تعيش لبنان اليوم أجواء مضطربة في ظل استعداد الرئيس اللبناني لتسمية رئيس جديد للحكومة.
بيروت:يشهد لبنان استنفارا سياسيا تمهيدا لبدء الاستشارات النيابية لتسمية رئيس حكومة جديد، في موازاة حركة دبلوماسية كثيفة برزت فيها اليوم الجمعة دعوة فرنسا الى تشكيل quot;مجموعة اتصالquot; دولية لحل الازمة الناتجة عن سقوط حكومة سعد الحريري.
وقال النائب عباس هاشم عضو quot;تكتل التغيير والاصلاحquot; المتحالف مع حزب الله لوكالة فرانس برس ان قوى 8 آذار (حزب الله وحلفاؤه) quot;ستجتمع الاحد لتحديد الموقف الملائم من الاستشارات النيابيةquot; التي تبدأ الاثنين.
واضاف ان رئيس الحكومة الجديد quot;يجب ان يتمتع بحس وطني سليم وان يؤمن بان الوقت حان للبنان لكي يتحول من ورقة على طاولة مفاوضات اقليمية ودولية الى دولة تعيش العزة والعنفوانquot;.
وتابع quot;نحترم رغبة سعد الحريري بعدم قدرته على تحمل الازمة السياسية الحالية، علما انه سبق وان اكد انه ليس متمسكا برئاسة الحكومةquot;.
وتحمل قوى 8 آذار الحريري مسؤولية فشل المسعى السعودي السوري الذي كان قائما لاشهر بهدف ايجاد حل للازمة السياسية قبل سقوط الحكومة نتيجة الخلاف المستحكم حول المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري.
ويتوقع حزب الله توجيه الاتهام اليه في جريمة اغتيال الحريري التي وقعت العام 2005، ويتهم المحكمة بالتسييس ويطالب بوقف التعاون معها.
في المقابل، اكد مستشار الحريري النائب السابق غطاس خوري لفرانس برس ان قوى 14 آذار (الحريري وحلفاؤه) تعتبر الحريري quot;المرشح الوحيد لرئاسة الحكومةquot;.
واستبعد خوري تسمية شخصية اخرى غير الحريري لرئاسة الحكومة، واضعا اشارات قوى 8 آذار حيال تسمية شخصية اخرى في خانة quot;رفع السقف من اجل فرض شروط على الحريريquot;.
واضاف quot;كان المطلوب من الحريري ان يشكك في المحكمة الدولية وان يعلن موقفا ما من القرار الظني حتى قبل صدوره، واليوم يبدو ان المطلوب منه اكبر، لكن هذا الامر لم ولن يحصلquot;.
ونقلت صحيفة quot;الاخبارquot; القريبة من حزب الله الجمعة عن مصدر في قوى 8 آذار قوله ان بامكان الحريري quot;ترؤس حكومة تدوم حتى عام 2013، فيما لو تعهد باسقاط مشروع المحكمة الدوليةquot;.
واضافت ان سياسيي قوى 14 آذار quot;شغلوا بعمليات الاحصاء. دخلوا في لعبة الحسابات التي يشعرون معها بان عودة سعد الحريري الى السرايا الحكومية لم تعد مضمونةquot;.
واكدت صحيفة quot;النهارquot; القريبة من فريق رئيس حكومة تصريف الاعمال بدورها نقلا عن مصدر من قوى 8 آذار قوله quot;لا عودة للحريري الا بشروط والا هناك اسماء كثيرة عندنا (...) كان مطلوبا من الحريري في المرحلة السابقة بيان، والان بات عليه ان يلبي دفتر شروطquot;.
واضافت الصحيفة ان quot;يومي السبت والاحد سيشهدان استنفارا سياسيا شاملا استعدادا لتحديد المواقف النهائية لمختلف الافرقاء من تسمية الرئيس الذي سيكلف تأليف الحكومة الجديدةquot;.
ويبدأ الرئيس اللبناني ميشال سليمان الاثنين المقبل استشارات نيابية تستمر يومين تسمي خلالها كل كتلة مرشحها الى رئاسة الحكومة، ويكلف الرئيس عادة الشخصية التي تنال النسبة الاعلى من التأييد.
والحريري هو السياسي السني الاكثر شعبية، لكن لا يعلم ما اذا كانت ستتم تسميته مجددا في ضوء هشاشة التحالفات داخل البرلمان.
وتتجه الانظار نحو كتلة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي خرج في صيف 2009 من قوى 14 آذار الى موقع وسطي، كونها تحتل احد عشر مقعدا في البرلمان ولا يعرف اين ستصب اصوات نوابها، ما يجعلها بيضة القبان في تحديد اسم رئيس الحكومة المقبل.
وقوى 14 آذار ممثلة حاليا في البرلمان بستين من 128 نائبا، مقابل 57 نائبا لقوى 8 آذار (حزب الله وحلفاؤه).
والتقى جنبلاط مساء الخميس الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الذي من المتوقع ان يتطرق الى التطورات السياسية الحالية في اطلالة اعلامية quot;قريبةquot;.
واثارت التطورات الاخيرة استنفارا عربيا ودوليا كذلك. وصرح مصدر دبلوماسي اوروبي لفرانس برس اليوم ان باريس تدعو الى تشكيل quot;مجموعة اتصالquot; دولية حول لبنان لمساعدته على تخطي الازمة.
واوضح المصدر ان المجموعة ستضم quot;فرنسا وسوريا والسعودية والولايات المتحدة وقطر وتركيا، مع احتمال انضمام دول اخرىquot;.
وذكر ان فكرة تشكيل quot;مجموعة الاتصالquot; طرحت خلال استقبال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مساء الخميس للحريري الذي التقى صباح اليوم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في انقرة.
وقدم احد عشر وزيرا بينهم عشرة يمثلون حزب الله وحلفاءه الاربعاء استقالاتهم من الحكومة، ما تسبب بسقوطها.
وكانت الحكومة تتألف من ثلاثين وزيرا. وينص الدستور على اعتبار الحكومة مستقيلة حكما في حال استقالة اكثر من ثلث اعضائها. وطلب سليمان من الحكومة المستقيلة تصريف الاعمال الى حين تشكيل حكومة جديدة.
التعليقات