اكد ثوار وناشطون في المعارضة السورية أن النقص في التعزيزات ساعد القوات النظامية على السيطرة على حي الخالدية في حمص، بعد أن ظل تحت سلطة المعارضة لأكثر من سنة، إلا أن التفاؤل باستعادته عبر عنه البعض في الائتلاف الوطني معتبرين انه سقوط موقت.


لندن: أكد ناشطون في المعارضة السورية سيطرة قوات النظام على حي الخالدية الاستراتيجي في مدينة حمص وسط سوريا، وبذلك توجيه ضربة أخرى لمقاتلي المعارضة المحاصرين في المدينة التي سُميت quot;عاصمة الثورةquot;.
وقال الناشطون إن مقاتلي المعارضة انسحبوا من نحو 95 في المئة من حي الخالدية، بحلول ظهر يوم الاثنين بعد غارات جوية أعقبها قصف بصواريخ أرض ـ أرض ومدافع الهاون. وذهب التلفزيون الرسمي أبعد منذ ذلك قائلا إن قوات النظام quot;أعادت الأمن والاستقرارquot; إلى المنطقة.
الخالدية خسارة للمعارضة
وقال محللون إن سقوط حي الخالدية الذي ظل تحت سيطرة المعارضة أكثر من عام، يشكل خسارة كبيرة لها، بشطره المنطقة التي ما زالت تسيطر عليها المعارضة إلى شطرين معزولين احدهما عن الآخر. كما يأتي سقوط الحي في أعقاب سلسلة من المكاسب التي حققتها قوات النظام في الوسط والجنوب بإسناد من مقاتلي حزب الله اللبناني وايران.
وأسفرت العمليات التي نفذتها قوات النظام لاستعادة السيطرة على حي الخالدية، عن دمار واسع بمحو حارات كاملة في الحي، واظهرت الصور التي بثتها وسائل اعلام رسمية سورية، حجم الدمار بمشاهد جنود من الجيش النظامي يشقون طريقهم عبر شوارع أغلقتها أكوام من الأنقاض. وبث ناشطون صورة من الجو قالوا إن طائرة استطلاع التقطتها قبل أن تسقطها قوات المعارضة، تظهر فيها مبان سويت مع الأرض وشوارع مقفرة.
هجوم قوات النظام
وكانت قوات النظام بدأت هجومها على معاقل المعارضة في حمص قبل شهر متشجعة بسيطرتها على مدينة القصير وقطع خطوط إمداد المعارضة إلى المدينة. ويرى المحللون أن السيطرة على حمص، بالإضافة إلى أهميتها الرمزية، تساعد النظام في تأمين رقعة أرض متصلة من مينائي اللاذقية وطرطوس إلى العاصمة دمشق.
وأكد المتحدث باسم القيادة العامة للثورة السورية في حمص ابو رامي الحمصي، أن بعض الاشتباكات استمرت يوم الاثنين على أطراف الخالدية الشرقية قرب شارع القاهرة، ولكن الحي نفسه سقط عمليًا.
واوضح الحمصي أن سقوط الحي كان مسألة وقت بعد قطع الطريق الممتد من المدينة القديمة التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة إلى معاقلهم في حي القصور وحي جورة الشياح.
لا تكافؤ
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن المتحدث باسم القيادة العامة للثورة السورية في حمص quot;ان تعزيزات لم تصلنا لكسر هذا الحصار، ولم تكن لدينا اسلحة لتغيير مسار المعركةquot;. واضاف quot;اعتقد اننا قد نقاوم أسابيع أو ربما مدة شهر ولكن ليس اطول. إذ لا يوجد تكافؤ بين الطرفينquot;.
وقال الناشط الحمصي ابو جعفر صفصفه إن جيش النظام سيطر على حي الخالدية بأكمله بعد ظهر الاثنين، ولكن المرصد السوري لحقوق الانسان في بريطانيا أفاد بأن الاشتباكات كانت لم تزل مستمرة يوم الاثنين مؤكدًا في الوقت نفسه سقوط القسم الأعظم من الحي بيد قوات النظام.
سيطرة موقتة
وقلل الائتلاف الوطني للمعارضة السورية من اهمية ما سماها quot;انتصارات فارغةquot; حققتها قوات النظام بعد quot;طحنquot; المنطقة، واصدر بيانا قال فيه إن الانسحاب التكتيكي لمقاتلي الجيش السوري الحر ليس مؤشرًا إلى قدرة الأسد على الاحتفاظ بالسيطرة على المنطقة. واضاف أن نظام الأسد يحاول أن يرفع معنويات ميليشياته بالدعاية وترويج انتصاره الفارغ في حمص.
وأكد البيان أن سيطرة الأسد على المنطقة موقتة إلى ان يكون الجيش السوري الحر جاهزا لاستعادتها.
قلق في صفوف الثوار
ولكن ناشطين على الأرض كانوا أقل تفاؤلا، وقال ابو رامي الحمصي المتحدث باسم القيادة العامة للثورة السورية في اتصال مع صحيفة واشنطن بوسطت quot;ان كثيرا من مقاتلي الجيش السوري الحر جرحى الآن، بعضهم استشهد وبعضهم الآخر تعوق. وهناك نقص في المقاتلين والقليل جدا من الذخيرة، نحن قلقون جداquot;.