موسكو: مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية تبرز على الساحة السياسية الروسية قوة صاعدة هي تحالف بين تيار قومي معاد للنظام وحركة ليبرالية منفصلة تماما عن الغرب، يتزعمها قانوني شاب يدعى اليكسي نافالني يخوض حملة شعبية ضد الفساد.
وهذا التحالف القائم بصفة غير رسمية والذي ظهر في الاشهر الاخيرة في وقت كشفت استطلاعات الراي عن تزايد مشاعر الاستياء والخيبة حيال النظام القائم في روسيا، غير ممثلة على الساحة السياسية ولا في الانتخابات التشريعية المقبلة.

غير ان آخر quot;مسيرةquot; روسية، وهي تجمع سنوي يجمع عادة في شهر تشرين الثاني/نوفمبر من كل سنة القوميين والمتشددين الارثوذكس والناشطين ضد الهجرة في كبرى مدن البلاد، كشفت عن نقاط تلاقي مشتركة.
وكان اليكسي نافالني الذي اشتهر في روسيا عبر الانترنت بوصفه حزب روسيا الموحدة بزعامة رئيس الوزراء فلاديمير بوتين بانه quot;حزب السارقين واللصوصquot;، من منظمي quot;مسيرةquot; هذه السنة التي شارك فيها ما بين سبعة الاف و25 الف شخص بحسب مصادر مختلفة في موسكو.

وكان نافالني (35 عاما) اتهم عام 2010 شركة ترانسنفط المالكة لكل خطوط الانابيب الروسية باختلاس اربعة مليارات دولار في مشروع اقامة انبوب النفط بين سيبيريا والمحيط الهادئ.
والناشط الذي يملك اسهما في المجموعة شبه الرسمية، استخدم صفته كمساهم صاحب اقلية ليطالب عبثا بتوضيحات ووثائق حول المسالة.

وكان ذاع صيته عبر الانترنت حيث يحيي مدونة ضد الفساد، قبل ان يفصح عن مواقفه القومية هذه السنة.
وردا على سؤال لفرانس برس حول حضوره الى المسيرة الروسية، اكد انه يريد من خلال مشاركته quot;تنشئةquot; الشباب الراديكالي وبث رسالته.

وكان اليكسي نافالني شارك قبل ذلك في تجمع اخر تحت شعار quot;اطعام القوقاز، كفى!quot; للتنديد بمليارات الروبلات التي تنفق على هذه المنطقة الفقيرة التي تعاني من حرب الشيشان وتشهد حركة تمرد اسلامية.
كما شارك في هذا التجمع فلاديمير ميلوف احد قادة الحركة من اجل انتخابات حرة والعضو السابق في ائتلاف quot;بارناسquot; المعارض الليبرالي بزعامة رئيس الوزراء السابق ميخائيل كاسيانوف.

واثارت هذه المواقف تنديدا شديدا من جانب مسؤولين ليبراليين وفي طليعتهم الوزير السابق بوريس نيمتسوف احد قادة بارناس.
واوضح الخبير السياسي ستانيسلاف بيلكوفسكي ان quot;قسما كبيراquot; من المعارضة الليبرالية يدعم هذا التيار quot;لان قاعدة الدعم لليبرالية التي تعود الى التسعينيات تتقلص حالياquot;.

وتابع quot;اننا بحاجة الى مفهوم جديد، وهذه الافكار الوطنية الديموقراطية تلبي مطالب الحقبة الحالية. القومية الليبرالية او الحركة الوطنية الديموقراطية .. ستزداد شعبيةquot;.
ويرى خبراء اخرون ان هذه المواقف هي وليدة حسابات سياسية عشية الانتخابات التشريعية والانتخابات الرئاسية في اذار/مارس حيث يعتزم رئيس الوزراء فلاديمير بوتين العودة الى الكرملين بعد ولايتين رئاسيتين سابقتين بين 2000 و2008.

وقالت الخبيرة السياسية ايلينا بوزدنياكوفا quot;الهامش امام الليبراليين ضيق جدا ويحاولون اجتذاب مناصرين جدد من الاوساط القوميةquot;.
واظهر استطلاع للراي اجراه معهد ليفادا المستقل هذه السنة ان شعار quot;روسيا للروسquot; يلقى تجاوبا بين 58% من المواطنين.

وقال خبراء في مكتب حقوق الانسان في موسكو ان quot;المعارضين يعرفون ذلك جيدا، فالقومية ومعاداة الاجانب نزعتان قويتان في المجتمع الروسي حالياquot;.
وفي كانون الاول/ديسمبر 2010 ادى مقتل شاب من مؤيدي فريق لكرة القدم في مشاجرة مع قوقازيين في موسكو الى قيام صدامات في العاصمة الروسية وموجة من معاداة الاجانب في جميع انحاء روسيا.