مقالتي اليوم ليست إلا تكمله لمقالتي السابقه عن حوار دار على قناة ال بي بي سي الإنجليزية.. والذي كتبت عنه في مقالتي السابقة.

&نعم هي المره الأولى التي أستمع فيها لحوار كامل مع رجل دين لمدة ساعة ونصف لم أستطع خلالها أن أغير القناة.. وكلما هممت بذلك شدّني سؤال آخر وإجابة منطقية وعقلانية أخرى.. شدّني إليه صوت العقل الذي بدا بسيطا واضحا بلا لف ولا دوران.. وبدون إستعمال لغه خطابية خشبيه.. وبدون تسفيه علم الآخرين حتى وإن بان الخلاف بين رأيه ورأي الآخر. كان صدره أوسع من أن يحنق أو يسب أو ’يسفّه..&

الحوار كان ما بين المذيع عمرو عبد الحميد.. والمفكر الفيلسوف الدكتور عدنان إبراهيم&

بدأ الحوار بسؤاله عن مدى تلاقي أفكاره مع أفكار علماء وكتّاب آخرين بعضهم دفع حياته ثمنا لحرية فكره ومقارنة مدى تلاقي فكره مع كل منهم.. كان بسيطا ومترفعا ولم يجرّح في أي منهم بل أدان جريمة قتلهم ودعا لهم بالرحمة.

أهم ما جاء في حواره.. هي إجاباته على سؤال الأستاذ عمروعبد الحميد حول من أين نبدأ بتجديد الخطاب الديني الذي هو مطلب الرئيس الأول والضروري.., هل نبدأ بالأئمة وإعادة تأهليهم. أم نبدأ بتهيئة المناخ لتقبّل نتائج مثل هذه العملية؟؟&

التالي هو ملخص لأفكاره وإجاباته أرجو أن أكون وفيّت بحقه الإيجابي في إختصاري..

&" لو أحسنا التقاط نقاط التفجّر التي تتفجر إنشطاريا وتذهب ضحية الإلتباس فيها وعدم الفهم وعدم وضوح الرؤيا تموت من خلالها الأرواح والأوطان ويتسلل من خلالها العدو في ظلام هذه الأحداث..لو أحسنا ذلك فستساعدنا أن نعرف من اين نبدأ, لنعود لتوضيح الفهم الجوهري للدين ورسالته.. لقد شهدنا صحوة إسلامية إحتفلنا بمظاهرها من إطلاق اللحى والذهاب إلى المساجد والحجاب والجلباب.. وإعتقدنا انها صحوة كافية وإكتفينا بها بينما لم تكن سوى مظاهر شكلية..ولكننا وبعد إتساع رقعة الإتجاهات المظهرية رأينا إنهيارا أخلاقيا على مستوى الدعاة وعلماء الدين الذين يتصدرون و’يصدرون خطابهم للجماهيرالساهية.. طريقة نقاشهم والتعاطي مع الاخر هناك مواقف اخلاقية في خطابهم تغري على القتل والتحريض على الاخر ورأينا نتيجة ذلك في قتل الدكتور فرج فوده, ولكن القتل الان على مستوى آخر وأكبر القتل الآن من قضاة ورجال شرطة..

مما يحتم علينا أن نكرر ونعيد السؤال ما هو الدين في جوهره.. ما هو الدين الذي ’يرضى الله سبحانه وتعالى.. ما هو التدين الذي سيحمي رقابنا في الاخره.. إن طريقة تعاطينا وموقفنا من الاخر. حتى مع المسلم المختلف مذهبيا.. لماذا هذا التزمت وهذا الضيق به مع أنه مسلم مثلي.. الكل ينفي الآخر.. نعم ربما نبدأ بإعادة تهيئة المشايخ.. ولكن بدون الدخول في فتاوى عقيمه.. إعادة تهيئة المشايخ لبناء عقلية جديده.. وثورة فكرية تستند على المعرفة.. وعلى ثورة روحيه يتصدى لها كبار العلماء..

لا أرى تجديد حقيقي. لأني أجد التمسك بالوصاية وبتجميل التراث هو الذي يشغل رجل الدين.. يجب ان نبدأ بنقد التراث وحتى نقد بعض نصوصه.. حقيقة هو دور هائل ومخيف...لأن هناك إزدواجية في موقف العلماء بين الخاص والعام, وهو ما شهدته حين نتفق على أشياء.. ولكن وحين يكونوا في الإعلام تختلف تلك الآراء.

