تاريخ النشر: الأحد 23 أكتوبر - ساعة 6.30 غرينتش
آخر تحديث: الأحد 23 أكتوبر - ساعة 16.00 غرينتش
بلغت نسبة المشاركة في انتخابات المجلس التأسيسي في تونس نحو 70%، وقد بدأ الناخبون التصويت بحرية للمرة الأولى في تاريخهم وسط توقعات بحصول الإسلاميين على أفضل نتيجة. ودعي أكثر من سبعة ملايين ناخب تونسي لاختيار 217 عضواً في المجلس التأسيسي.
تونسي يستعرض إحدى قوائم المرشحين |
تونس:أغلقت مكاتب الاقتراع أبوابها عند الساعة 19:00 (18:00 ت غ) الأحد في تونس، في ختام انتخابات حرة تحصل للمرة الأولى في تاريخ البلاد، فيماأعلن كمال الجندوبي رئيس الهيئة العليا المستقلة لانتخابات المجلس الوطني التأسيسي في تونس بعد ظهر الأحد أن نسبة المشاركة في الانتخابات quot;تقارب 70 في المئةquot;.
واعلن الجندوبي هذه النسبة قبل ساعتين ونصف ساعة من إغلاق مكاتب الاقتراع.
وأوضح في مؤتمر صحافي أن المعدل الوطني لنسبة المشاركة يقترب من 70 في المئة، وان نسبة المشاركين في التصويت فاقت 80 في المئة في بعض الدوائر الانتخابية.
وتابع quot;لم يتمكن التونسيون من الاحتفال بالثورة في 14 كانون الثاني/يناير، تاريخ تنحّي بن علي، ولكنهم يقومون بذلك اليوم من خلال التصويت بكثافةquot;. واضاف quot;لقد جعلوا من يوم الاقتراع يوم احتفالquot;.
وقال الجندوبي ايضًا إن quot;إعلان النتائج النهائية سيتم بعد ظهر الثلاثاء خلال مؤتمر صحافيquot;. واشار الى quot;حدوث بعض التجاوزات خلال عملية الاقتراعquot;.
وفي وقت سابق، اعلن الجندوبي إن إقبال التونسيين على انتخابات المجلس التأسيسي الأحد quot;فاق كل التوقعات التي كنا نتصورهاquot;. واكد quot;نحن في حالة استنفار وفرحةquot; لمناسبة هذه الانتخابات التاريخية الحرة في تونس.
واشار الجندوبي الى رصد بعض التجاوزات، موجّهًا نداء الى مواطنيه للتجند من اجل quot;الانجاز العظيم : اول انتخابات ديمقراطية وشفافة وتعددية تتم تحت أنظار العالمquot;.
واوضح quot;مع الأسف سجلنا بعض التجاوزات. بعض القائمات لا تزال تواصل حملتها الانتخابية، ولم تلتزم بالصمت الانتخابيquot; بعد اختتام الحملة الانتخابية منتصف ليل الجمعة.
وشدد على ان quot;عملية الاقتراع فردية وسريةquot;، مشيرًا الى بعض محاولات التأثير على الناخبين المعوقين بدلاً من مساعدتهم وطرق أخرى لمحاولة التأثير على قرار الناخب.
من جانب آخر قال الجندوبي إن عدد الصحافيين الذين يغطون الحدث التاريخي في تونس بلغ 1800 صحافي تونسي وأجنبي.
وبعد تسعة أشهر من الإطاحة بنظام زين العابدين بن علي، دعي أكثر من سبعة ملايين ناخب تونسي لاختيار 217 عضواً في مجلس تأسيسي، تعود بانتخابهم الشرعية إلى مؤسسات الدولة ولوضع دستور جديد quot;للجمهورية الثانيةquot; في تاريخ تونس المستقلة.
وقال حسين الخليفي (62 عاما) الذي يصوت في مكتب انتخاب بوسط العاصمة الذي جاء قبل ساعة من موعد فتح المكتب quot;لم اغمض عيني طوال الليل. انا سعيد للتصويت في انتخابات حرة للمرة الاولى في حياتيquot;.
واضاف quot;إن تونس تهدي العالم بأسره اليوم باقة حرية وكرامةquot;. وقبل فتح مكتب الاقتراع، الذي يحرسه ستة عسكريين وثلاثة شرطيين، كان هناك 30 شخصًا ينتظرون بفارغ الصبر للقيام بواجبهم الانتخابي.
