلق المتنامي حيال برنامج إيران النووي، في وقت تسعى الكويت إلى دفع الملف الإقتصادي نحو مزيد من التكامل، عبر طرح مشروع إنشاء بنك تنموي مشترك والإسراع في قيام الإتحاد الجمركي.
أكدت مصادر مطلعة لـquot;إيلافquot; أن عودة الإمارات للإتحاد النقدي غير واردة الآن في ظل المعطيات القائمة، كما أنها غير مدرجة على جدول الأعمال من الأساس.
وكان وزراء خارجية التعاون عقدوا في أبوظبي مساء أمس اجتماعهم الوزاري برئاسة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي، وناقشوا خلاله ما تبقى من مواضيع جدول أعمال القمة خاصة في المجالات الإقتصادية ذات العلاقة بالعمل الخليجي المشترك.
وأشار وزير الخارجية الإماراتي إلى أن الإجتماع والمداولات في شقها السياسي تعبر عن رغبتنا المشتركة بأن يكون صوتنا واضحاً ومسموعاً في المحافل الدولية، ناقلاً رسالة الإستقرار والسلام والتنمية التي تحملها دولنا ويحملها هذا التجمع الخير.
من جهة أخرى فقد أشار مصدر مطلع إلى أن الإمارات ستواصل منهجها وموقفها حيال تحقيق الوحدة العسكرية بين جيوش دول الخليج والتنسيق لحماية مصالحها والدفاع عن نفسها، مشيرا إلى أن القادة الإماراتيين مرتاحون لما حققه مجلس التعاون.
وتفتتح دول مجلس التعاون الخليجي قمتها السنوية في خضم تسريبات ويكيليكس التي كشفت عن قلقها البالغ إزاء طهران، وبالتزامن مع انعقاد مفاوضات جنيف حول الملف النووي الإيراني. وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن العطية للصحافيين إن القمة quot;تنعقد في توقيت هام لجهة تسريع وتيرة العمل الخليجي المشترك والحفاظ على الأمن والإستقرار في المنطقةquot;.
وأضاف أن quot;القمة ستقر عددا من الإستراتيجيات التي ستسهم في دفع مسيرة العمل الخليجي المشترك ومنها الإستراتيجيات المطروحة والخاصة بالربط الكهربائي والسكة الحديدية والإستخدام السلمي للطاقة النوويةquot;. ويجتمع الاثنين والثلاثاء في أبوظبي قادة السعودية والإمارات والكويت وقطر وسلطنة عمان والبحرين التي تملك مجتمعة 45% من الإحتياطات النفطية المثبتة في العالم إضافة إلى خمس احتيطات الغاز.
ومع استمرار المواجهة المحتدمة بين إيران والمجتمع الدولي وتزايد نشاط تنظيم القاعدة في اليمن فضلا عن الإنسحاب الأميركي من العراق، فإن أمن المجموعة الخليجية يبدو العنوان الرئيس لقمة أبوظبي في الجانب السياسي بحسب المراقبين.
وأظهرت الوثائق الدبلوماسية الأميركية السرية المفترضة التي نشرها موقع ويكليكس قلقا كبيرا لدى حلفاء واشنطن الخليجيين إزاء توسع النفوذ الإيراني وبرنامج طهران النووي، فيما قد يكون قادة كبار في المجلس لا سيما العاهل السعودي أيدوا مباشرة أو ضمنا ضرب إيران.
وفي سياستها العلنية، حرصت دول مجلس التعاون الخليجي دائما على إبقاء مستوى من الهدوء في الخطاب تجاه إيران مع التشديد على مخاوفها إزاء نفوذ طهران المتزايد في العالم العربي. حتى أن الرئيس الايراني أحمدي نجاد حضر نهاية عام 2007 القمة الخليجية في الدوحة.
وقد سعى وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي في المنامة اليوم السبت إلى طمأنة هذه البلدان، مؤكدا أن إيران لن تستخدم قوتها ضد الدول العربية المجاورة لها ونفى مجددا سعي طهران لامتلاك سلاح نووي. وتأتي القمة الخليجية بالتزامن مع بدء المفاوضات النووية بين إيران، ووزيرة خارجية الإتحاد الأوروبي كاثرين اشتون وممثلي الدول الست الكبرى.
وبعد توقف دام أكثر من سنة يشكل اللقاء بين مجموعة quot;5+1quot; التي تضم الدول الخمس الدائمة والعضوية في مجلس الأمن الدولي (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا) وألمانيا، والوفد الايراني بقيادة سعيد جليلي اختبارا لرغبة طهران الحقيقية في التفاوض بشأن برنامجها النووي.
إلا أن مسؤولين خليجيين دعوا إلى إعطاء دول الخليج دورا في المفاوضات. وتساءل وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد أمام منتدى quot;حوار المنامةquot; السبت quot;لماذا ليس للخليج دور في الحوار مع ايران؟quot; مضيفا quot;ولماذا يعتقد الغرب ومجموعة 5+1 أن الملف النووي الايراني يخصهم فقط؟quot;.
وقال الشيخ عبدالله ان quot;أي حل يجب أن يخرج من المنطقة (...) يجب أن يكون لدول مجلس التعاون دور في هذه المفاوضاتquot;. وقال العطية لوكالة فرانس برس في هذا السياق quot;يجب استشارة دول مجلس التعاون والتنسيق معها لأننا ست دول مجاورة لإيران ... وهناك بعض الأمور ذات الطبيعة السياسية التي تتطلب أن نكون مطلعين ومستشارين في شأن الملف النوويquot;.
ورداً على سؤال حول إمكانية طرح هذا المطلب في جدول أعمال القمة، قال ن quot;إكل شي ممكنquot; مشيراً إلى أن القمة ستطرح الملفات المهمة التقليدية في المنطقة، quot;الجزر الإماراتية المحتلة الثلاث وإيران والعراق واليمن والملف الفلسطينيquot;.
التعليقات