أولآ أستميح المواطن المصري العذر للتحدث عن الشأن المصري.. وما سبب هذا سوى أنني أحمل مصر وشعبها في قلبي.. وأعتبرها رائدة العالم العربي.. ونور الأمل في التغيير الإيجابي الذي أتمناه للمنطقة العربية.

تعرّض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لموجة كبيرة من الهجوم ومن التأييد حين ألقى خطابه في أول هذه السنة..’يحمّل علماء الأزهر مسؤولية تجديد الخطاب الديني.. ويدعوهم لإطلاق ثورة دينية فكرية للتجديد الذي ومن المفروض أن ينتظره المسلمين على رأس كل 100 عام.. دعوته لمواجهة وتصحيح المفاهيم والأفكار الدينية المتشددة والمنغلقة التي كان من نتيجتها.

- تدني صورة الإسلام والمسلمون في كل انحاء العالم..

- إضطهاد المواطنين من الأقليات التي تعيش في مصر..&

- سفر الكثير من المصريين للإنضمام إلى صفوف القاعدة وداعش للجهاد.. من ضمنهم شباب من عائلات ثرية ويحملون شهادات عليا..&

- معاداة الكثير من المصريين والمسلمين للدول التي تستضيفهم..&

وبينما أيّده البعض مؤكدين ما قاله وآملين أن يستطيع تنفيذ ما نادى به.. إنبرى آخرون وللأسف الشديد من ضمنهم علماء من الأزهر لإنتقاده ورفض الفكرة من أساسها على أساس أنها خارجة عن الدين نفسة....من ضمنهم السيد محمد الصغير مستشار وزير الأوقاف سابقا الذي قال بأن الرئيس يدعو إلى إنقلاب ديني بعد إنقلابه العسكري... بينما قال " الكاتب أنس حسن "عارف يعني إيه السيسي ينتقد نصوص مقدسة، ويقول إنها تعادي الدنيا؟ يعني إنه تجاوز الحياء العلماني اللي كان بتكلم عن إشكالية تفسير النص المقدس.. لا ده.. دلوقت بينتقد النص ذاته.. النص ده اللي هو (قرآن وسنة) مفيش في الدين حاجة يطلق عليها نص مقدس غيرهم.. تعرف يعني إيه ردة؟ غير ’مقدّر لعواقب مثل هذا الإتهام؟؟؟؟&

وهدأت العاصفة.. لفترة قصيرة.. إلى أن عادت مرة أخرى وبقوة التسونامي لتضع مصر والمصريون أمام مفترق طريق ’يهدد مستقبلهم.. ويجب أن يكون خيارهم فيه واحد وأن ينال الأغلبية.. إما العودة إلى الوراء بمنع أي تفكير تجديدي في الدين.. وإما التفكير الجدي والعقلاني بكتب التاريخ والتراث وتنقيتها من كل ما يخرج عن المنطق والعقل.. والأهداف الإنسانية السامية.. في التعايش والحرية وإحترام الآخر.. وهو الأمر الذي دعا إليه العديد من الكتاب.. ودفع ثمنه حياة.. كل من الدكتور فرج فودة.. والدكتور نصر حامد أبو زيد.. اللذان كانا من اوائل الكتاب الذين دعوا إلى نزع القداسة عن كتب التراث.. التي يعتبرها العديد من الكتاب أحد أهم أسباب الإعاقة في التنمية الإنسانية والبشرية في مصر.. بل وفي كل الدول الإسلامية.. لما تحتوية من الكثير من الخرافات التي قدّسها الإنسان.. والتناقضات التي أدخلت الكثير في متاهات.. وتسببت في تشوية الدين. ومعتنقيه.. والخوف منهم ومن مطامحهم...&

لنعترف اولا بأثر الكتب والمعرفة التي تدخل عبر سنوات الدراسة في دمائنا.. وتبقى في عقولنا.. وأن السلبي منها وما يتعارض مع العقل يتسلل بين الحين والآخر في تفكيرنا وفي كثير من الأحيان ’يلغي ضمائرنا....بحيث يقف سدآ منيعا أمام الإبداع.. و’يشكّل سبب إعاقة.. لتفكيرنا.. ولتعايشنا.. ولمستقبلنا..

بدأت العاصفة.. حين قام الأزهر بتقديم بلاغ ضد الإعلامي إسلام بحيري.. يعترض فيه على برنامجه و’يطالب بوقفه.. لأن ما يبثه أفكار شاذه.. تمس ثوابت الدين.. وتنال من تراث الأئمة المجتهدين المتفق عليهم.. و’تعكّر السلم الوطني و’تثير الفتن... وأن هذه الخطوة تأتي إنطلاقا من مسؤوليتها الشرعية والدستورية الممنوحة لها بحكم الدستور...&

واجهها إسلام البحيري الكاتب والباحث المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية بالرد..&

وبالفعل البرنامج مستمر.. وشاهدت بعضا من حلقاته.. ووجدت ان ما يقوم به البحيري.. هو ما يحاول العديد من الكتاب والباحثين القيام به.. ليس تشويها للدين. ولكن لتصعيد الفكر التنويري الذي ينظر إلى ما حوله والأخذ بالقيم الإنسانية التي تجمعنا مع العالم.. والخروج من المأزق الذي يضعنا أمام التضارب الكبير ما بين ما هو مكتوب في كتب التراث. وما نحتاجه من الدين...

