تصاعدت حملات سفارة بشار الأسد في عمّان، على وقع التحضيرات العالمية لوضع حد للأزمة السورية، لتطال كل جهة وجبهة في الأردن، وهي لم تستثنِ المؤسسات الإعلامية والكتّاب والصحافيين والسياسيين، وصولًا إلى وزير الخارجية وحتى النظام الحاكم في الأردن نفسه، من خلال اتهامات وهجمات بأبشع الكلمات والتوصيفات.


نصر المجالي: لايزال الأردن محافظًا على علاقاته الدبلوماسية مع الجار السوري، مع موقفه الثابت والدائم بضرورة التوصل الى حل سلمي بمشاركة جميع الأطراف وأشكال الطيف السوري الاجتماعي والديني والسياسي لوضع حد لتصاعد الأزمة ووقف الحريق ودرء المزيد من شلالات الدم.

هذه المرة كان الضحية صالح القلاب الكاتب في صحيفة (الرأي) الحكومية ووزير الإعلام السابق والمعلق الدائم على قناة quot;العربيةquot;، التي كان مديرًا عامًا لها لعام واحد حين تأسيسها في العام 2003.

القلاب كتب مقالًا في صحيفة (الرأي) تحت عنوان (ألا يجب وضع حدٍّ لتطاول هذا السفير؟!)، وهو ما أثار عليه quot;عش دبابير السفارة السورية في عمّان، حيث ردت عليه بهجوم ناري، تم توزيعه على المواقع الالكترونية ووسائل الإعلام الأردنية.

وفي الرد الذي وزعه المكتب الصحافي في السفارة السورية في عمّان، وصف صالح القلاب بـ (الطالح). وقال المكتب: (طالح القلّاب) هذا الذي تقلّب بين أحضان أكثر من دزينة من الأجهزة الأمنية، قبل أن يبلغ أرذل العمر، ثم انتهى إلى بوق رخيص في حضن (التحالف الوهّابي-الموسادي).

مقال صالح القلاب
وفي الآتي تنشر (إيلاف) نص مقال صالح القلاب في (الرأي):

يجب وضع حدٍّ لهذا السفير laquo;المنفلت من عقالهraquo;، فالسكوت شجَّعه على التمادي، حتى بات يتصرف وكأن الأردن ضاحية بيروت الجنوبية، فيها دويلة طائفية تابعة للدولة السورية-الإيرانية-الروسية. والواضح أن ضابط الاستخبارات السابق هذا قد فهم الصمت الأردني المستند إلى خلقٍ عظيم وإلى الترفع عن الصغائر على أنه من قبيل الضعف وعلى أنه تحاشٍ لعنف laquo;الشبيحةraquo; الذين باتوا يتحكمون بمصير دولة عربية يحرص عليها بلدنا المملكة الأردنية الهاشمية حرصه على نفسه.

إنه لا يجوز حسب الأعراف الدولية ووفقاً للعلاقات الدبلوماسية بين الدول أن يُحوِّل سفير دولةٍ ذبح قادتها شعبهم من الوريد إلى الوريد laquo;سفارتهraquo; إلى دولة داخل الدولة الأردنية، وأن يتمادى في شتم البلد الذي يستضيفه، ويواصل إلصاق التهم به وquot;التمرجلquot; عليه، وكأنه في غوطة دمشق يقف بين جثث مئات الأطفال الذين تم اغتيالهم بالأسلحة laquo;الكيميائيةraquo;، وليس في عمّان، التي لو راجع هذا ملفات الاستخبارات التي كان يرأسها، والتي يبدو أنه لا يزال على laquo;ملاكهاraquo;، لوجد أنها كانت ولا تزال وستبقى عصية على شراذم الذين أداروا فوهات بنادقهم ومدافعهم عن الجولان في اتجاه المدن السورية.. سابقًا في حماه وتدْمر، والآن من laquo;البابraquo; شمالًا وحتى درعا في الجنوب، ومن البوكمال في الشرق وحتى اللاذقية في الغرب.

إنه لا بد من هزِّ laquo;رَسَنِraquo; هذا السفير المنفلت من عقاله، والذي ذهب به التطاول إلى حدِّ الإساءة اليومية إلى الأردن البلد والشعب، والذي لو أنه بمستوى المراجل التي يتحدث عنها لكان استبدل هذه البطولات الرخيصة التي شجَّعه التسامح الأردني على التمادي فيها بالعودة إلى ملابسه العسكرية والتصدي للإهانات التي دأبت إسرائيل، التي تجاوز احتلالها لهضبة الجولان الستة والأربعين عامًا، على توجيهها لعاصمة الأمويين، وآخرها الغارة الأخيرة على مخازن الصواريخ في اللاذقية، وقبلها الغارة على قاسيون التي مَنْ يُطلُّ من فوقها الآن لا يرى إلاَّ دمشق التي تغرق في الدماء والدخان والدمار وروائح المواد laquo;الكيميائيةraquo;.

الممانعة والمقاومة
إنَّه على مَنْ بلده في هذا الوضع ،الذي أوصله إليه نظام laquo;الممانعة والمقاومةraquo;!!، أن يخجل من أن يتطلع في عيون الآخرين، وعليه أن يكفّ عن هذه التهديدات المضحكة، وأن يتذكر أن من يحرس أسوار دمشق الآن ليس laquo;الجيش العقائديraquo; ولا سرايا البعث، وإنما حراس الثورة الإيرانية وميليشيات حزب نصر الله وquot;فيلق أبو الفضل العباسquot;، الذي يضم المجموعات الطائفية القادمة من العراق وبعض المتطوعين القادمين من بعض المناطق الحدودية التركية بدوافعهم المذهبية المعيبة للسلب والنهب.

