الانتخابات الاميركية عادة مثيرة للاهتمام وتشد انظار العالم ليس فقط بسبب التنافس والاعلام وصرف مئات الملايين على الدعاية وانشغال الصحافة الاميركية بشكل كامل بالانتخابات وبكل صغيرة او كبيرة تتعلق بها بل لانها انتخابات عادة ما تقرر من يحكم العالم احادي القطب منذ انهيار الاتحاد السوفياتي.

انتخابات اميركا هذه المرة تفوق سابقاتها باهميتها عشرات المرات فهي تحد وتنافس بين الجهاز الاميركي " السيستيم" وبين من يعارض هذا الجهاز الاميركي بكل تعقيداته وفوائده للولايات المتحدة، فدونالد ترامب يستمد شعبيته بالاخص من اليمبن الاميركي الابيض الذي مل من عمل الجهاز الاميركي على استيعاب المهاجرين من كل حدب وصوب وقد رسخ بين مؤيديه مقولة اميركا للاميركبين والقثد واضح حتى وان ام يمن معلنا الاميركبين البيض وفي احاديث مع اميركبين في نيويورك من قطاعات مختلفة بان واضحا هذا الصراع غير المعهود بين قوى ترى التقليد الاميركي المتمثل بجهاز الدولة الرسمي مقدسا وهيلاري كلينتون تعتبر ابنة هذا الجهاز وربيبة اميركا الدمقراطية القوية صاحبة اليد العليا بالعالم وعليها ان تحل المشاكل بطريقة اميركا التقليدية وهي ان تجعل العالم محتاجا دائما للولايات المتحدة اقتصاديا وعسكريا ويقول من يؤيد كلينتون انها ليست القيادية المثالية الا ان وجود ترامب منافسا لها يجب ان يحشد قوى اميركا الدمقراطية والذين يؤمنون بالمساواة الى جانبها لان مؤيدي كلينتون يرون ترامب مصيبة كبرى على الولايات المتحدة فهو يعمل من منطاق ان كي شيء متاح للوصول الى الرئاسة وهناك في الولايات المتحدة من يرى بعلاقة ترامب بالرئيس الروسي بوتين انها خطر قادم لان دونالد ترامب لن يتورع عن عقد صفقات مع بوتبن على حساب سيطرة اميركا على العالم يقول هؤلاء.

من جهة اخرى يقول من التقيناهم من مؤيدي ترامب من الشباب انه يتحدث بلغة العصر وهو يريد مصلحة اميركا داخليا وانه مستعد كنا قال مرارا ان يطلب من خلفاء الولايات المتحدة ان يدفعوا ثمن دفاع اميركا عنهم وان التحالف معها لن يكون بالمجان بما في ذلك اسرائيل هذا من جهة اما من الناحية الاخرى فهو يدغدغ شعور الاميركيين البيض بان المهاجرين واستيعابهم بالولايات المتحدة يأتي على حسابهم عدا عن اتهام المسلمين بالارهاب ومحاكاة ترامب لمشاعر من يناصب لمسلمين العداء فهو صرح انه لن يسمح بمنح المسلمين الفيزا للولايات المتحدة اضف الى ذلك عداءه الواضح للاصول الجنوب اميركية "الهيسبان" اي انه يحاول ان يظهر كمن يريد تحرير اميركا من "الغرباء" السود والهسبان والمسلمين وهذا يلعب لصالحه في عالم يطغي عيه التطرف فعلا وقولا والعمليات الارهابية الاخيرة في اوروبا والولايات المتحدة،يلعب الى صالح ترامب في الاجواء العامة على الاقل.

في نيو يورك مثلا هناك اغلبية كبيرة لكلينتون الا ان نيويورك ليست وحدها المقياس فهناك ولايات جمهورية مثل تكساس لن تتخلى عن مرشحها الجمهوري الا ان الاستطلاعات والتي تمنح كللينتون تفوقا بفارق 4 او 6 نقاط تقلق مؤيدي كلينتون الذين لا يخفون خشيتهم من الخسارة خاصة في جو الاحتقان الداخلي الاميركي والتحريض الارعن من قبل ترامب كما يقولون بالاضافة الى نشر الفضائح ونبش الماضي للمرشحين ومقربيهم وافراد عائلاتهم.

انتخابات الولايات المتحدة بعد ولاية باراك اوباما الثانية وانهاء اةل رئيس اسود في البيت الابيض ولايتهولا شك ستكون حامية الوطيس وحاسمة لجهة وضع الولايات المتحدة عالميا ومحليا اما من ناحية الشرق الاوسط فان تباينا واضحا بين المرشحين ففي حين سيعمد ترامب توكيل وزير خارجيته بحل الازمات بما يراه مناسبا للولايات المتحدة وسيعكف على ترتيب تلبيت التميركي الداخلي حيث المتوقع ان يتواجه مع المؤسسة والاجهزة المتمثلة بجهاز السي اي ايه وموظفي الخارجية اما كلينتون فانها ستحاول ادارة ازمات الشرق الاوسط على طريقة الخارحية الاميركية وباشراك الاسلام السياسي والعودة للمفاضات والحوار مع حركة الاخوان المسلمين تقوية تركيا اردوغان من جهة وتعميق التفاهم مع ايران من الناحية الاخرى اما بشأن القضية الفلسطينية فقد تضغط كلينتون قليلا على اسرائيل اما دونالد ترامب فسوف يحاول مقايضة الفليطينيين على حل يرضي اسرائيل وبالملف الايراني فانه مع صديقه بوتين قد يتقاسما السيطرة في المنطقة على اساس امن اسرائيل ومصالح روسيا واميركا اولا.

عشية المناظرة الاولى بين كلينتون وترامب الشارع الاميركي في حال ترقب لما قد يحدث واي ارانب سبخرج هذا المرشح او تلك من من الاكمام والحديث يدور في الكواليس عن تحضيرات على مدار الساعة والاستعداد للاسئلة والاهم لما قد يجلبه كل منهما ويقوله ضد الاخر.