منذ تأسيسها في الثاني من ديسمبر عام 1971 على يد الوالد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، تحرص دولة الامارات العربية المتحدة على أن تقدم النموذج والمثل والقدوة ليس فقط على صعيد بناء الدول، ولكن أيضا في العلاقة بين القيادة والشعب، وفي توظيف الموارد لمصلحة رفاه الشعوب وتحقيق تطلعاتها وطموحاتها وأحلامها.
هذا مايفسر تصدر دولة الامارات العربية المتحدة، مؤشر السعادة في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا، حيث احتلت المرتبة 28 عالمياً في مارس الماضي كأسعد الشعوب في "مؤشر السعادة العالمي 2016"، الذي تصدره شبكة المبادرة الدولية لحلول التنمية المستدامة، ومعهد الأرض التابع لجامعة كولومبيا، متفوقة في هذا المجال على دول مثل فرنسا واسبانيا واليابان. وهذا مايفسر أيضاً وجود الامارات في صدارة قائمة الدول المفضلة للشباب العربي للعيش والإقامة، للاعوام الخمس الماضية، وهي الأعوام التي شهدت اضطراباً شديداً في الأوضاع الداخلية للكثير من الدول العربية، ما يدفع الشباب بداهة، وهم القوة المستقبلية النابضة بالحياة، إلى البحث عن الأمل وتحقيق الطموحات، وهنا تبرز الامارات وتتألق في عيون الجميع لتصبح موضع أحلامهم وتطلعاتهم ومحط أنظارهم وطموحاتهم الواعدة.
ولاشك أن دولة الامارات العربية المتحدة، قيادة وشعباً، تفخر بأن تكون موضع ثقة الشباب العربي، وأن يعتبرونها نموذجاً وقدوة تحتذي لبلادهم، التي نتمنى لها كل خير وأمن وأمان. الامارات، بلد زايد الخير وخليفة العطاء، ستظل وفية لأهلها وقوميتها بل وللانسانية جميعاً، وهو أمر عبر عنه وضوح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حين قال سموه موجهاً حديثه للشباب العربي "نحن نقول لهم الإمارات بلدكم وبلد الخير للجميع".
هذا الاستطلاع يثبت وعي الشباب العربي، كما يثبت بالدرجة ذاتها أولويات هذه الشريحة المهمة من شعوبنا، حيث جاءت الامارات في المرتبة الأولى بين 16 دولة عربية جرى فيها الاستطلاع، كنموذج تنموي ناجح في نظر الشباب العربي، تلتها الولايات المتحدة ثم ألمانيا وفرنسا. كما جاءت الإمارات أيضاً في المرتبة الأولى في نظر الشباب العربي كبلد مفضل لإطلاق مشاريعهم التجارية، كما تصدرت قائمة الدول التي يرغبون لدولهم أن تحذو حذوها، وينظرون إليها باعتبارها "نموذجاً يُحتذى للبلدان الآمنة اقتصادياً"، &وهذه مؤشرات تعكس وعي الشباب العربي بهموم أمته، على عكس ما يعتقد بعض الحاقدين من تنظيمات الارهاب وغيرها، فالشباب يدرك أن التنمية هي بوابة الاستقرار والأمن والأمان، لذا يتطلعون إلى أن تحذو بلادهم حذو الامارات وشعبها وقيادتها الرشيدة، فعينة الشباب المشمولين في الاستطلاع قد صنفوا عامل الأمن والأمان في المرتبة الأولىـ تلاها الاقتصاد المتنامي ثم توافر فرص العمل والرواتب المجزية. فالمسألة إذا ليست ثقافة بصرية ولا سمعية، بل قناعات متجذرة تعكس وعي الشريحة الأكبر من الشباب العربي بأهمية هذه الملفات في بناء الدول وحياة الشعوب.
في هذا الاستطلاع أيضاً ما ينسف ادعاءات تنظيمات الارهاب وجماعاته بشكل غير مباشر، فهناك نحو 72% من عينة الاستطلاع من الشباب في 16 دولة عربية يرون أن الامارات حليفة لدولهم، فيما يعتبرها 28% من العينة أكبر الحلفاء لدولهم في المنطقة، فيما يعتبرها 93% من شباب دول الخليج العربية داعمة لبلدانهم.
الامارات هي الحلم العربي الجميل لا جدال، فقد تضمن الاستطلاع سؤالاً للشباب ضمن الفئة العمرية 18-24 سنة طلب فيه منهم تسمية البلد الذي يفضلون العيش فيه أكثر من غيره في العالم، فأعرب نحو واحد من أصل 4 مشاركين بنسبة 22% عن تفضيلهم العيش في الإمارات لتأتي بذلك قبل الولايات المتحدة التي استأثرت بنسبة 15% من أصوات المشاركين، وألمانيا (11%)، والمملكة العربية السعودية (11%).
عندما يرحب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالشباب العربي في الامارات، فإنه يعكس ثقافة متجذرة لدى شعب الامارات وقيادتها الرشيدة، وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ـ حفظه الله ـ وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الذي تعبر مواقفه القومية والعروبية الأصيلة خير تعبير عن ما يربط الأشقاء العرب بعضهم ببعض.
كما إن تصريحات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تعكس أيضاً إيمان دولتنا الفتية بدور الشباب في النهضة ومسيرة التحديث والتطوير، حيث سبق لسموه التأكيد على أن"الحكومات لا تستطيع بناء تنمية راسخة لشعوبها من دون شراكة حقيقية مع شبابها"، مشيراً سموه إلى "دولة الإمارات قامت على سواعد الشباب وستستمر في بناء مستقبلها اعتماداً على مهاراتهم وقدراتهم، وإن الاهتمام بالشباب هو اهتمام بمستقبل هذه البلاد، وتوفير فرص لهم هو توفير فرص نمو كبيرة للدولة"، وهي في مجملها فلسفة عمل سائدة في دولة الامارات وتصنع منها حلماً عربياً جميلاً، وتضعها في المراتب الأولى اقليميا والمتقدمة دولياً في مؤشرات التنمية والسعادة كافة.
&