يقول رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين إن موقف بلاده من الأزمة السورية لا ينبع من المصالح بل إنه مبدئي،وقال بوتين: ليس لدينا علاقة مميزة مع سوريا،لدينا موقف مبدئي حول طريقة تسوية هذا النوع من النزاعات ولا نؤيد هذا الطرف أو ذاك.


بوتين والأسد في لقاء سابق- ارشيف

موسكو:أكد رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في مقابلة مع وسائل إعلام أجنبية نشرت الجمعة أن روسيا quot;لا ترتبط بأي علاقة خاصة مع سورياquot;، مبررا استخدام موسكو حق النقض لمنع تبني قرار ضد دمشق في مجلس الأمن الدولي بأنه موقف quot;مبدئيquot; في مواجهة وضع quot;حرب أهليةquot;.

ومع تصاعد الضغوط على موسكو لتبني موقف أكثر تشددا من الرئيس السوري بشار الاسد، دعا بوتين نظام دمشق والمعارضين الى وقف لإطلاق النار، لكنه انتقد الغرب لدعمه المتمردين في هذا النزاع.

وقال بوتين كما جاء في النص الذي نشره موقع الحكومة الروسية على شبكة الانترنت quot;ليس لدينا أي علاقة خاصة مع سوريا. لدينا موقف مبدئي حول طريقة تسوية هذا النوع من النزاعات ولا نؤيد هذا الطرف او ذاكquot;.

واضاف بوتينأن quot;المبدأ هو الامتناع عن تشجيع نزاع مسلح وحمل الأطراف على الجلوس الى طاولة المفاوضات والاتفاق على شروط وقف لإطلاق النار والحد من الخسائر البشريةquot;.

وتابع رئيس الوزراء الروسيأن quot;ما يجري هناك هو حرب اهلية. هدفنا هو (...) ايجاد حلّ بين السوريينquot;.

وامتنع بوتين عن التعبير عن أي دعم لبشار الاسد، ردّا على سؤال طرحه صحافي عن فرص الرئيس السوري في البقاء في السلطة مع الحركة الاحتجاجية التي أسفر قمعها عن سقوط أكثر من 7600 قتيل منذ حوالى سنة، حسب أرقام الأمم المتحدة.

وقال quot;لا اعرف ولا يمكنني أن أطلق تكهنات من هذا النوعquot;.

وأضاف بوتين quot;من الواضح ان لديهم مشاكل داخلية جدية وأن الإصلاحات التي عرضوها (النظام) كان يجب أن تجرى منذ فترة طويلةquot;. وتابع رئيس الوزراء الروسي quot;لكن الآن يجب ان نقودهم الى وقف قتل بعضهم البعضquot;.

وقد عرقلت روسيا حليفة سوريا منذ فترة طويلة، مع حليفتها الصين قرارين في مجلس الأمن يدينان القمع الدامي لنظام الرئيس بشار الاسد، ما أثار غضب البلدان الغربية والعربية.

ورأى محللون أن الفيتو الروسي يشكل تحذيرا من بوتين الى الدول الغربية بان موسكو ستتبع سياسة خارجية حازمة اذا عاد الى الكرملين كما هو مرجح.

الا أن بوتين رفض فكرة أن موسكو تنحاز إلى أي طرف في هذا الوضع الذي اعتبره quot;نزاعا مدنيا مسلحاquot;، واتهم الغرب بتأجيج الازمة عبر المساعدة على تسليح المتمردين وممارسة ضغوط على الاسد.

وقال quot;اذا كنتم ستزيدون كمية الاسلحة (للمتمردين) وتعززون الضغوط على الأسد، فإن المعارضة لن تجلس أبدا الى طاولة المفاوضاتquot;.

وردا على سؤال لصحافيين رأوا أن العلاقات بين روسيا وسوريا اقوى مما يتحدث عنه بوتين، قال رئيس الوزراء الروسي quot;لا اعرف حجم مبيعاتنا من الاسلحة لهم. لدينا مصالح اقتصادية في سوريا لكنها على الارجح ليست بحجم مصالح بريطانيا او اي بلد آخر في اوروباquot;.

وقال quot;اضافة الى ذلك، عندما اصبح الاسد رئيسا، زار اولا فرنسا وبريطانيا ودولا اخرى. وعلى حد علمي لم يأت الى موسكو الا بعد ثلاث سنوات على انتخابهquot;.

وكان بوتين كتب في مقال نشرته اواخر شباط/فبراير احدى وسائل الاعلام الروسية تمهيدا للانتخابات الرئاسية الروسية الاحد، اتهم الدول الغربية بالوقوف الى جانب المعارضة والتخلي عن نظام بشار الاسد وحذر من أي تدخل في سوريا.

من جهة اخرى، كشف بوتين في المقابلة نفسها ان روسيا حاولت إجلاء الفرنسية ايديت بوفييه الجريحة في سوريا لكن العملية quot;فشلتquot; لان الصحافية كانت quot;بين ايدي متمردينquot; في مدينة حمص.

وقال بوتين ان quot;آلية ومروحية ارسلتا الى مكان ما في الحي (بابا عمرو) حيث تتواجه قوات الحكومة والمعارضةquot;، كما ورد في نص المقابلة التي نشرت على موقع الحكومة الروسية.

واضاف ان quot;هذه المروحية التي كانت تقل ممثلين عن الصليب الاحمر كانت مستعدة لنقل الصحافية الى لبنان او فرنساquot;، موضحا ان العملية لم تؤد الى نتيجة لان الصحافية quot;كانت بين ايدي متمردينquot; يسيطرون على هذا الحي.

وتابع بوتين ان روسيا كانت مستعدة حتى لإرسال طائرة من وزارة الحالات الطارئة الروسية لإجلاء الصحافية الفرنسية.

وتمكنت بوفييه والصحافي الفرنسي وليام دانييلز من مغادرة سوريا بعدما بقيا محاصرين في مدينة حمص ويخضعان الجمعة quot;للمراقبةquot; في احد مستشفيات بيروت، كما ذكر مصدر دبلوماسي لوكالة فرانس برس.

وحذرت صحيفة quot;التايمزquot; مؤخراًمن أن مشاعر الدعم والولاء التي يكنها رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين لنظام الأسد ستكلفه ثمنًا غاليًا، مشيرة إلى إحراق العلم الروسي في الشوارع بأنه يمثل مشاعر الغضب التي سادت العالم العربي إثر الفيتو الروسي الذي حال دون صدور قرار من مجلس الأمن الدولي ضد نظام الأسد.

وأضافت laquo;التايمزraquo; أنه يتعين على الروس أن يتحركوا الآن إذا كانوا يريدون تجنب تعرض نفوذهم للتقلص بعد الإطاحة بالنظام السوري. وقالت الصحيفة إنه إذا تمكنت موسكو من التوسط لإجراء محادثات لوقف نزيف الدم في سوريا فإنها تكون بذلك قد نفذت مطلبًا من أشد مطالب المجتمع الدولي إلحاحا.