ما يقوم به البحيري بعمق معرفته حتى مع التكرار أحيانا.... نزع القداسة عن هؤلاء الأئمة السابقين.. البخاري.. والشافعي وغيرهم.. بإعتبار أنهم بشر إجتهدوا ولكنهم اخطأوا بتفسيراتهم بحيث تعارضت مع القيم الأخلاقية.. وأن تفسيراتهم بشرية يجب أن تتعرض للبحث والمناقشه للخروج من سطوتها على النفس البشرية والخروج من ظلامها الذي بثته عن طريق الخرافة والمبالغة.. وما ترتب عنها من فتن وعدم تعايش..

شخصيا أؤمن إيمانا قاطعا بأن ما قام به من سموّا أنفسهم برجال فكر.. هو أن وقفوا حارسا مسلحا بالنص الإلهي لبوابة الأعراف والتقاليد بحيث حوّلوه ليتناسب مع كل ما هو سلبي وغير قادر على التغيير والتماشى مع التغييرات الضرورية غير واعين بالخطر الذي مثلة تفكيرهم على المجتمع.. بحيث خلقوا ورسّخوا لتربة مجتمعية راكدة لا تقبل التغير.. أصبحت الآن تتشوى بحالة كبيرة من الكبت والإنغلاق.. الذان أدّوا في هذا الزمن إلى الصدام ما بين الدين والواقع.. خاصة الواقع الجديد الذي يعيشه الإنسان العربي من خلال شاشات التلفزة العالمية.. وحين السفر للخارج.. وأننا بحاجة ماسة للخروج من هذه الحالة التي أصابت مجتمعاتنا بالشلل الفكري والسياسي.. وسبب إعاقة للتطور والإبداع..&

ترى كيف سيكون موقفي كإمرأة من المذهب الشافعي الذي نشأت وسطة.. والذي يؤكد بأن ختان البنات فريضة.. وهو نفس المذهب الذي يقول بأنه إذا حملت إمرأة من رجل بالزنا.. فإنه يستطيع الزواج بإبنتها؟؟؟؟ ( هذا إن عاشت الزانية؟؟ )؟

الأزهر أعتبر أن البرنامج ""’يمثّل تحريضا ظاهرا على إثارة الفتنة وتشويه الدين ومساس بثوابت الأمة والأوطان وتعريض فكر الشباب للتضليل والإنحراف """

سؤالي.. من يشوه الدين.. هل فكر الشافعي أم فكر البحيري الذي يدعو إلى خلق إنسان بسيط حر يقوم بشعائرة الدينية..لكنه لا يضعها عقبة تتناقض مع ضميره ومصلحتة في الحياة الآمنه مع ما حولة.. بلغة بسيطة تبني العقل.. وترتقي به.. بعيدة كل البعد عن التطرف والتشدد الذي تبثة كتب التراث..&

من الذي ’يعرض فكر الشباب للتضليل والإنحراف..؟؟ هل ما ينادي به البحيري وغيره من الكتاب.. للتعايش أم ما يقوله القيادي بالجبهة السلفية يحيى سرور.. بأن دماء الأقباط وجميع مؤيدي الرئيس ’مباحة.. لأن "الأصل في مؤيدي السيسي هو رفضهم للدولة الدينية، والدولة الدينية هي مصطلح يعبر عن واجب شرعي هو تطبيق الشريعة والحكم بما أنزل الله.. والتحاكم إلى ما أنزل الله ورفض أي شريعة تخالفه هو شرط تحقق الإيمان»، وأضاف: "الرضا بالدولة العلمانية التي تُنحّي الشريعة عن أعمال الدولة هو رضى عن الكفر"، وتابع: "والرضا بكفر السلطة هو كفر".

ترى من الذي يقع ضمن دعوة الرئيس لتجديد الكفر الديني؟؟؟؟ وأين الخلل القانوني الأكبر..&

يقول الأزهر.. أن هذه الخطوة تأتي إنطلاقا من مسؤوليته الشرعية والدستورية الممنوحة له بحكم الدستور ويقول البحيري... أن لا أحد يستطيع إيقاف برنامجه حيث يحظر الدستور والقانون إغلاق أي جريدة أو قناة أو برنامج ""؟؟

أم أنه آن الأوان لسماع نصيحة الروائي د. يوسف زيدان الذي قال في تغريدة له على موقع تويتر.. نشرها موقع اليوم السابع "" إذا لم يصدر غدا قرار بإغلاق جامعة الأزهر, وتعليق الدراسة في بعض كلياتها لمدة عامين فسوف نندم ندما فادحا "".

وعمار يا مصر.

&