نيويورك: اعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي قبل ساعات من اجتماع دولي حول سوريا ان عزلة روسيا والصين بشأن هذا الملف quot;لن تستمر طويلاquot;.

وصرح ساركوزي لاذاعة اوروبا-1 ان quot;الصينيين مثل الروس لا يحبون ان يكونوا معزولين. وعندما نجمع الدول الكبرى لنقول هذا هو الاتجاه الذي يجب ان نسير فيه مع حلفائنا العرب، فان عزلة روسيا والصين لن تطولquot;.

واضاف ان quot;الحل هو فتح ممرات انسانية لتتمكن معارضة من ان تكون موجودة في سورياquot;.

من جهة اخرى، قال ساركوزي ان الرئيس السوري quot;بشار الاسد يكذب بشكل وقح ويريد محو حمص من الخارطة كما اراد (الزعيم الليبي السابق معمر) القذافي محو بنغازي من الخارطةquot;.

بدورها قالت وزارة الخارجية الروسية الخميس ان اجتماع باريس الذي يعقد اليوم بدعوة من فرنسا لا يهدف الى البحث عن الحوار بل سيبعد هذا البلد عنه، موضحة ان موسكو لن تشارك فيه.

وقال الناطق باسم الوزارة الكسندر لوكاشيفيتش ان quot;هدف الاجتماع ليس بالتأكيد البحث عن ارضية للتوصل الى حوار سوري بل بالعكس تعميق التناقضات بين المعارضة ودمشقquot;.

هذا فيما اوصى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون مجلس الامن الدولي بالسماح بنشر بعثة تضم 300 مراقب لوقف اطلاق النار في سوريا quot;لفترة اولى من ثلاثة اشهرquot;.

وقال بان في رسالة الى المجلس انه يرى ان ثمة quot;فرصة للتقدمquot; في سوريا مع انه quot;من الواضحquot; ان وقف اطلاق النار quot;غير كاملquot;.

واوضح بان في الرسالة التي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منها quot;ارغب في اقتراح بعثة مراقبة من الامم المتحدة في سورية لفترة اولية من ثلاثة اشهرquot;.

واضاف quot;اوصي المجلس بان يجيز هذه البعثةquot;، موضحا انه سيقرر نشر هذه البعثة تدريجيا تبعا quot;لتعززquot; وقف اطلاق النار.

وهذه quot;المهمة الموسعةquot; تشمل quot;نشر عدد من المراقبين العسكريين التابعين للامم المتحدة يصل الى 300quot;. وسيتم نشر هؤلاء quot;تدريجيا على مدى اسابيع في حوالى عشرة مواقع في جميع انحاء سورياquot; لمراقبة وقف القتال وتطبيق خطة كوفي انان.

وسيرافقهم مستشارون سياسيون وفي مجال حقوق الانسان لكنهم لن يشاركوا في تسليم مساعدة انسانية.

وفي رسالته الطويلة الى مجلس الامن الذي يفترض ان يصوت على قرار جديد للسماح بالمهمة الكاملة، عبر بان عن quot;قلقه الشديد من خطورة الوضعquot; في سوريا.

لكنه قال انه quot;ومن دون التقليل من اهمية التحديات المقبلة، هناك فرصة للتقدم علينا ان ندعمها لنتقدمquot;.

واعترف بانه quot;من الواضح ان وقف العنف المسلح بكل اشكاله ليس كاملاquot; ودمشق quot;لم تنفذ حتى الآن كل التزاماتهاquot;.

الا انه اشار الى ان quot;مستوى العنف تراجع بشكل واضح منذ 12 نيسان/ابريل (تاريخ دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ) وحصيلة الضحايا تراجعت نتيجة لذلكquot;.

واكد بان كي مون من جديد انه quot;من الاساسيquot; ان تحترم الحكومة السورية وعودها بسحب قواتها واسلحتها الثقيلة من المدن المتمردة وتسهل عمل مهمة المراقبين بمنحهم حرية كاملة في التحرك والاتصال بموجب القرار 2042 الذي تبناه مجلس الامن السبت الماضي.

ويفترض ان يناقش المجلس تقرير الامين العام للمنظمة الدولية صباح الخميس بينما يتوقع دبلوماسيون ان يتم تبني قرار يجيز نشر 300 مراقب مطلع الاسبوع المقبل.

وكتب بان كي مون في رسالته ان بعثة كهذه للمراقبة تنشر بسرعة وبتفويض واضح ووسائل مناسبة quot;ستساهم الى حد كبير في فرض احترام تعهدات كل الاطراف بوقف العنق المسلح بكل اشكاله ودعم تطبيق خطة النقاط الستquot; التي تقدم بها كوفي انان.

واضاف ان هذه البعثة quot;ستكون ضرورية للمحافظة على السلام ومن اجل عملية سياسية حقيقية في البلادquot;.

واكد بان انه سيسعى الى ان يبرم مع الحكومة السورية quot;اتفاقا يتعلق بوضعquot; البعثة في الايام الثلاثين التي تلي تبني القرار الذي يجيز نشرها.

وسجلت سلسلة جديدة من اعمال العنف الدامية في سوريا الاربعاء رغم مرور ستة ايام على وقف اطلاق النار، وفي ظل وجود وفد المراقبين الدوليين الذي اعلن ان مهمته تحتاج الى quot;وقت وبناء ثقةquot;.

وحصدت اعمال العنف المتفرقة 23 قتيلا بينهم 16 في محافظة حمص، وذلك في عمليات اطلاق نار وقصف مصدرها قوات النظام، وتفجيرات استهدفت قوات النظام، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتثير هذه الخروقات المستمرة لوقف النار قلق المجتمع الدولي.

فقد رأت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ان سوريا تقف quot;عند منعطف حرجquot; بين التقدم نحو السلام او تعميق النزاع، مؤكدة ان استمرار العنف مع انتشار المراقبين الدوليين quot;امر مقلق للغايةquot;.

وحذرت كلينتون الرئيس السوري بشار الاسد من مزيد من الاجراءات ضده اذا اهدر quot;الفرصة الاخيرةquot;، في اشارة الى خطة الموفد الدولي الخاص كوفي انان ومهمة المراقبين.