إنَّ أذناب الصهيونية laquo;يا سعادة السفيرraquo;، الذي لم يحترم الأعراف والتقاليد الدبلوماسية، والذي أغراه تسامح الأردن والشعب الأردني على التطاول أكثر من اللزوم، هُمْ الذين بقوا يحرسون إحتلال الجولان كل هذه السنوات الطويلة، وهم الذين وقفوا إلى جانب الخميني، وبدوافع مذهبية مخجلة ضد بغداد العباسيين، وهم الذين laquo;تدْعَسraquo; إسرائيل يوميًا على أنوفهم ولا يستطيعون إطلاق ولو صرخة توجعٍ محبوسة.

إنَّ على هذا الجنرال السابق، الذي لم يخض في حياته أي معركة إلاَّ هذه التي يخوضها الآن على صفحة quot;فايسبوكquot;، والذي لم يعرف المراجل التي يعرفها الرجال إلاَّ في أقبية كان يقودها.. إنه على هذا الجنرال أن يتذكر أن قوات laquo;الكوماندوسraquo; الأردنية لم تنطلق من عمّان باتجاه دمشق إلاَّ في عام 1973 عندما ذهب جنود وضباط الجيش العربي إلى جبهة الجولان للدفاع عن عاصمة الأمويين، التي أصبحت حالها هي هذه الحال التي لا تسرُّ الصديق ولا تغيظ العدا.. ثم وإنه على هذا السفير، الذي لابد من وضع حدِّ لتماديه بعدما شبَّ كثيرًا عن الطوق، أن يتذكر أن من قاتل تحت إمرة القيادة الأطلسية هو laquo;الجيش العقائديraquo; وأنه لم تنطلق ولن تنطلق من عمّان أي مفرزة إلاَّ للدفاع عن laquo;جلَّقraquo; التي هي اليوم تنام بين اليأس والكمد !!.

هجوم السفارة
وفي الآتي تعليق المكتب الصحافي في السفارة السورية في عمّان على مقال القلاب:

ورد في جريدة الرأي الأردنية مقال للمدعو (طالح القلّاب) تحت عنوان:
(ألا يجب وضع حدٍّ لتطاول هذا السفير؟!)، [ فاستوجب التعليق التالي]:

[ألا يجب على الشعب الأردني وشرفائه ومسؤوليه أن يضعوا حدًا لهذا (القلّاب غير الصالح) البيدق البترو دولاري الرخيص ؟!].

bull; (طالح القلّاب) هذا الذي تقلّب بين أحضان أكثر من دزينة من الأجهزة الأمنية، قبل أن يبلغ أرذل العمر، ثم انتهى إلى بوق رخيص في حضن (التحالف الوهّابي-الموسادي).

bull; إذا كان هذا القلّاب غير الصالح يتآمر على شعبه الأردني ودولته الأردنية منذ عقود عدّة.. يريد من الآخرين أن يكونوا مثله.. فهو واهِم ومغفّل.

bull;وإذا كان هذا القلّاب الطالح، عميل أكثر من عشرة أجهزة أطلسية ونفطية، على الأقل، ينصّب نفسه ناطقاً باسم الشعب الأردني والدولة الأردنية.. فَلْيُعْلِمْنا متى جرى تكليفه بهذه المهمة؟ ومَن الذي كلّفه؟.. أم إنه يظنّ أنه لايزال وزيرًا للإعلام، بعدما كان كذلك، في غَفْلة من الزمن؟.

bull; وإذا كان هذا البيدق الرخيص يتوهّم أن زعيقه ونعيقه المسمومين المأفونين، يمكن أن يكون لهما مكان في هذا الميدان الحافل بفضائيات أسياده ومشغّليه من (عبريّة) آل سعود إلى (جزيرة) آل صهيون، فهو واهِم ومغفّل.

bull; وإذا كان المأفون (القلّاب غير الصالح) رفع عقيرته الآن إلى الحدّ الأقصى، ظنًا منه، أنّ أسياده النفطيين، قد نجحوا في دَفْع أسيادهم الأطالسة، لتوجيه ضربة إلى سوريا، فإنه مغفّل وواهِم، لأنّ سوريا سوف تلقّن أسياد مشغّليه، درسًا لن ينسوه، والشهور المقبلة، سيظهر فيها الخيط الأبيض من الخيط الأسود.

bull; والرَّسَن يصلح لأمثال هذا المأفون الرخيص الذي لا يساوي في عالَم السياسة ولا في عالَم الإعلام، رَسَن بعير.

bull; فَلْيَخْرَسْ هذا العميل الرخيص، وهذا البوق المهترئ، لأن ّجعيره ونعيره، يسيء إلى الشعب الأردني الشريف بغالبيته الساحقة، وإلى الدولة الأردنية، التي تقاوِم الضغوطات الهائلة لمشغّليه وأسياد مشغّليه، لكي تتلافى التورّط في العدوان على سوريا.

bull; إذا كان هذا المعتوه لا يعترف ولا يعرف أنّ (الجنرال) الذي يتحدّث عنه قد خاض حربين ضد إسرائيل، في (حرب تشرين 73) وفي حرب (لبنان 82) فإنّ كل quot;معلوماتquot; هذا الجاهل، هي من هذا النوع.

bull; (طالح القلّاب) عميل كل الأجهزة التابعة لـ (CIA) يتّهم سوريا، بأنّها قاتلت ndash; أثناء تحرير الكويت ndash; تحت إمرة الأطلسي، ولكنه لا يرى أنّ الأطلسي وأذنابه هم الذين يشنّون هجومهم منذ ثلاثين شهراً، على سوريا.