الجيش اللبناني

الإنجازات الثلاثة التيحققتهامديرية المخابرات في الجيش اللبنانيفي اليومين الماضيين أدت إلى انتفاء أصابع الفتنةفي لبنان، إنماالسؤال المطروح عمّن يحاسب الذين تسرعوا ووجهوا الاتهامات في غير محلها وكادوا يساهمون عن قصد أو غير قصد في إزكاء الفتنة التي طالما سعى اللبنانيون المخلصون إلى إطفائها.

حققت مديرية الاستخبارات في الجيش اللبناني ثلاثة إنجازات على جانب كبير من الأهمية خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية أبرزها توقيف اللبناني quot;شربل. قquot; العامل في قسم الهندسة التابع لشبكة التخابر الخليوي quot;ألفاquot; بتهمة الاشتباه بتعامله مع اسرائيل منذ 14 عاماً. أما الانجاز الثاني فتمثل بمعرفة الشخص الذي ألقى مناشير تحريضية ضد المسيحيين في منطقة شرقي صيدا، فيما الانجاز الثالث كشف حقيقة الانفجار الذي وقع في زحلة عشية زيارة البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير لها يوم الأحد قبل الماضي.

واذا كانت قضية العميل الاسرائيلي quot;المزروعquot; داخل إحدى أكبر الشبكتين المشغلتين للهاتف الجوال في لبنان طغت على اهتمام المسؤولين والاوساط السياسية والشعبية لما تشكل من خطر على صعيد الدخول الإسرائيلي الى عمق النسيج اللبناني على حد قول رئيس اللقاء النيابي الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الذي طالب بإعدام المتعاملين مع اسرائيل، فإن الانجازين الآخرين لا يقلان اهمية عن الأول حيث بدا القصد منهما إحداث فتنة اسلامية ndash; مسيحية مع إقحام الطائفة الشيعية بصورة عامة و quot;حزب اللهquot; بشكل خاص في صراع مع ابناء الطائفة المارونية ممثلةً بالبطريرك صفير فتوزيع المناشير في شرقي صيدا الداعية الى طرد المسيحيين من المجتمع الصيداوي تزامن مع تصريحات ومواقف أطلقها صفير من باريس حمل فيها على quot;حزب اللهquot; واصفاً إياه بـ quot;الحالة الشاذةquot; ومشككاً حتى باسمه حين قال quot;ما يسمى حزب اللهquot; الأمر الذي رد عليه الحزب متسائلاً اذا ما كان البطريرك يقبل أن يقال عنه quot;ما يسمى البطريركquot;.

على وقع هذه الأجواء quot;المضطربةquot; بين بكركي والحزب طلعت اصوات تتهم الأخير بالوقوف وراء المناشير التي ألقيت في صيدا فيما راح آخرون يوجهون اصابع الاتهام نحو جهات أصولية لطالما جاهرت بعدائها للمسيحية، ولأطراف فلسطينية من منطلق الرد على الرفض المسيحي في مجلس النواب لمشروع القانون المعجل المكرر المقدم من اللقاء الديمقراطي والمتعلق بإعطاء اللاجئين الفلسطينيين حقوقهم المدنية. لكن المفاجأة التي اظهرها التحقيق ذهبت في اتجاه آخر لا علاقة له بكل ما جرى التداول به بهذا الخصوص اذ تبين ان كاتب هذه المناشير وموزعها المدعو quot;محمود. بquot; وهو من مواليد عام 1955 ومن مدينة صيدا خاض الانتخابات الاختيارية الأخيرة مرشحاً عن حي مار نقولا في المدينة ولم يوفق فانتفض غضباً وقرر الانتقام ممن لم يمنحوه اصواتهم باثارة الفتنة داخل مدينة صيدا وجوارها.

ومن صيدا الى زحلة التي عاشت بدورها أوقاتاً عصيبة بعد وقوع الانفجار المروع في المدينة الصناعية قبل ساعات من قدوم البطريرك صفير الى عاصمة الكثلكة في البقاع واودى بحياة شخص واصابة اثنين بحروق بالغة واحداث اضرار مادية جسيمة، كان الارهاب quot;حاضراًquot; في العديد من وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ووكالات الانباء عبر مصادر مختلفة وثمة من ذهب الى التأكيد بوجود عمل ارهابي متعمد وراء هذا الانفجار وأوتي على ذكر تنظيم quot;فتح الاسلامquot; في هذه القضية من دون ان يغفل البعض الاشارة الى quot;حزب اللهquot; أيضاً من باب ايصال quot;رسائل الاحتجاجquot; الى البطريرك على مواقفه الباريسية. كل هذا جرى في وقت راحت فيه استخبارات الجيش تجري تحقيقاتها مع عدد من الموقوفين ومن بينهم صاحب المرآب الذي انطلق منه quot;الانفجارquot; ليتبين ان لا عمل ارهابياً خلفه ولا وجود لأية متفجرات عسكرية في المكان وان الحريق الذي حصل إثره كان متعمداً، ومن هنا يتم التركيز حالياً على معرفة الدوافع الكامنة وراء هذا التعمد.

وهكذا انتفت أصابع الفتنة في هذا الحادث ايضاً كما حصل في صيدا لكن بقي السؤال عمن يحاسب الذين تسرعوا ووجهوا الاتهامات في غير محلها وكادوا يساهمون عن قصد أو غير قصد في إزكاء الفتنة التي طالما سعى اللبنانيون المخلصون إلى إطفائها قد يكون كلام النائب جنبلاط اكثر تعبيراً في معرض تناوله قضية توقيف العميل الاسرائيلي quot;شربل. قquot; الموظف النشط في شركة quot;ألفاquot; إذ اعتبر ان البلد مكشوف أمنياً والخوف من ان تحصل عمليات اغتيالات جديدة تؤدي بالبلد الى الكارثة. لكن ما لم يقله جنبلاط افصح عنه مرجع حكومي سابق اعتبر انه ما كان للصائدين بالماء العكر والعاملين على زرع الشقاق بين اللبنانيين ان يتحركوا لو لم يكن مجتمعنا quot;سريع العطبquot; تنقصه المناعة الوطنية والرؤية الموضوعية الحقيقية. ..