تفقد اليوم وزير الدفاع السوري فهد جاسم الفريج وحدات الجيش النظامي في حي الخالدية، الذي استعاده النظام بعد معركة قال ضباط سوريون إنها كانت أقسى من معركة القصير.


بيروت: في 29 تموز (يوليو) الماضي، وبعد حصار أكثر من سنة ومعارك ضارية استمرت أكثر من شهر، تمكنت قوات النظام السوري من استعادة هذا الحي المحوري في شمال حمص، أو عاصمة الثورة، كما يسميها الثوار.

فالخالدية بقي بيد المعارضة لنحو عامين تقريبًا، وينذر سقوطه بسقوط ما بقي من معاقل الثوار في عاصمتهم، وخصوصًا حمص القديمة، وهذا تراجع كبير للثوار، لأن حمص صلة وصل أساسية بين دمشق والساحل السوري.

واليوم، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا بأن وزير الدفاع السوري العماد فهد جاسم الفريج تفقد وحدات الجيش السوري النظامي التي سيطرت على حي الخالدية في حمص الاسبوع الماضي، quot;متفقدًا الوحدات التي أعادت الامن والاستقرار الى الحيquot;، بحسب زعم الوكالة.

وأكد الفريج أن التصدي للمجموعات الإرهابية المسلحة في شوارع حي الخالدية الضيقة وتطهير الأبنية منها يعد معجزة عسكرية كبيرة. واضاف: quot;قواتنا المسلحة مصممة على ملاحقة المجموعات الإرهابية المسلحة، وتخليص الوطن والمواطن من جميع أعمالها العدوانيةquot;.

غطاء معلق

ولا بد أن معركة الخالدية كانت كبيرة جدًا، لهذا لا يغالي فريج في وصف تقدم الجيش النظامي بالمعجزة. معركة ضارية تركت في كل أبنية الحي ندوبًا عميقة، إذ لم يوفر الخراب أي شقة أو منزل أو شرفة.

ونقلت تقارير صحفية عن صحافيين زاروا الحي قولهم إن الشوارع فيه قطعت بسواتر ترابية وبركام رفع عليه غطاء معلق بين شرفتين، طريقة اعتمدها مقاتلو الطرفين لتجنب رصاص القنص. كما نقلوا عن مقدم سوري قوله إن هذه الطريقة مكنت الجيش من التقدم في الحي لاستعادته. يروي: quot;رفعنا الاغطية لنحتمي من الرصاص الذي يطلق علينا من الابنية، فلولا وجود القناصة والكمائن المفخخة لتمكنا من التقدم بسرعة اكبر، المهم أن الخالدية تحت سيطرتنا الكاملةquot;.

إلا أن الجيش لم يسيطر على غير الخالدية، فمقاتلو المعارضة متحصنون في الأحياء المجاورة، وخصوصًا في حي الحميدية حيث يتمركز القناصة.

بالسلاح الأبيض

أما مسجد الصحابي خالد بن الوليد، الذي سيطر عليه الجيش السوري في ذكرى وفاته أي في اليوم الثامن عشر من رمضان، فتبدو عليه آثار القصف، ويتهالك تحت الغبار، وكأنه يسدل الستار على حقبة طويلة من الاحتجاجات ضد النظام السوري، واعدًا بالاستمرار على درب سيف الله المسلول ضد الطغيان.

في المعارك الضارية، قصف الجيش السوري الحي بالمدفعية والطيران، فاستحدث المقاتلون فتحات في جدران المباني، تعينهم على التنقل والالتفاف وراء جنود النظام المتقدمين لمباغتتهم. وكان التقاتل يتم، بحسب شهود مقاتلين، من شارع إلى شارع ومن مبنى إلى مبنى، كما دارت اشتباكات بالسلاح الابيض.

ويروي الصحافيون عن المقدم السوري نفسه قوله إن معركة الخالدية كانت أقسى من معركة القصير، بسبب ضيق الشوارع وارتفاع المباني. أما الناشط يزن الحمصي الذي بقي في الخالدية حتى اللحظات الاخيرة، فيؤكد أن سقوط هذا الحي لا يعني انتهاء الثورة، quot;فنحن لن نترك المنطقة المحاصرة في أحياء حمص القديمةquot;.