وحين سأله الأستاذ ماالذي يمنع الأزهر من القيام بهذه المهمه؟؟؟ وهل المناخ غير ملائم..قال بأن هذه حجة واهية أصابتنا بالشلل. فإذا لم يكن ملائما الآن وفي ظل النار التي تحرق العالم الإسلامي. فمتى ستكون هل ننتظر إلى أن يفنى كله؟؟؟&

أكد على ضرورة البدء بتنقية التراث متلازما مع إعادة تهيئة رجال الدين.. والدخول في المسائل الفقهية.. ونادى القضاء بأن ينحاز إلى الحريات حرية التعبير حرية الإجتهاد بضوابط لا تخنقه او تحيله إلى التكلّس.. أدان بشدة الحكم على الباحث الإسلامي إسلام البحيري.. تحت غطاء إزدراء الأديان..&

الحاجة إلى تنقية كتب التراث.. والبدء بصحيح البخاري والذي هو بشر والبشر غير معصومين عن الخطأ وإن كان له اجر الإجتهاد. إلا ان هناك عدد من الأحاديث لا تتوائم مع شخصية وقوة إيمان النبي.. مثل حديث فتور الوحي ومحاولة النبي الإنتحار والتي تتعارض تعارضا مطلقا مع قوة النبي وثقته في رسالته.. والهدف السامي لله في بعثه كنبي.. وأن هناك العديد من مثل هذه الأحاديث التي طعن فيها كبار علماء المسلمين.. ولكنها لا زالت موجودة وهو ما تسبب في الإلتباس والشك.. وإن الإتفاق الضمني بين العلماء تحت مبدأ الستر يدفهم للدفاع المستميت في امور لا تستحق مثل هذا الإهتمام.. خاصة في هذا الوقت بالذات.. عصر الفضائيات التي لا نستطيع فيها إخفاء أي عيوب..ولأنها أصبحت قضية مجتمع.. وكهنوت فكر ديني يهدم مستقبل هذا المجتمع...

ثم تطرّق بعدها إلى الحاجه الماسة لإعادة النظر في مفهوم الجهاد.. وإستناد جهاد الفتوح إلى مبررات واقعيه إستندت على المنطق الدنيوي آنذاك, ولكنها تتعارض الآن مع الواقع.. وأن تبريره من بعض العلماء لحل المشاكل الإقتصادية..يتنافى مع واقع اليوم وأن هذا المفهوم يسبب الحرج ويتناقض مع هدف الدين وأن هذا التفكير المغلوط للجهاد هو ما فرّخ القاعدة وأخواتها.. والذي وصل إلى داعش الآن.. فداعش خرجت من رحم الجماعات التكفيرية والعنفية التي روّجوا لها.. وتستند إلى نصوص تراثية مجتزئه.. وأن واجب العلماء أن يشتبكوا بطريقة جادة وصادقه وشفافه مع المشاكل التي نتجت من هذا الفكر..وأن محاربتها لن تنجح بدون مواجهة فكرها بالفكر ومواجة الحجة بالحجة.. وخلق عقلية جديدة لفهم الدين.. منفتحه على الحياة وعلى الذات.. ولا تخفي شيئا...&

تحليله والذي أعتقد أنه كان من اهم ما استمعت إليه حيث وضع إصبعه على الجرح.. ومن أين علينا البدء بالعلاج.. بجرأة وشجاعه نادره من رجل دين.. ولكنه ومع كل الإحترام والتقدير تناسى دور المرأة الذي يستند إلى غياب وإلتباس في حقوقها القضائية وهو ما ’يمثل العقبة الكبرى في التغيير المجتمعي.. ونسي أهمية تغيير المناهج التعليمية التي يجب ان تتلازم مع إعادة تهيئة رجال الدين ومع تنقية كتب التراث وعدم عصمة أي منها تحت تبرير التقديس.. فالقداسة لله وحدة لأن التغيير المجتمعي لا يمكن أن يتم بدون تلازم التعليم مع التطبيق خاصة في كل القوانين المتعلقة بالمجتمع وبالمرأة التي هي أساس المجتمع.. لترسيخ مبدئي العدالة وسيادة القانون.. وهنا تكمن روح الله التي بحثها برنامج ال بي بي سي..ولكن والحق ’يقال أنه وبرغم حياته في النمسا إلا أن قلقه على المنطقة العربية وحرصه على التنوير والتغيير طغى على كل شيء آخر..&

&