وتم نشر اكثر من 40 الف عنصر من الجيش وقوات الأمن لتأمين الاقتراع الذي يتابعه أكثر من 13 ألف ملاحظ محلي وأجنبي.
ومن الرهانات الأساسية في هذه الانتخابات النسبة التي سيحصل عليها حزب النهضة الإسلامي والمقربين منه وأبرز قوى الوسط واليسار، وهو ما سيحدد موازين القوى في المجلس التأسيسي وخريطة التحالفات فيه، وبالتالي مستقبل السلطة والمعارضة في تونس.
كما تشكل نسبة المشاركة في الانتخابات أحد رهانات هذا الاقتراع وأحد ألغازه في بلد اعتاد منذ استقلاله في 1956 على انتخابات معروفة النتائج سلفًا تنظمها وزارة الداخلية خصوصًا مع كثرة اللوائح المشاركة (أكثر من 1500) والتحولات الكبيرة التي شهدها المشهد السياسي التونسي.
وأعلن الرئيس التونسي الموقت فؤاد المبزع أنه سيقبل نتيجة الانتخابات quot;مهما كان الفائزquot; وأنه سينسحب quot;نهائيًا من الحياة السياسيةquot; حال تسليم الرئاسة لرئيس يختاره المجلس التأسيسي المنتخب، وذلك في مقابلة تنشرها صحيفة الصباح التونسية الاحد.
وأوضح المبزع في المقابلة، التي وصلت مقاطع منها الى وكالة فرانس برس quot;سأعترف بالنتائج مهما كان الفائز ومهما كان اللون السياسي للغالبية المقبلة، وسأسلم الرئاسة لمن يختاره المجلس الوطني التأسيسي المنتخب رئيسًا جديدًا للجمهورية فور مباشرة المجلس مهامه وإكمال الجوانب الإجرائيةquot;.
وشدد المبزع في المقابلة التي تنشر في يوم انتخابات تاريخية في تونس على انه quot;لا مجال لأن يقبل البقاء في منصبه بعد الانتخابات مهما كانت المبررات والاقتراحاتquot;. وقال quot;سأنسحب نهائيًا من الحياة السياسيةquot;، بحسب المصدر عينه.
ولم يستبعد أن تسفر الانتخابات عن quot;مفاجآت سياسيةquot; باعتبارها أول انتخابات حرة وديموقراطية. ودعي أكثر من سبعة ملايين ناخب تونسي لاختيار 217 عضوًا في مجلس وطني تأسيسي. وتشير الكثير من التوقعات الى ان حزب النهضة الاسلامي سيحصل على افضل نتيجة في هذه الانتخابات.
بيد أن المبزع قال quot;أثق في اعتدال الشعب التونسي وساسته (..) وانا متفائل بمستقبل تونس، وبسير الانتخابات في احسن الظروفquot;. واشاد المبزع مجددًا بالهيئة العليا المستقلة للانتخابات ورئيسها كمال الجندوبي وبتجربة تنظيم الانتخابات للمرة الأولىمن قبل هيئة مستقلة، وليس من قبل الحكومة ومؤسساتها الرسمية.
وتولى فؤاد المبزع (78 عامًا) رئاسة الدولة اثر فرار زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني/يناير الماضي. والمبزع الوزير السابق كان تولى رئاسة مجلس النواب التونسي منذ 1997 الذي كان تحت هيمنة بن علي. وكان وعد في كانون الثاني/يناير بـ quot;القطع التام مع الماضيquot;.
التونسيون يحبسون الأنفاس قبل يوم من انتخاب المجلس التأسيسيّ |
في هذا السياق اشار نبيل بفون عضو الهيئة المستقلة للانتخابات المكلف في الخارج الى شكاوى وردت على الهيئة خصوصًا بشأن سير العملية الانتخابية في مصر. ويمثل التونسيون في الخارج (اكثر من مليون نسمة) نحو 10 بالمئة من مجموع التونسيين، ويوجد اكثر من 80 بالمئة منهم في أوروبا، وخاصة في فرنسا.
