تنوعت الأحزاب في الإقليم واصبحت الافكار تتوضح أكثر فأكثر , فالتطور والحضارة مع العلم أستقر في العقول الناضجة والمفكرة التي تبحث عن كل ما هو جديد , لكن المشهد المخفي على ما يجري ان أعدائهم والمحيطين بهم لا يرغبون &لذاك الفكر ان يتطور ويحاولون بشتى الوسائل منعهم, &لأدراكهم ان أي تطور في الاقليم هو في مصلحة القضية الكردية , وتركيا خير مثال على ذلك فما زالت تستثمر غالبية موارد كردستان العراق وتتحكم باقتصادها بقوة لأنها مدركة ان قوة الاقتصاد ستجعل من كردستان دولة قوية كغيرها من دول المنطقة وهذا ما يجعلها من معبر ( ابراهيم الخليل ) الحدودي سلاحا ترفعه على الرقاب متى ما شاءت ليبقى الاقليم في خانة الضعف الاقتصادي رغم الثروة الباطنية الهائلة في اراضيها , وبالجهة الاخرى المنفذ الاخر مع ايران التي تحكم قبضتها جيدا وتمرر ما هو ملائم مع سياستها , وتأتي هذه السيطرة من تركيا وايران في سياق التشتت القائم على الارض بين الكرد وفقدان الثقة بين ابناء القومية الواحدة , وان ادركت الاحزاب الكردستانية حقيقة الواقع فالأجدر بها التوحد ورص الصفوف على اسس المصالح المشتركة للجميع تحت سقف الأمن القومي الكردي, &حينها يكون الجميع متساوي بالحقوق ويكون كل طرف قد أدرك التزاماته وواجباته تجاه قضيته وتكون كوردستان قد اصبحت في مأمن تام .
هناك من يعتقد ان اسرائيل هي صديقة الكرد وستدعمهم لقيام الدولة الكبرى ومطلقا هذا غير وارد , فالواقع شيء والظاهر شيء أخر فما زال هناك توتر داخلي وصراع فكري وثقافي وسياسي &واحيانا عسكري بين الاحزاب الكردستانية وهذا يضعها في خانة عدم الاستقرار وقد ينتفض ضد بعضه البعض في أية لحظة , ولا سيما تدخلات دول الجوار والايادي الخفية المتواجدة في بعض مراكز السلطة داخل الاقليم , واسرائيل مطلعه على هذه الامور عن كثب , ومن جهة اخرى الكرد يميلون اكثر للدين كون الطابع العشائري هو سيد الموقف وهذه النقطة بالذات لها اهمية قصوى في حسابات اسرائيل بعدما فشلت في تجربتها ونظريتها ان لجوء الكرد الى اوروبا سيجعلهم في المستقبل متخلين عن دينهم الاسلامي المعتدل وسيتقيدون بعادات وتقاليد الفكر الغربي نتيجة اختلاطهم وتعايشهم لأعوام , &والتاريخ القديم والمعاصر يؤكد ان المنطقة يجب ان تكون مقاطعات او دول صغيرة جدا حتى تنعم اسرائيل بالأمان , &وان ساعدت في قيام دولة كوردستان الكبرى فأنها بذلك تضعهم مثال لشعوب المنطقة بقومياتهم او طوائفهم ان يكونوا مثلها وهذا ما يرفضه اليهود فتفتيت المنطقة وتشتت الشعوب هو السبيل الوحيد لبقائها الدولة القوية , وهدفهم تقسيم الدول ولا سيما ان أمريكا صاحبة القوة &تبحث عن مصالحها في المنطقة وتاريخها شاهد انها ليست في وارد الدفاع عن أحد للابد , &بل حسب ما تقتضيه المرحلة الراهنة بمدى تنفيذ مشاريعها المستقبلية وهذا ما يجب ان يدركه الكرد ويسارعوا الى تفاهمات مشتركة فيما بينهم وفق معايير الحق والمساواة مع كافة الاطراف فمشروع الدولة يكون من الداخل وليس من الخارج وجمهورية مهاباد وسقوطها ما زال في الاذهان . &وما تشهده ( اسرائيل ) نموذج حي فرغم القوة الممنوحة لها من الخارج وضعف نظيرها الفلسطيني لكنها ما زالت لا تستطيع ان تنعم بالأمان ما لم تعد الى الداخل وتتوافق مع الفلسطينيين حسب المصالح المشتركة والحقوق المشروعة .
&
مما لا شك فيه ان خرائط الشرق الاوسط تتغير بين ليلة وضحاها لكن الحقيقة المطلقة ان الخارطة الرئيسية لا تتغير ابدا, &لان العمل على تحقيقها يتم بسرية تامة وتستغرق اعوام كثيرة دون ان يدرك احد كيفيه امتدادها او نهاية حدودها , وهذا بالضبط &ما يجب ان يدركه الشعب الكرديٌ , فالمنطق يضعهم في وارد الوحدة بعيدا عن القبضة الامنية او التسلط , ولا فائدة من تهميش أحد او الانجرار للغرور بسبب استملاك قوة او دعم خارجي مؤقت لا يدوم فالشعب هو الباقي وبدونه لا توجد دولة , والمحبة والتسامح هو من اهم بنود العيش المشترك وهو بحد ذاته الحرية والنصر.
كاتب سوري&