موسكو: لا يزال حزب رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الاوفر حظا للفوز في الانتخابات التشريعية المقررة في 4 كانون الاول/ديسمبر في روسيا حيث يسيطر على حياة سياسية مغلقة منذ عقد، ولو ان هذا الاقتراع قد يكشف عن تراجع سيطرته بعد سنوات من ممارسته السلطة.

ودعي حوالى 110 ملايين ناخب لاختيار النواب ال450 في الدوما في هذه الانتخابات التشريعية.

ويشغل حزب روسيا الموحدة الذي يضم العديد من اركان النظام والمسؤولين المحليين او الفدراليين وممثلي اوساط الاعمال القريبة من السلطة، 315 مقعدا في مجلس النواب المنتهية ولايته الذي تم انتخابه عام 2007، ما يمنحه غالبية مريحة قدرها ثلثا الاعضاء.

وحزب روسيا الموحدة واثق من الفوز في الانتخابات المقبلة بفضل نظام انتخابي مفصل على مقاسه يقوم على النسبية على اساس اللوائح مع وجوب تحقيق نسبة 7% للدخول الى الدوما ما يقطع الطريق امام الاحزاب الصغيرة، فضلا عن فوائد موقعه المهيمن في بلد حيث الادارة ووسائل الاعلام تحت سيطرة النظام.

وتبقى فرص حزب يابلوكو الليبرالي المعارض في الفوز بمقاعد نيابية ضئيلة اذ لا تزيد فرصه عن 4% من نوايا الاصوات بحسب استطلاعات الراي. اما حزب المعارضة الليبرالية الاخر بارناس، فقد استبعد من الانتخابات ودعا مثل مجمل المعارضة الراديكالية الى مقاطعة الاقتراع او وضع بطاقات لاغية في علامة احتجاج.

غير ان استطلاعات للرأي جرت مؤخرا كشفت عن تراجع في شعبية الرئيس ديمتري مدفيديف وفلاديمير بوتين، كما افادت عن بوادر ملل حيال نظام السلطة الذي اقيم بعد وصول بوتين الى الرئاسة عام 2000.

ووقع في هذا السياق حادث غير مسبوق حين استقبل بوتين بالصفير والهتافات المناهضة في 20 تشرين الثاني/نوفمبر في ملعب رياضي في موسكو، ما يعزز رأي بعض الخبراء الذين يشيرون الى بدايات تحول في المجتمع الروسي.

وقال الخبير السياسي المستقل ديمتري اوريشكين ان quot;المزاج تغير، بوتين وروسيا الموحدة لم يعودا يحظيان باحترام كبيرquot;.

واشار معهد ليفادا المستقل لاستطلاعات الراي الى ان نسبة شعبية مدفيديف وبوتين تراجعت في الاول من تشرين الثاني/نوفمبر بنسبة عشرين نقطة عما كانت عليه قبل عام لتصل الى 57 و61% على التوالي، فيما ازدادت نسبة المستائين منهما بالقدر ذاته تقريبا الى 42 و38%.

وبحسب المعهد ذاته، فان 53% من الروس اعربوا في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر عن نيتهم في التصويت لروسيا الموحدة، ما سيمنح حزب بوتين بعد انتقال اصوات التشكيلات التي لن تتخطى عتبة 7%، 253 مقعدا في الجمعية الجديدة، يليه الحزب الاشتراكي الذي يتوقع حصوله على 94 مقعدا.

وتوقع اوريشكين ان تصح هذه النتائج quot;ما لم تنظم عمليات تزوير مكثفة في المدنquot; حيث يسجل روسيا الموحدة ادنى مستويات من الشعبية.

وتنتشر الشبهات حول حصول عمليات تزوير في روسيا حيث تتهم المعارضة السلطة بمخالفة قانون الانتخابات واللجوء الى شتى انواع الضغوط لضمان اصوات العاملين في مصانع وجامعات وثكنات بكاملها.

وحملت صحف موسكو بشدة الشهر الماضي على ملصقات لروسيا الموحدة منسوخة بالكامل عن مصلقات رسمية تدعو الى التصويت، بدون ان يقود ذلك الى اتخاذ اي تدابير حيال المسالة.

ويرى المحللون ان حصول روسيا الموحدة على غالبية مطلقة quot;بسيطةquot; لن يعيق الحزب في ممارسة السلطة نظرا الى عدم وجود معارضة فعلية والى دور التشكيلات الاخرى الذي يبقى صوريا بشكل اساسي، ما حول البرلمان الى مجرد مجلس يسجل اقتراحات الحزب الحاكم ويصادق عليها.

فالحزب الاشتراكي (57 مقعدا) يعتمد على قاعدة انتخابية متقدمة في السن، في حين ان الحزب الليبرالي الديموقراطي (قومي، 40 مقعدا) وروسيا العادلة (يسار الوسط، 38 مقعدا) يعتبران بصورة عامة مجرد تشكيلين صوريين يصادقان تلقائيا على قرارات الحزب الحاكم.

غير ان اي تراجع في نسبة الاصوات سيتسبب بالاحراج للسلطة قبل اربعة اشهر من الانتخابات الرئاسية التي يتوقع ان تعيد بوتين الى الكرملين بعد ولايتين رئاسيتين بين 2000 و2008 وولاية بقي فيها على رأس الحكومة لعدم تمكنه دستوريا من الترشح لولاية ثالثة على التوالي.

والقت قيادة البلاد بكل ثقلها في هذه الانتخابات.

ويترأس ديمتري مدفيديف الذي يتوقع تعيينه رئيسا للوزراء بعد عودة رجل روسيا القوي الى الرئاسة، قائمة روسيا الموحدة للانتخابات التشريعية.

اما بوتين الذي يترأس الحزب، فقد شكل في الربيع quot;جبهة شعبيةquot; يفترض ان تعمل على تعبئة البلاد برمتها بما فيها الاتحادات العمالية والجمعيات ومجالس الشركات حول الحزب الحاكم.

وتداركا لاي تجمع معارض اعلنت حركة ناشي الشبابية المؤيدة للكرملين انها ستجمع ثلاثين الف شاب في موسكو يوم الانتخابات.