وسيمثلهم في المجلس الوطني التأسيسي 18 عضوًا. وحول الانتخابات داخل تونس، التي تجري الاحد، اكد الجندوبي quot;بصورة عامة نحن جاهزون لاستقبال ملايين التونسيين الاحد، وكلنا ننتظر هذا اليوم التاريخيquot;.
ودعا التونسيين الى الإقبال بكثافة على التصويت، وخاطبهم قائلا quot;فكروا في تونس، ومستقبل تونس العظيمة، وفي شهداء الثورة الذين سمحوا لنا بأن نعيش هذا اليوم العظيم (..) انه يوم تاريخي، يظهر فيه الشعب التونسي قدرته على رفع تحديات التاريخquot;.
وحذر رئيس الهيئة الانتخابية من اي quot;تشويشquot; على العملية الانتخابية، خصوصًا عبر الانترنت، مؤكدا ان quot;المصدر الوحيد للمعلومة هو الهيئة وكل الارقام والاحصائيات والنتائج مصدرها الوحيد الهيئةquot; العليا المستقلة للانتخابات، التي تشرف للمرة الاولى على انتخابات في تونس، بعدما كانت وزارة الداخلية تشرف على الانتخابات في البلاد منذ استقلالها في 1956.
ودعت الحكومة الموقتة، التي تولت ادارة شؤون البلاد خلال فترة انتقالية أولى تخللتها أعمال عنف واضطرابات اجتماعية، التونسيين الى الإقبال على التصويت quot;بلا خوفquot;. وتم نشر اكثر من 40 الف عنصر من الجيش وقوات الأمن لتأمين الاقتراع الذي تابعه اكثر من 13 الف ملاحظ محلي وأجنبي.
وسيشكل حصول النهضة على الغالبية المطلقة في انتخابات المجلس التأسيسي زلزالاً سياسيًا، غير أن هذا السيناريو غير مرجّح في نظر المراقبين. ويشير هؤلاء إلى انه من المتوقع أن يحصل هذا الحزب الإسلامي، الذي يقول إنه قريب من حزب العدالة والتنمية التركي، على أفضل نتيجة في الانتخابات، وسيسعى الى عقد تحالفات لتشكيل حكومة. ورغم عجزها عن الاتفاق على تشكيل جبهة ضد الاسلاميين، فإن أحزاب اليسار الكبرى وعدت باليقظة الدائمة للدفاع عن الحريات المكتسبة وقوانين المراة التقدمية.
وانتخابات الاحد مصيرية في تونس، ولكنها بالغة الأهمية ايضًا لمستقبل الربيع العربي، حيث إن نجاحها سيوجّه رسالة حاسمة للجماهير العربية، التي انتفضت على حكامها اثر quot;ثورة الكرامة والحريةquot; في تونس. وشاء القدر أن يحل موعد انتخابات المجلس التأسيسي في تونس في اليوم الذي يفترض ان يعلن فيه quot;التحرير التامquot; لليبيا المجاورة بعد ثلاثة ايام من مقتل معمّر القذافي.
بطاقة تعريف
حصلت تونس التي تنتخب الاحد مجلسًا تأسيسيًا في أول انتخابات حرة في تاريخها، على استقلالها عن فرنسا في 1956:
الجغرافيا: تقع تونس في وسط المغرب العربي في شمال افريقيا، وتبلغ مساحتها 163610 كلم مربع (منها 25000 كلم مربع من الصحراء) وتطل سواحلها التي يبلغ طولها 1300 كلم على حوض البحر المتوسط شمالاً وشرقًا، وتحدها الجزائر غربًا وليبيا جنوبًا.
عدد السكان: 10.300 ملايين نسمة (تعداد 2008) تقيم غالبيتهم في الساحل الشرقي والمدن.
العاصمة: تونس (مليونا نسمة).
اللغة الرسمية: العربية مع انتشار واسع للغة الفرنسية، في حين تحرز اللغة الانكليزية تقدمًا كبيرًا.
الديانة: الإسلام، ويجب أن يكون رئيس الدولة مسلمًا.
ويبلغ عدد أفراد الطائفة اليهودية في تونس ألف شخص مقابل نحو مئة ألف في 1956.
التاريخ: تحولت تونس، التي كان يحكمها البايات العثمانيون الى محمية فرنسية العام 1881 (معاهدة باردو) وحصلت على استقلالها في العشرين من اذار/مارس 1956.
اعلنت الجمهورية في 25 تموز/يوليو 1957 والغي حكم البايات، واعلن مجلس وطني تأسيسي الحبيب بورقيبة أول رئيس للجمهورية.
تمت تنحية بورقيبة في تشرين الثاني/نوفمبر 1987 بداعي المرض من طرف رئيس الوزراء حينها زين العابدين بن علي الذي انتخب في نيسان/ابريل 1989 لولاية من خمس سنوات في انتخابات ترشح لها بمفرده. ثم أعيد انتخابه عام 1994 و1999 في اول انتخابات رئاسية تعددية.
أتاح تعديل دستوري تمت المصادقة عليه في استفتاء عام 2002 لزين العابدين بن علي الترشح لولاية رابعة في 2004 وخامسة في 2009 قبل أن تطيح به ثورة شعبية غير مسبوقة في 14 كانون الثاني/يناير 2011 ادت محاولة قمعها الى سقوط 300 قتيل واطلقت quot;الربيع العربيquot;.
وبعد تجاذبات استمرت اكثر من شهر أعلن عن التوجّه لانتخاب مجلس تأسيسي لوضع دستور جديد للبلاد يحل محل دستور 1959. وتم إيكال ادارة الانتخابات التي كانت من مشمولات وزارة الداخلية، الى هيئة مستقلة للمرة الاولى في تاريخ تونس.
المؤسسات السياسية: جمهورية رئاسية.
يدير البلاد حاليًا رئيس مؤقت هو فؤاد المبزع وحكومة موقتة في انتظار انتخاب مجلس وطني تأسيسي لتستقيم معه مجددًا الشرعية الدستورية، ويتولى تحديد كيفية ادارة البلاد حتى صياغة دستور جديد.
رئيس الوزراء المؤقت: الباجي قائد السبسي.
الاقتصاد والموارد:
- زراعة: 10 بالمئة من اجمالي التائج الداخلي، و16 بالمئة من القوى العاملة، وتونس هي رابع منتج عالمي لزيت الزيتون (160 الف طن في 2010) وثاني مصدر له.
وتنتج تونس ايضًا الحبوب والحوامض والتمور والخمر.
- النفط: نحو 70 الف برميل يوميًا.
- الفوسفات: خامس دولة منتجة في العالم مع ثمانية ملايين طن سنويًا.
- السياحة: سبعة ملايين زائر ما درّ على البلاد 1.8 مليار يورو سنة 2008 مقابل 780 مليون يورو بين حتى ايلول/سبتمبر من 2011.
تراجع عدد الزائرين الأوروبيين بنسبة 8 بالمئة في 2009 بسبب الازمة الاقتصادية العالمية، وشهد في الاشهر الاخيرة تراجعًا حادا بسبب الاضطرابات التي عرفتها البلاد والوضع في المنطقة.
- العملة: الدينار التونسي (0.51 يورو)
- معدل الدخل السنوي للفرد: 2600 يورو في 2009.
- الديون الخارجية: 20 مليار دولار في آذار/مارس 2011 بحسب منظمة اصحاب الاعمال التونسية.
- نسبة النمو: 4.5% اجمالاً. لكن يتوقع ان تحوم حول 1 بالمئة في 2011.
- نسبة البطالة: 19 بالمئة بحسب آخر الارقام الرسمية.
- عديد القوات المسلحة: 35 الف عنصر، منهم 27 الفا في سلاح المشاة.
وتعد قوات الأمن الداخلي 63 الف عنصرًا بحسب مصادر نقابية.
ـ وتونس عضو في جامعة الدول العربية واتحاد المغرب العربي، وتربطها بالاتحاد الاوروبي اتفاقية شراكة وتبادل حر منذ 1995.
مهام المجلس الوطني التاسيسي في تونس وصلاحياته ومدته
تتمثل المهمة الرئيسية لأعضاء المجلس الوطني التاسيسي الـ 217 الذين سينتخبهم الشعب التونسي الاحد في صياغة دستور جديد هو الثاني في تاريخ تونس المستقلة (1956) واقامة سلطات تنفيذية جديدة والاضطلاع بمهام التشريع خلال الفترة الانتقالية التي ستمتد حتى تنظيم انتخابات عامة وفق الدستور الجديد.
واثارت فترة عمل المجلس التأسيسي الكثير من الجدل في تونس وعبر بعض الاطراف عن القلق من احتمال استمرار سيطرة المجلس المنتخب المطلق السيادة لسنوات على البلاد. وفي منتصف ايلول/سبتمبر وقع 11 حزبًا سياسيًا تونسيا وثيقة تنص بالخصوص على ان ولاية المجلس التاسيسي quot;يجب ان لاتزيد عن عام على اقصى تقديرquot;.
غير أن فقهاء القانون الدستوري يؤكدون أنه لا يمكن تقييد مجلس وطني تأسيسي منتخب بأي نص، وانه سيد قراره بموجب تجسيده سلطة الشعب. وتقول الخبيرة رشيدة النيفر في هذا الصدد quot;قانونيًا المجلس التأسيسي هو السلطة الاعلى وهو غير مقيد بأي نصquot;.
وذكرت أن وضع الدستور الاول لتونس المستقلة من قبل المجلس الوطني التأسيسي الاول في تونس الذي انتخب في 1956 بعيد الاستقلال، يتطلب ثلاث سنوات. ولم يمنع ذلك المجلس من إلغاء الملكية وإعلان الجمهورية في 1957 واختيار الحبيب بورقيبة اول رئيس لتونس.
إضافة الى مهمة وضع دستور جديد ونظام جديد لتونس، فسيكون على المجلس الوطني التأسيسي تولي مهام التشريع وتحديد سلطات تنفيذية جديدة. واعلن الرئيس التونسي الموقت فؤاد المبزع في 13 تشرين الاول/اكتوبر انه سيسلم رئاسة الدولة للرئيس الجديد الذي سيختاره المجلس التاسيسي.
ويمكن ان يختار المجلس رئيسًا من بين اعضائه او من خارج المجلس. وسيتولى الرئيس الجديد تعيين رئيس وزراء لتشكيل حكومة انتقالية. وتبقى الحكومة الموقتة التي يرأسها منذ ثمانية اشهر الباجي قائد السبسي تدير الشؤون اليومية إلى حين تولي الحكومة الانتقالية الجديدة.
وقال قائد السبسي مساء الخميس ان هذا التسليم لن يتم قبل 9 تشرين الثاني/نوفمبر بحسب خبراء القانون. ويشير مراقبون الى ان تشكيل حكومة انتقالية جديدة قد يتطلب ما بين شهر وثلاثة اشهر. ومع ذلك لاحظت النيفر ان quot;كل السيناريوهات تبقى قائمة لان كل شيء يتوقف على التركيبة السياسية للمجلس، وليس بإمكان أي كان اليوم معرفة كيف سيكون المجلسquot;.
وتساءلت quot;هل سنكون إزاء مجلس تأسيسي مشتت التركيبة، وبالتالي ضعيف؟ ام على العكس، ستؤدي الانتخابات الى تشكل غالبية عبر التحالفات؟quot;. وفي حال وجود مجلس ضعيف منقسم فإن ذلك سيؤدي الى سلطة تنفيذية قوية ستمثل استمرارًا لتقليد واكب ممارسة السلطة في تونس، من خلال نظام رئاسي لم تعرف خلاله تونس على أمد اكثر من 50 عامًا سوى رئيسين.
وتتنافس اكثر من 1500 قائمة (حزبية ومستقلة) مكونة من اكثر من 11 الف مرشح في هذه الانتخابات، التي تنظم وفق نظام قوائم يشجع مبدئيًا الاحزاب الصغيرة. واختير نظام الاقتراع هذا بغرض تفادي هيمنة حزب واحد على المجلس، والقطع مع ما شهدته تونس منذ 1956 من هيمنة حزب واحد على الدولة، وبهدف تمثيل اوسع عدد ممكن من القوى السياسية فيه.
وأوضحت النيفر أنه مع انتخاب المجلس التأسيسي quot;تدخل تونس مرحلة انتقاليةquot; تنتهي مع وضع دستور جديد وتنظيم انتخابات عامة بموجب أحكامه. وإجمالاً لا يوجد خلاف في تونس حول اختيار النظام الجمهوري، لكن الجدل مستمر منذ الاطاحة بنظام بن علي في 14 كانون الثاني/يناير حول هل ستتجه البلاد الى نظام برلماني ام ستستمر في النظام الجمهوري مع تعديله.
التعليقات